مساهل يؤكد منح الأولوية للمقاربة السياسية ** رسم وزير الشؤون المغاربية والإتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية عبد القادر مساهل أمس الأربعاء بأبوظبي (الإمارات العربية المتحدة) بعض ملامح الرؤية الجزائرية لحل الأزمة السورية الدامية حين قال أن الجزائر تتطلع أن تدفع محادثات أستانا حول سوريا للوصول إلى حل نهائي للأزمة في هذا البلد الشقيق . وفي كلمة له خلال أشغال الدورة الرابعة لمنتدى التعاون العربي-الروسي شدد السيد مساهل أنه في ظل التطورات الميدانية المتسارعة في سوريا فان الجزائر تتطلع أن تدفع محادثات أستانا للوصول إلى حل نهائي لهذه الأزمة التى دمرت منشآت سوريا وخلفت العديد من الضحايا بما يمكن هذا البلد من استعادة الأمن والسلم من خلال التوصل لحل سياسي يجمع السوريين على أرضية وفاق تمكنهم من توحيد صفوفهم لمجابهة التنظيمات الإرهابية التي جعلت من سوريا مرتعا لها . من جهة أخرى دعا السيد مساهل الفلسطينيين إلى (توحيد صفوفهم) منوها ب المبادرات التي تسعى إلى مرافقة الإخوة الفلسطينيين لاستعادة وحدة صفهم بما يساهم في تحقيق مطالبهم المشروعة لإقامة دولة فلسطين على حدود الرابع جوان 1967 وعاصمتها القدس الشريف وفقا لمبادرة السلام العربية وعملا بقرارات الشرعية الدولية . من جانب آخر جدد وزير عبد القادر مساهل التأكيد على موقف الجزائر الثابت لفض النزاعات بطريقة سلمية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول. وأكد السيد مساهل أن الجزائر تتشبث بقاعدة دبلوماسية راسخة تتمثل في تكريس مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية الداخلية للدول واحترام سيادتها والحث على انتهاج المقاربة السياسية التي تعتمد على الحل السياسي عبر الحوار الشامل والمصالحة الوطنية لحل الازمات التي طالت بعض البلدان العربية . وبخصوص الأزمة في ليبيا أكد الوزير أن الجزائر بذلت العديد من المجهودات لتشجيع الأطراف الليبية على بلوغ اتفاق توافقي قائم على الحل السياسي والمصالحة الوطنية من خلال تبني (الحوار الشامل الليبي-الليبي بين جميع الأطراف باستثناء الجماعات الإرهابية المصنفة من قبل الأممالمتحدة بما يحفظ لليبيا وحدتها وسلامة ترابها وسيادتها ولحمة شعبها بعيدا عن التدخلات الأجنبية). وأشار السيد مساهل في هذا الإطار إلى الزيارات المتعددة التي قامت بها إلى الجزائر جميع الأطراف الليبية الفاعلة والمجهودات الحثيثة المبذولة من قبل الجزائر لتقريب وجهات النظر وتجاوز عقبات الاتفاق السياسي الليبي بهدف حل الازمة التي تواجه هذا البلد الجار. وأشاد بالمناسبة بالانتصارات التي حققها الإخوة الليبيون في مكافحة الإرهاب في سرت وبنغازي ومدن أخرى في ليبيا. كما أكد الوزير مساهل أن الإرهاب أصبح خطرا يهدد المنطقة العربية معربا عن (الاستعداد الكامل) للجزائر لتقاسم تجربتها ومقاربتها في مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف. وأشار السيد مساهل إلى (الطابع الشامل) للإرهاب وارتباطه بالجريمة المنظمة بشتى امتداداتها كالمتاجرة بالمخدرات وتبييض الأموال التي تتغذى منها الشبكات الإجرامية والإرهابية داعيا في ذات الوقت المجتمع الدولي إلى (تعبئة شاملة) لمكافحة هذه المنظمات الإرهابية (دون هوادة) وإدانة كل مصادر تمويل الإرهاب بما في ذلك دفع الفدية.