بدأت الحياة تعود من جديد إلى القرى والمداشر في أعالي ولاية برج بوعريريج التي دفع سكانها ثمنا غاليا خلال السنوات العشرية السوداء نتيجة رفضهم للتطرف والإرهاب، فهناك من فقد أبناءه وهناك من فضل ترك ممتلكاته والهروب إلى المدينة، إلا أن البعض فضل البقاء والدفاع عن شرفه في انتظار الفرج الذي جاء مع تدابير ميثاق السلم والمصالحة الوطنية وانتشار قوات الأمن المشتركة بهذه الأماكن من جيش شعبي وطنيين درك وشرطة. أكثر من 300 مقاوم ساهموا في عودة الأمن إلى قرية خليل سكان قراها هجروها، أبناؤها ضحوا بأرواحهم تاركين عائلاتهم وممتلكاتهم خلال العشرية السوداء، هي ولاية برج بوعريريج التي عانت من ويلات الإرهاب الذي قتل الأبرياء قبل عشر سنوات وفي جولة استطلاعية قادت "النهار" إلى أعالي الولاية لرصد الأوضاع الأمنية بقراها ومداشرها التي كانت معزولة عن آخرها خلال سنوات الجمر، خليل، أولاد أبراهم، أولاد خليفة، غيلاسة، بليمور، جعافرة، ثنية النصر، عين تاغروت، برج الغدير هي عينات من القرى التي وقفنا على أوضاع سكانها خلال السنوات الأخيرة ويؤكد هؤلاء أن وقوف المقاومين ومجيئ تدابير المصالحة أعاد بعث الحياة في أنفسهم وفي قراهم ومداشرهم. وجهتنا كانت إلى بلدية خليل التابعة إداريا لدائرة بئر قاصد"يتحدث إلينا الحاج بن عريب دودو أحد أعيان منطقة خليل بالولاية والذي يشغل منصب رئيس جمعية ضحايا الإرهاب قائلا "فقدت ولدان خلال العشرية السوداء أحدهم من الأمن الوطني وآخر من الجيش، مضيفا أنه لم يكن باستطاعة المواطنين الاجتماع خارج المنزل قبل عشر سنوات من اليوم أما سعيد إمام مسجد المنطقة" فيقول " كانت أياما جد صعبة لسكان بلدية خليل بالإضافة إلى أن سكان المنطقة فقدوا أكثر من 40 شخص من أبنائها في تلك الفترة المريرة واليوم الحمد لله نحن في نعمة، بعد أن استقرت الأوضاع الأمنية بفضل حاملي السلاح من المقاومين وعناصر وبفضل المصالحة الوطنية، مضيفا أن أغلب سكان المناطق الريفية بولاية برج بوعريريج حملوا السلاح خلال سنوات الجمر من أجل التصدي للإرهاب الذي أفقد الأمل في العيش للكثير من العائلات ليتدخل الحاج بن عريب "إن أكثر من 300 مقاوم حمل السلاح في اطار الدفاع الذاتي بلدية خليل التابعة إداريا إلى دائرة بئر قاصد علي مضيفا أن سكان المنطقة أيدوا المصالحة الوطنية لأنها ساهمت في توقيف الإرهابيين عن سفك دماء المواطنين الأبرياء، رغم أننا فقدنا أعز مانملك من فلذات كبدنا لكن على الإنسان بالتفكير في المستقبل والأحياء. 25 عائلة تعود إلى أولاد خليفة بعدما هجرها أهلها بسب العزلة في جهة أخرى من الولاية وهي أولاد خليفة التي تعد من أكبر القرى المعزولة بأعالي ولاية برج بوعريريج حيث تحدث إلينا مواطنوها أن معظم العائلات اضطرت للرحيل خلال سنوات الجمر تاركة وراءها كل ما تملك هروبا من الواقع الأمني المتدهور وصعوبة العيش في منطقة معزولة، حيث تحدث إلينا إمام مسجد القرية أن معظم العائلات تركت القرية خلال سنوات التسعينات بسبب صعوبة العيش وعزلة القرية التي تبعد عن الولاية برج بوعريريج ب 80 كلم، مضيفا أن أطفال المنطقة كانوا مضطرين إلى ترك مقاعد الدراسة في الطور الابتدائي بسبب انعدام الأطوار الأخرى. قائلا "السنة الماضية عرفت المنطقة نجاح 67 طالب في شهادة الباكالوريا" حيث أن البلدية استفادت خلال العشرية الأخيرة من عدة مشاريع تنموية ساهمت في عودة 25 عائلة إلى القرية، فيما بقيت 6 عائلات أخرى تريد العودة إلى المنطقة بعد فك العزلة عنها نهائيا باستفادة سكانها من الربط بالغاز ماأكده الإمام في حديثنا إليه أن قبل فترة المصالحة الوطنية لك عائلات قرية أولاد خليفة كانوا يستعملون المازوت والحطب من أجل التدفئة" برامج تنموية مسحت العزلة من القرى و المداشر أكد عبد الرحمن كاديد والي ولاية برج بوعريريج أن الولاية جندت كل