شباب جادوا بحياتهم ثمنا لكرامة وحرية الشعب المصري في ثورته ضد القهر والظلم خلال المظاهرات التي اندلعت شراراتها منذ 25 يناير الماضي، وما زالت قائمة إلى الآن باستمرار اعتصام الشباب في ميدان الحرية أو ميدان التحرير في وسط العاصمة المصرية القاهرة. خرج هؤلاء الشهداء في المظاهرات باحثين عن حياة كريمة وغد أفضل لبلادهم عامر بالحرية والعدالة الاجتماعية، كثير منهم لا ينتمون إلى حزب أو حركة، وربما لم يقوموا بأي عمل سياسي طوال حياتهم، ولكن حماسهم ورغبتهم في محو ظلام الخوف والقهر دفعهم للمضي قدما نحو غاياتهم. مصطفى الصاوي، 26 سنة، لعبت الصدفة دورها حين توافق يوم استشهاده في جمعة الغضب 28 يناير مع يوم ميلاده. الشهيد الشاب كان في طريقه مع الثوار لميدان التحرير، عندما أطلق عليه قوات الأمن المركزي نحو 25 رصاصة في صدره ووجه ورقبته على كوبري قصر النيل. مصطفى كان حافظا للقرآن الكريم، وأطلق عليه أصدقاؤه "صديق القرآن".. صوته الجميل دفعه لحب غناء الأناشيد، وبعد استشهاده انتشرت على مواقع الإنترنت و"يوتيوب" تسجيلا بصوت مصطفى. سجل له أصدقاؤه فيديو وهو في المشرحة بعد وفاته، ليظهر إصبع مصطفي في وضع التوحيد. أم الشهيد التي حضرت لميدان التحرير بدعوة من الآلاف لتكريم أهالي الشهداء، قالت إنها فخورة بأن ابنها مات شهيدا، وأنها متأكدة أن حقه لن يضيع.