** أتمنى منكم الرد على المثبطين للهمة والعزيمة من الذين يدعون أنه يجب علينا أن نصبح جميعنا عبادا حتى يتغير أمرنا الواقع عملا بالآية الكريمة{إنَّ اللهَ لا يغيّرُ ما بقومٍ حتى يُغيروا ما بأنفسِهِم} [الرعد :15] ويتذرعون بالقول المأثور الذي لا أعلم صحته ولا تفسيره أنه "كما تكونوا يولى عليكم؟" ويرفضون الخروج في المظاهرات لتغيير الظلم الواقع على الأمة وتغيير حكامها. * يقول الدكتور يوسف بن عبد الله حميتو عضو المجلس العلمي بالدار البيضاء في المغرب: بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد.. الأصل أن المسلم لا يخنع للظلم ولا يقر به، وتغيير المنكر يجب ألا يتم بمنكر غيره، وإذا بلغ الظلمُ حدا لم يعد السكوت عنه يجدي ويفيد فالواجب على المسلمين رفعُه ودفعه بما يوافق الشرع الحنيف، فلا تُسفك الدماء ولا تنتهك الأعراض، ولا تسلب الأموال. والذي يظهر من كل ما وقع الأيام السابقة أن المتظاهرين التزموا الحد الأدنى من الخلق الإسلامي الرفيع بأن خرجوا مسالمين ينادون برفع الظلم عنهم، ولا يجوز لأي أحد كان أن يثبط هذه الهمم العالية لأن هذا ليس خروجا على الحاكم وقتالا له، بل هو كلمة حق عند سلطان جائر، لم يناد بها فرد واحد بل شعب بأكمله. وتفسير الآية هو على غير الوجه الذي ينبغي أن تُفهم عليه، فالآية هي بخصوص صفة الإيمان التي لا ينزعها الله عن العبد حتى يغير ما بقلبه، فالله بين في هذه الآية الكريمة أنه لا يغير ما بقوم من النعمة والعافية حتى يغيروا ما بأنفسهم من طاعة الله جل وعلا. والمعنى: أنه لا يسلب قوما نعمة أنعمها عليهم حتى يغيروا ما كانوا عليه من الطاعة والعمل الصالح، وبين هذا المعنى في مواضع آخر كقوله "ذلك بأن الله لم يك مغيرًا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" [الأنفال: 53]. وأما الاستدلال بقوله: "كما تكونوا يولى عليكم" فهذا حديث قد ضعَّفه غير واحد من أهل العلم، منهم من المتقدمين الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله، ومن المتأخرين الشيخ الألباني رحمه الله فقد جمع طرقه في سلسلة الأحاديث الضعيفة 1/490 وحكم عليه بالضعف، ثم قال: والواقع يكذبه، فإن التاريخ حدثنا عن تولي حكام أخيار بعد حكام أشرار والشعب هو هو. والله أعلم. * الذي يظهر من كل ما وقع الأيام السابقة أن المتظاهرين التزموا الحد الأدنى من الخلق الإسلامي الرفيع بأن خرجوا مسالمين ينادون برفع الظلم عنهم، ولا يجوز لأي أحد كان أن يثبط هذه الهمم العالية لأن هذا ليس خروجا على الحاكم وقتالا له، بل هو كلمة حق عند سلطان جائر، لم يناد بها فرد واحد بل شعب بأكمله.