سلم سبعة من زعماء ذوي (القمصان الحمر) المعارضين للحكومة أنفسهم للشرطة أمس الأربعاء، فيما قتل أربعة أشخاص على الأقل بينهم صحافي إيطالي وجرح أكثر من 50 آخرين في الحملة العسكرية التي بدأها الجيش لإنهاء اعتصام المعارضة بوسط بانكوك، وسيطر فيها حتى الآن على جزء من المنطقة المحيطة لمركز الاعتصام. وأفادت صحيفة (بانكوك بوست) التايلاندية أن سبعة زعماء (للجبهة الموحدة للديمقراطية في مواجهة الديكتاتورية) سلموا أنفسهم للشرطة معلنين قبيل ذلك، أنهم سيقومون بذلك منعاً لسقوط مزيد من الخسائر في الأرواح. وقال جاتوبورن أحد الزعماء المستسلمين: أعتذر لكم جميعاً، لكنني لا أريد مزيداً من الخسائر. إنني منكسرٌ أيضاً. سنسلم أنفسنا. وأعلن إنهاء الاحتجاج المناهض للحكومة في تقاطع راتشابراسونغ بوسط العاصمة. وذكرت الصحيفة أن آلاف من ذوي (القمصان الحمر) في مدن أخرى احتجوا على العملية العسكرية ضد المتظاهرين في العاصمة. وأشارت الصحيفة إلى مقتل أربعة أشخاص على الأقل وجرح أكثر من 50 آخرين في العملية العسكرية ضد المتظاهرين في بانكوك، لافتة إلى أن مراسلاً إيطالياً من بين القتلى. ونقلت عن مصدر طبي أن الصحافي الإيطالي أصيب بطلق ناري في معدته وفارق الحياة قبل وصوله إلى المستشفى. وذكرت أن الجيش التايلاندي سيطر على جزءٍ محيط بمركز الاحتجاج في راتشابراسونغ، فيما ما زالت الاشتباكات جارية مع المتظاهرين حول العاصمة. ونقلت عن الناطق باسم الحكومة بانيتان واتاناياغورن قوله إن العملية العسكرية التي أطلقت للسيطرة على المنطقة كانت ناجحة، ونفذت وفق قواعد حازمة. وأشار إلى أن السلطات التايلاندية جهزت حافلات لنقل المتظاهرين الراغبين بالعودة إلى منازلهم، وقال إن بعض زعماء ذوي القمصان الحمر هربوا من مكان الاحتجاج. وكان الجيش التايلندي بدأ أمس الأربعاء حملة عسكرية لإنهاء اعتصام المعارضة في بانكوك. وقد أوضحت وسائل إعلام تايلاندية أن الجيش بدأ يتقدم باتجاه الموقع الرئيسي لاعتصام (ذوي القمصان الحمر) من أنصار الجبهة الموحدة للديمقراطية في مواجهة الديكتاتورية في محاولة للضغط على أنصارها لإنهاء تحركهم، وذلك باستخدام آليات مصفحة وشاحنة لرش المياه لمؤازرة الجنود الذين أصبحوا على مشارف موقع الاعتصام. وقال واتاناياغورن في خطاب تلفزيوني إن مركز حل أوضاع الطوارئ كثف حملته لإحكام إغلاق موقع الاعتصام من أجل سلامة الشعب ولإعادة إحلال السلام والسيطرة على الشغب. وأضاف بانيتان إن تكثيف عملية الاحتواء العسكرية ستتواصل وحث المواطنين التايلنديين على تفادي مناطق العملية. وأحرق المحتجون إطارات على الطرقات المؤدية إلى موقع الاعتصام وأضرموا النيران في مكتب مكافحة المخدرات نتيجة هجوم قام به مراهقون تابعون للمعارضة. ويشار إلى أن ذوي القمصان الحمر يتظاهرون في بانكوك منذ الثالث أفريل الماضي في تقاطع راتشابراسونغ الحيوي، ويطالبون رئيس الوزراء بحل البرلمان والدعوة إلى انتخابات عامة جديدة، وتحوّلت التظاهرات إلى اشتباكات دامية بين القوى الأمنية والمتظاهرين في 10 أفريل الماضي ما أدى إلى وقوع عشرات القتلى ومئات الجرحى. وقد قتل منذ يوم الخميس الماضي 38 شخصاً على الأقل وجرح 279 آخرون في المواجهات بين الجيش ومتظاهري المعارضة في المنطقة المحيطة بمركز الاحتجاج الرئيسي. وأسفرت الاحتجاجات، المستمرة منذ تسعة أسابيع، عن اشتباكات عنيفة في الشوارع أدت إلى إصابة وسط بانكوك بالشلل التام ومقتل ما يصل إلى 66 شخصاً، فضلاً عن أكثر من 1400 جريح.