بمناسبة الذكرى ال16 لرحيله صاحب " شرف القبيلة" رشيد ميموني نظمت مديرية الثقافة لولاية بومرداس وبالتنسيق مع الجمعيات الثقافية الفاعلة على مستوى الولاية وبلدية بودواو مسقط رأس الروائي الجزائري الراحل، يوم الإثنين، الطبعة السابعة لملتقى الأدب الجزائري المكتوب باللغة الفرنسية الذي يخصص كل سنة في مثل هذا الوقت 21 فيفري... وقد ألقى الروائي والدكتور "عبد الحميد بوايو" في فعاليات الملتقى الوطني للرواية الجزائرية في طبعته السابعة التي جرت في ظروف أحسن مقارنة بالسنوات الماضية، كلمة بالمناسبة أكد فيها أن الروائي الراحل "رشيد ميموني" هو أحد عمالقة الأدب الجزائري المكتوب باللغة الفرنسية ،و له مشاهير عدة ، كما تميزت الذكرى بتنظيم ندوة فكرية نشطها مجموعة من الأساتذة والجامعيين تناولت بالنقاش والإثراء أبرز مراحل حياة هذا الروائي من خلال مختلف مؤلفاته . كما تضمن برنامج التكريم إقامة معرض حول مؤلقات هذا الروائي القدير،و معرض أخر مدعم بالصور يتطرق إلى مختلف مراحل حياته ومسيرته الأدبية إلى جانب عرض شريط وثائقي عبارة عن تسجيل حواري مع الراحل الذي وصف بأحد عمالقة الأدب الجزائري المكتوب باللغة الفرنسية،ليختتم بعد ذالك بتقديم العرض الشرفي لمسرحية جديدة لجمعية المسرح البودواوي بعنوان "السفير". كما عرف الملتقى حضور مواطنين وطلبة من أجل معرفة حياته ومسيرته الروائية التي يتم التطرق إليها كل سنة.. صاحب "شرف القبيلة" و"النهر المحول" " رشيد ميموني " ولد ببلدية بودواو غرب ولاية بومرداس في 20 سبتمبر 1945 ، تابع دراسته الابتدائية والثانوية في الرويبة وتعليمه العالي في جامعة الجزائر،فدرس في المدرسة العليا للتجارة وأصبح عضوا بالمجلس الوطني للثقافة سنة 1992،نشر أول نصوصه في السبعينات،تعرض لمحاولة اغتيال دخل على إثرها مستشفى مصطفى بشا المتواجد بالعاصمة سنة 1993،فضل البقاء بعدها في طنجة المغرب،حيث اشتغل في الإذاعة إلى غاية وفاته في 1 فيفري 1995 في باريس بعد مرض عضال لازمه الفراش لعدة أشهر. من مؤلفاته بالفرنسية "الربيع لن يكون إلا أكثر جمالا"،"حزام الغولة" ،"شرف القبيلة"،"النهر المحول"،...و تثير رواياته في ذهن قارئها المتوهم عوالم وجودية،إذ تضعه روايته الأولى بين أهم الروائيين الذين يتوقفون في إثارة الانفعال والخوف،فنهر ميموني يشدنا إلى مخاض شعب بأكمله وتضاف إليها رواية "طومبيزا" لترسم ملامح البؤس والعنف والقرف الجامح في ليل حالك السواد،لا تخترقه سوى التماعات حب جارف لفضاء سرقت منه الأضواء. و بعد 5 سنوات تظهر رواية "شرف القبيلة" سنة 1989 لتثير ضجة في الأوساط الثقافية الفرنسية والجزائرية،و تصنف بين أجمل روايات الموسم. وقد تم بهذه المناسبة التي حضرها أساتذة وأصدقاء الراحل أبرزهم المجاهد "احمد محساس" تكريم الفقيد من طرف بلدية بود واو بتسليم عائلته "ذرع الاستحقاق الثقافي" اعترافا بأدبه وأعماله من طرف أبناء بلديته. اليومي التكريمي الذي نظمته أمس مديرية الثقافة لبومرداس ككل سنة كان فرصة لالتقاء عدد من الوجوه الثقافية والفكرية الجزائرية وكذا عائلة الروائي وأصدقائه،و كان بمثابة وقفة عند جزء من الذاكرة الأدبية الجزائرية التي اتخذت من لغة فولتير تلك الوسيلة للتواصل مع الغير والمساحة التعبيرية التي كثيرا ما أعيب عليها التواصل بالفرنسية لغة المستعمر.