شبان جادوا بحياتهم ثمنا لكرامة وحرية الشعب المصري في ثورته ضد القهر والظلم خلال المظاهرات التي اندلعت شراراتها منذ 25 جانفي الماضي، وما زالت قائمة إلى الآن باستمرار اعتصام الشباب في ميدان الحرية أو ميدان التحرير في وسط العاصمة المصرية القاهرة· خرج هؤلاء الشهداء في المظاهرات باحثين عن حياة كريمة وغد أفضل لبلادهم عامر بالحرية والعدالة الاجتماعية، كثير منهم لا ينتمون إلى حزب أو حركة، وربما لم يقوموا بأي عمل سياسي طوال حياتهم، ولكن حماسهم ورغبتهم في محو ظلام الخوف والقهر دفعهم للمضي قدما نحو غاياتهم· الشهيد محمد عثمان عبد ربه (الشهير بهشام)، خرج يوم جمعة الغضب 28 جانفي، لم يقل لوالديه إنه ذاهب للمظاهرات سلم عليهم طلبت منه أمه ألا يذهب، وخوفاً عليها قال لها لن أذهب بل سأطمئن على السيارة· ذهب هشام إلى أصدقائه وسلم عليهم، وعندما وصل إلى ساحة المظاهرة فى الإسكندرية بمنطقة العجمي أمام مساكن طلعت مصطفى وجد شاب يقع أمامه إثر طلق ناري فسارع إلى إسعافه، وقبل أن يحمله فإذا برصاصتين من أحد ضباط الشرطة انفجرت إحداهما داخل رأسه والأخرى في أذنه· والده قال إن نوع الرصاص الذي تلقاه ابنه ينفجر مرتين أحدُهما أثناء خروجها من الماسورة والأخرى داخل الجسم والتي يطلق عليها اسم (دم دم) حيث تركت تجويف مساحته 8 سم وأدت إلى تهتك وارتجاج وكسر في الجمجمة· وأضاف: "ابني خرج من المنزل ولم يخبر أحد أنه سيشارك في المظاهرات وقال لصديقه ياسر الذي استشهد أيضاً في ذات اليوم أن هذا اليوم سيحدد تاريخ مصر وبعد مرور 15 دقيقة تم إبلاغي بالوفاة فوجدته ملقى على الأرض غارقاً في دمائه ونقلته على الفور إلى مستشفى العجمي العام والتي رفضت استقباله ثم توجهت به إلى مستشفى المبرة التي حاولت إنقاذه بشتى الطرق ولكنه توفي ·· وليس لدينا أي شهود فكيف يطلب منا السيد النائب العام شهودا عن الواقعة؟"·