الوسائل المادية والبشرية من أجل إنجاح عملية الاقتراع مركزا في حديثه عن إحصاء 362 ألف و578 ناخب، بالإضافة إلى 19 ألف مسجل جديد هذه السنة، كما خصص 301 مركز و880 مكتب تصويت على مستوى الولاية. ومن جهة أخرى أكد الوالي أن ولاية برج بوعريريج استفادت من عدة مشاريع تنموية منذ سنة 1999 إلى غاية نهاية سنة 2008. التربية والتعليم من أولوليات الدولة لضمان مستقبل الشباب خصصت ولاية برج بوعريريج أهمية قصوى لقطاع التربية لأهميته في تربية النشأ حيث استفادت من 231 مشروع منها 18 ثانوية، 28 إ:مالية و28 مجمع مدرسي بالإضافة الى 11 قاعة رياضية و75 مطعم مدرسي مايفسر اهتمام الدولة بالتدريس على كل المستويات حيث خصصت مبلغ مالي قدر ب 707 مليار سنتيم بالإضافة إلى عدة مشاريع في طور الانجاز منه ا41 منشأة تربوية وفي سياق متصل تدعمت الولاية ب 17 مشروع في مجال التعليم العالي بتوفير 7 آلاف مقعد بيداغوجي جديد وإقامة جامعية تسع لأكثر من 3 آلاف سرير، ناهيك عن معهدين بطاقة 2000 مقعد وإقامة أخرى يتسع لألف سرير، مكتبة، قاعة محاضرات ومطعم مركزي. استفاد قطاع الأشغال العمومية من غلاف مالي قدر ب 155 مليار سنتيم لتدعيم 613 كلم من الطرقات الوطنية والولائية، بالإضافة إلى تحديث 158 كلم وإعادة تأهيل 458 كلم أخرى، كما عرفت ولاية برج بوعريريج إنجاز 48 كلم ن الطرقات الجديدة، و19 كلم من الطرق الوطنية المزدوجة، وفي سياق متصل تم انجاز 42 منشأة فنية بالولاية، و5 دور صيانة كما تم انجاز 33 كلم من بين 90 كم عبر تراب الولاية، بالاضافة إلى وجود عدة مشاريع في طور الانجاز منها 148 كلم في طريق التهيئة والتحديث، وفي سياق متصل استفاد قطاع السكن على أكثر من 38 ألف سكن بغلاف مالي يقدر ب 31 مليار دج، قدر عدد السكنات المنجزة أكثر ب 27 ألف سكن من مختلف الأصناف منها سكنات اجتماعية إيجارية، وتساهمية بالإضافة إل سكنا ت ريفية، وأخرى في إطار برامج عدل وتطورية، ونفس السياق تم تزويد 1897 مسكن بالغاز الطبيعي فيما بقيت 12 عملية في طور الانجاز لتزويد أكثر من 10 آلاف مسكن أما الكهرباء فقد استفادت الولاية من 179 عملية بقيمة تفوق 68 مليار سنتيم أنجزت منها 156 عملية استهدفت 3773 مسكن بمبلغ إجمالي قدره 50 مليار سنتيم أما 23 عملية التي مست 682 مسكن في طور الانجاز، وفي اطار آخر تم انجاز 1770 كلم من شبكات التموين بالمياه الصالحة للشرب و861 كلم من شبكات التطهير خلال عشر سنوات الأخيرة بالإضافة إلى محطة لتصفية المياه المستعملة وأخرى لتصفية الأحواض بكل من الحمادية وعين تسرة، وكذا 3 سدود كما تم توسيع "محطة المصالحة الوطنية" لمعالجة ا لمياه بسد عين زادة. وعلى صعيد آخر عرفت الصحة اهتمام كبير من قبل السلطات الولائية ببرج بوعريريج بعد دخول قانون المصالحة الوطنية حيز التنفيذ بتخصيص 387 مليار سنيتم أنجز منها 3 مستشفيات، 15 عيادة متعددة الخدمات وفرع معهد باستور بالإضافة إلى مركز مكافحة الإدمان على المخدرات ومركز ولائي لحقن الدم. منشآت رياضية ومحلات مهنية للتقليل من البطالة في برج بوعريريج ومن جهة أخرى قدرت حصة قطاع الثقافة بأكثر من 88 مليار سنتيم أنجز منها مركب ثقافي 7 مراكز ثقافية و20 مكتبة، وبقيت عدة مشاريع أخرى في طور الانجاز منها مركزين ثقافيين و11 مكتبة، بالإضافة إلى ترميم وتهيئة المؤسسات الثقافية بالولاية، وكذا تهيئة برج المقراني، وفي سياق متصل أكد كاديد الولاية ذات طابع فلاحي وصناعي أن أكثر من 35 ألف منصب شغل كل سنة منها الدائمة والمؤقتة كما أن الولاية استفادت من ميزانية 239 مليار سنتيم لانجاز 3400 محل تجاري بالولاية أنجز منها 2752 محل موجه للشباب، كما استفاد شباب الولاية من عدة مرافق رياضية قدرت قيمتها المالية ب 2760 مليار دينار خصت إنجاز 142 مشروع رياضي من مركبات رياضية، دور شباب، وقاعات متعددة الرياضات وغيرها.