شباب جادوا بحياتهم ثمنا لكرامة وحرية الشعب المصري في ثورته ضد القهر والظلم خلال المظاهرات التي اندلعت شراراتها منذ 25 يناير الماضي، وما زالت قائمة إلى الآن باستمرار اعتصام الشباب في ميدان الحرية أو ميدان التحرير في وسط العاصمة المصرية القاهرة· خرج هؤلاء الشهداء في المظاهرات باحثين عن حياة كريمة وغد أفضل لبلادهم عامر بالحرية والعدالة الاجتماعية، كثير منهم لا ينتمون إلى حزب أو حركة، وربما لم يقوموا بأي عمل سياسي طوال حياتهم، ولكن حماسهم ورغبتهم في محو ظلام الخوف والقهر دفعهم للمضي قدما نحو غاياتهم· سامح علي جمال، 24 سنة، خريج حديث، غير متزوج، كان يحلم مثله مثل أي شاب مصري بعيش كريم، ووظيفة تساعده على تحقيق آماله وبناء بيت سعيد مع زوجة وأولاد يقوم بتربيتهم على حب مصر· الشهيد الشهم، توفي في فجر الخميس 3- 2 - 2011، في ميدان التحرير بقلب القاهرة، والذي يطلق عليه المتظاهرون المرابطون فيه اسم "ميدان الشهداء"، عندما كان يدافع مع أصدقائه عن إخوانه المعتصمين في الميدان، بينما كانت قنابل المولوتوف تلقى عليهم من كل حدب وصوب· سامح ظل حتى فجر الخميس، في طليعة الشباب، يحاول صد الهجوم الذي تعرض له المتظاهرون في ميدان التحرير من بعض "البلطجية" الذين قال عنهم المحتجون في الميدان إنهم "مدعَّمون من الأمن المصري والحزب الوطني الحاكم"· وفي أثناء المعركة أصيب أحد أصدقائه بجواره، جراء قنبلة مولوتوف سقطت عليه من سطح أحد المنازل التي اتخذها البلطجية للهجوم على المعتصمين في ميدان التحرير· حاول سامح الشهم إسعاف زميله المصاب، وأخذه بعيدا عن ميدان المعركة، ولكن قنابل المولوتوف والرصاص ما زالت تنهمر على المتظاهرين من فوق· لم يفكر سامح طويلا، واختار أن يصعد إلى هؤلاء "البلطجية" مع عدد من زملائه، للتشابك معهم ومنعهم من إلقاء قنابل المولوتوف على أصدقائه· وبالفعل نجح سامح في الحصول على معظم قنابل المولوتوف الذي كان بحوزة البلطيجة، وسلمها إلى أصدقائه، ولكن "البلطجية" لم يتركوه وشأنه، وقاموا بضربه بطلقة في بطنه وأخرى في رأسه أودت بحياته في الحال· استشهد سامح، ولكنه أنقذ المئات، اختار أن يضحي بعمره في سبيل بقاء المعتصمين أحياء ليواصلوا مسيرة الحرية والكرامة، ويدافعوا عن مطالبهم تحقيقا لما تمناه في حياته· وتخليدا لذكراه، قام أصدقاء سامح بإنشاء صفحة على موقع التواصل الادجتماعي الشهير "الفيس بوك" تحت اسم "سامح على جمال عفالله "الله يرحمك ويرحم كل الشهداء"، والتي امتلأت بالدعوات له بالمغفرة واحتسابه شهيدا عند ربه· وعلى صفحة سامح علي جمال عفا الله، نشر حسام رسلان، خال الشهيد، فيديو يظهر سامح قبل لحظات من استشهاده، وهو يرمي بالمولوتوف بعيدا عن أصدقائه، وإسعاف زميله المصاب، بحسب ما قاله خاله حسام رسلان على الصفحة·