** أنا شاب جامعي، ومشكلتي أنني لا أستطيع المحافظة على الصلاة رغم أني حاولت بعدة طرق منها رفقة الخير والصلاح، وأعلم عقوبة تارك الصلاة، وأريد طريقة تساعدني على المحافظة على الصلاة، وترك سماع الأغاني، علماً أن رفقتي في السكن مثلي!· * المشكلة في عدم محافظتك على الصلاة قد تكون لواحد من سببين· الأول: أن تكون إنسانا غير محافظ على مواعيده والتزاماته بشكل عام، ولا تحب المسؤولية· الثاني: أن لا تكون على وعيٍ كاف بأهمية الصلاة في الإسلام، وغير مدرك لدورها في الترقي بالنفس المسلمة، وغير منتبه إلى الخطورة العظيمة لترك الصلاة، فإن كنت الأول فأنت بحاجة إلى أن تعلم أن الصلاة -إلى جانب كونها فريضة شرعية- تدرب المسلم على النظام واحترام المواعيد، إذ إنها تدربك على المحافظة على خمسة مواعيد يومية على مدار اليوم، فإن كنت في هذه المرحلة الجامعية -التي سيتحدد بعدها مستقبلك العملي- لا تقبل التخلف عن مواعيد محاضراتك، ومواعيد تسليم واجباتك ومشاريعك، فينبغي أن تعلم أن أداء الصلاة في مواعيدها المحددة شرعا يتوقف عليه مستقبلك الأخروي، لأن الصلاة هي أول ما يُحاسب عليه العبد يوم القيامة، فإن صلحت سهل الحساب بعدها، وإن فسدت عسر الحساب بعدها· وإن كنت الثاني فينبغي أن تعلم أنك قد فقدت ركنا شديدا تأوي إليه، وضاعت عليك فرصة عظيمة لمناجاة الله، فإنك لو قيل لك: ستقابل ملكا من ملوك الدنيا مرة في عمرك لاغتبطت وفرحت، فكيف بمناجاة ملك الملوك خمس مرات يوميا، وهكذا كان نبيك صلى الله عليه وسلم، فإنه كان إذا نزل به هَمٌ وغم فزع إلى الصلاة، ثم إنك يا أخي ألست تمارس الذنوب كل يوم، فليس لها من مكفر إلا الصلاة، فإنها كالنهر بباب أحدنا نغتسل منه خمس مرات يوميا، فهل يبقى وسخ أو قذر؟ ثم ما علمك بعقوبة الصلاة التي قلتَ إنك تعرفها؟ هل تعلم أن المتخلف عن الصلاة يعاقب في البرزخ بتهشيم رأسه بحجر، ويتكرر عذابه إلى يوم البعث والنشور، فإن كنت لا تعلم ذلك فاعلمه، وإن كنت تعلمه، ومع ذلك لا يحرك فيك ذلك ساكنا، ولا يبعث في قلبك قلقا، فأنت مريض بقسوة القلب، وسببه إشباع النفس في ممارسة الذنوب والمعاصي· فأوصيك أولا أن تتأمل في أسرار الصلاة، وقد ألَّف فيها العلماء مؤلفات، اقرأ "إحياء علوم الدين" للغزالي، و"مدارج السالكين" لابن القيم وغيرهما· وثانياً: جاهد نفسك، فتركُ الصلاة ليس إلى رغبتك وشهوتك، بل هو أمر مفروض عليك· ثالثاً: احرص على الصحبة الطيبة التي تعينك على الصلاة· رابعاً: أقلع عن الذنوب، وإياك أن ترضي نفسك بإعطائها رغباتها وشهواتها، فتهلكها هلاكا أبديا· خامساً: اقرأ سيرة نبيك وسلفك الصالح لتعرف كيف كانت صلاتُهم وعبادتهم، وتعرف مستواك إلى جانبهم· وهداك الله إلى التي هي أقوم·