شرعت أحزاب سياسية إسلامية في الاندماج والتحالف تحسبا للاستحقاقات الانتخابية المقبلة، حيث تم إبرام اتفاقين في مطلع السنة الجارية. ويتعلق الاتفاق الأول بتحالف حركة مجتمع السلم وجبهة التغيير أما الثاني فيخص تحالف ثلاثة أحزاب سياسية وهي : حزب العدالة والتنمية وحركة النهضة وحركة البناء الوطني.
وسيتخذ التحالف الذي سيعلن يوم غد السبت بالجزائر العاصمة بين جبهة العدالة والتنمية بقيادة عبد الله جاب الله وحركة النهضة بقيادة محمد ذويبي و حركة البناء الوطني بقيادة أحمد الدان تسمية "الاتحاد من أجل النهضة والعدالة والبناء".
وأكد رئيس حركة البناء الوطني " أن هذا التحالف هو " تحالف استراتيجي ووحدوي لكنه انتخابي في نفس الوقت من خلال قرار الأحزاب بدخول المعترك الانتخابي بقوائم موحدة في كامل ولايات الوطن وفي الدوائر الانتخابية بالخارج " .
وأضاف الدان أن "هذا التحالف سيبقى مفتوحا لكل الأحزاب من مختلف التيارات السياسية التي تؤمن بمبادئ بيان أول نوفمبر 1954 وترقية المسار الديمقراطي بالعمل السياسي السلمي".
من جهته اعتبر الأمين العام لحركة النهضة محمد ذويبي أن الاتحاد من أجل النهضة والعدالة والبناء " ليس هدفه الانتخابات فقط وإن كان التحضير لهذه الانتخابات التشريعية سيكون ضمن أجندته في المدى القصير" مضيفا أن الاتحاد " يتولى كذلك تحديد مقاربة لمواجهة مختلف التحديات والرهانات في المجال السياسي والاقتصادي و الاجتماعي".
وأكد في الختام بأن " باب الالتحاق بهذا الاتحاد مفتوحا لكافة التشكيلات السياسية من مختلف التيارات" .
وفي نفس السياق أفاد رئيس المجموعة البرلمانية لجبهة العدالة والتنمية لخضر بن خلاف أن " الاتحاد هدفه لم الشمل في إطار النهضة التاريخية فالتحالف هو الأصل أما الانتخابات التي سنخوضها بقوائم موحدة بين الأحزاب الثلاثة هو محطة سياسية".
التحالف بين حركة مجتمع السلم وجبهة التغيير في انتظار اندماج عضوي
أما بخصوص اتحاد حركة مجتمع السلم مع جبهة التغيير تجدر الإشارة إلى أنه إذا لم يحصل اندماج بين هاتين التشكيلتين السياسيتين في جهاز واحد يتعين عليهما تقديم قوائم مشتركة بمناسبة الانتخابات التشريعية المقبلة تحت تسمية حركة مجتمع السلم.
و جاء هذا الاتحاد تأكيدا لعودة عبد المجيد مناصرة إلى حركة مجتمع السلم التي غادرها في السابق ليؤسس بدوره حزب جبهة التغيير سنة 2011.
وأوضح مناصرة أن قرار الوحدة بين الحزبين "لم يأت اضطراريا تحت ضغط قانون الانتخابات", واصفا إياه ب"الفعل الإستراتيجي الذي استفاد من تجارب الماضي ويقرأ الحاضر ويستعد للمستقبل والذي من شأنه إعادة الاعتبار للعملية السياسية والانتخابية".
وستمر الوحدة بين التشكيلتين بثلاث مراحل حسبما صرح به السيد مناصرة بداية بمرحلة التحضير للانتخابات التشريعية القادمة من خلال المشاركة بقوائم مشتركة تحت راية حركة مجتمع السلم , وستكون المرحلة الثانية "توافقية لا تتجاوز السنة ستعرف تنظيم مؤتمر توافقي يعلن فيه حل جبهة التغيير و الاندماج في حركة مجتمع السلم في حين ستعرف المرحلة الثالثة تنظيم مؤتمر ديمقراطي وعادي".
من جانبه اعتبر مقري هذه الوحدة "هي لم شمل إطارات تربت في مدرسة الشيخ نحناح وذات كفاءة عالية", مؤكدا على أن إطارات ومناضلي الحزبين "أبناء مدرسة واحدة فرقت بينهم ظروف ليعودوا إلى الحالة الطبيعية والأصلية".