خرج عمر بن عبد العزيز يوم الجمعة وهو ناحل الجسم فخطب كما كان يخطب ثم قال: يا أيها الناس.. من أحسن منكم فليحمد الله ومن أساء فليستغفر الله ثم إن عاد فليستغفر الله فإنه لابد لأقوام أن يعملوا أعمالا وضعها الله في رقابهم وكتبها عليهم . *بشر لا ملَك: ثبت في الأحاديث الصحيحة قوله صلى الله عليه وسلم: - خُلِقَ المؤمن مفتّنا توَّابًا إذا ذُكِر ذَكَر . - كل ابن آدم خطَّاء وخير الخطائين التوابون . * تعرَّف على الله: o فمن أسمائه الغفار والعفو والتواب فلو عصم الخلق فلمن يكون العفو والمغفرة والتوبة إن لم يكن ذنب. قال صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم وقال يحيى بن معاذ: لو لم يكن العفو أحب الأشياء إليه لم يبتل بالذنب أكرم الخلق عليه. o ومن صفاته أنه يحب الستر فقد سترك في معصيتك وأسبل عليك ستره الجميل فلم يفضحك ولا أسقطك من أعين الناس. * نحو الأفضل: أن يتحرَّك الإنسان نحو الأفضل يستدرك ما فاته ويحصِّل ما قصَّر فيه فيصل إلى حال أفضل مما كان عليه قبل الذنب وربما صحَّت الأجساد بالعلل. *النجاة من العُجب: لولا تقدير الذنب لهلك ابن آدم من العجب وذنب تذلُّ به لديه أحب إليه من طاعة تُدِلُّ بها عليه. *مقياس القرب أو البعد: الذنب مقياس قرب أو بعدك عن الله وهو بمثابة لفت نظر لك إن قصَّرت لتصلح ما أفسدت وتقترب منه إن كنت قد ابتعدت. *الفرار: والذنب يدفعك للفرار إلى الله والارتماء على أعتابه لأنه لا عصمة من ذنب إلا بعصمته ولا توفيق لطاعة إلا بتوفيقه.