جاب الله وذويبي والدان يلتقون اليوم التحالف.. تكتيك الإسلاميين لاكتساح التشريعيات
مع اقتراب الانتخابات التشريعية لسنة 2017 شرعت أحزاب سياسية إسلامية في الاندماج والتحالف مما ينبئ بالجديد على الساحة السياسية الوطنية.. وتحسبا للاستحقاقات الانتخابية المقبلة تم إبرام اتفاقين في مطلع السنة الجارية ويبدو واضحا أن التحالف أصبح تكتيكا معتمد من قبل الإسلاميين بهدف اكتساح الانتخابات التشريعية القادمة. ويتعلق الاتفاق الأول بتحالف حركة مجتمع السلم وجبهة التغيير أما الثاني فيخص تحالف ثلاثة أحزاب سياسية وهي: حزب العدالة والتنمية وحركة النهضة وحركة البناء الوطني. وسيتخذ التحالف الذي من المقرر أن يعلن اليوم السبت بالجزائر العاصمة بين جبهة العدالة والتنمية بقيادة عبد الله جاب الله وحركة النهضة بقيادة محمد ذويبي وحركة البناء الوطني بقيادة أحمد الدان تسمية الاتحاد من أجل النهضة والعدالة والبناء . وقال رئيس حركة البناء الوطني في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية أن هذا التحالف هو تحالف استراتيجي ووحدوي لكنه انتخابي في نفس الوقت من خلال قرار الأحزاب بدخول المعترك الانتخابي بقوائم موحدة في كامل ولايات الوطن وفي الدوائر الانتخابية بالخارج . وأضاف السيد الدان أن هذا التحالف سيبقى مفتوحا لكل الأحزاب من مختلف التيارات السياسية التي تؤمن بمبادئ بيان أول نوفمبر 1954 وترقية المسار الديمقراطي بالعمل السياسي السلمي . من جهته اعتبر الأمين العام لحركة النهضة محمد ذويبي أن الاتحاد من أجل النهضة والعدالة والبناء ليس هدفه الانتخابات فقط وإن كان التحضير لهذه الانتخابات التشريعية سيكون ضمن أجندته في المدى القصير مضيفا أن الاتحاد يتولى كذلك تحديد مقاربة لمواجهة مختلف التحديات والرهانات في المجال السياسي والاقتصادي والاجتماعي . وأكد في الختام بأن باب الالتحاق بهذا الاتحاد مفتوحا لكافة التشكيلات السياسية من مختلف التيارات . وفي نفس السياق أفاد رئيس المجموعة البرلمانية لجبهة العدالة والتنمية لخضر بن خلاف أن الاتحاد هدفه لمّ الشمل في إطار النهضة التاريخية فالتحالف هو الأصل أما الانتخابات التي سنخوضها بقوائم موحدة بين الأحزاب الثلاثة هو محطة سياسية . أما بخصوص اتحاد حركة مجتمع السلم مع جبهة التغيير تجدر الإشارة إلى أنه إذا لم يحصل اندماج بين هاتين التشكيلتين السياسيتين في جهاز واحد يتعين عليهما تقديم قوائم مشتركة بمناسبة الانتخابات التشريعية المقبلة تحت تسمية حركة مجتمع السلم. وجاء هذا الاتحاد تأكيدا لعودة عبد المجيد مناصرة إلى حركة مجتمع السلم التي غادرها في السابق ليؤسس بدوره حزب جبهة التغيير سنة 2011. وأوضح السيد مناصرة أن قرار الوحدة بين الحزبين لم يأت اضطراريا تحت ضغط قانون الانتخابات واصفا إياه ب الفعل الإستراتيجي الذي استفاد من تجارب الماضي ويقرأ الحاضر ويستعد للمستقبل والذي من شأنه إعادة الإعتبار للعملية السياسية والانتخابية . وستمر الوحدة بين التشكيلتين بثلاث مراحل حسب ما صرح به السيد مناصرة بداية بمرحلة التحضير للانتخابات التشريعية القادمة من خلال المشاركة بقوائم مشتركة تحت راية حركة مجتمع السلم وستكون المرحلة الثانية توافقية لا تتجاوز السنة ستعرف تنظيم مؤتمر توافقي يعلن فيه حل جبهة التغيير والاندماج في حركة مجتمع السلم في حين ستعرف المرحلة الثالثة تنظيم مؤتمر ديمقراطي وعادي . من جانبه اعتبر السيد مقري هذه الوحدة هي لمّ شمل إطارات تربت في مدرسة الشيخ نحناح وذات كفاءة عالية مؤكدا على أن إطارات ومناضلي الحزبين أبناء مدرسة واحدة فرقت بينهم ظروف ليعودوا إلى الحالة الطبيعية والأصلية . وحسب الملاحظين فإن التحالف ليس أمرا جديدا بالنسبة للأحزاب الإسلامية التي أسست في الماضي داخل المجلس الشعبي الوطني تحالف الجزائر الخضراء التي جمعت بين حركة مجتمع السلم والنهضة والإصلاح خلال تشريعيات ماي 2012. وكان حزب حركة مجتمع السلم طرفا في التحالف الرئاسي الذي أسسه سنة 2004 مع حزب جبهة التحرير الوطني وحزب التجمع الوطني الديمقراطي بهدف تنفيذ برنامج فخامة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة . ومن جهة أخرى فإن معظم الأحزاب الإسلامية تعد طرفا في هيئة التشاور والمتابعة التابعة للمعارضة التي تجمع بين أحزاب وشخصيات سياسية من مختلف التيارات السياسية.