في ذكرى رحيله الثالثة عشر، تذكّرت بودواو أوّل أمس ابنها البار وحارس "شرف القبيلة"، الأديب رشيد ميموني الذي وافته المنية في 12 فبراير 1995، وذلك من خلال تنظيم يوم تكريمي ضمّ ندوة فكرية حول المسار الأدبي للأديب، نظّمتها مديرية الثقافة لولاية بومرداس بالتنسيق مع بلدية بودواو وبالتعاون مع الجمعيات الثقافية الفاعلة على مستوى الولاية· وقد تم بهذه المناسبة التي حضرها أساتذة و أصدقاء الراحل، أبرزهم المجاهد "أحمد محساس"، تكريم الفقيد من طرف بلدية بودواو، بتسليم عائلته "درع الاستحقاق الثقافي"، اعترافا بأدبه وأعماله من طرف أبناء بلدته، كما تميّزت الذكرى التي تدخل في إطار تنظيم الطبعة الرابعة لملتقى الأدب الجزائري المكتوب باللغة الفرنسية، الذي يخصّص كلّ سنة في مثل هذا الوقت، بتنظيم ندوة فكرية نشطها مجموعة من الأساتذة والجامعيين، تناولت بالنقاش والإثراء أبرز مراحل حياة هذا الروائي من خلال مختلف مؤلفاته· كما تضمن برنامج التكريم إقامة معرض حول مؤلفات هذا الروائي القدير، ومعرض آخر مدعّم بالصور يتطرّق إلى مختلف مراحل حياته ومسيرته الأدبية، إلى جانب عرض شريط وثائقي عبارة عن تسجيل حواري مع الراحل الذي وصف بأحد "عمالقة" الأدب الجزائري المكتوب بالفرنسية، ليختتم بعد ذلك بتقديم العرض الشرفي الأول لمسرحية جديدة لجمعية "المسرح البودواوي" بعنوان "السفير" · اليوم التكريمي الذي تنظمه منذ أربع سنوات مديرية الثقافة لبومرداس، كان فرصة لالتقاء عدد من الوجوه الثقافية والفكرية الجزائرية، وكذا عائلة الروائي المحتفى به وأصدقائه، وكان بمثابة وقفة عند جزء من الذاكرة الأدبية الجزائرية، التي اتخذت من لغة فولتير تلك الوسيلة للتواصل مع الغير والمساحة التعبيرية، التي كثيرا ما أعيب عليها التواصل بالفرنسية "لغة المستعمر" · وسمح هذا اللقاء للحضور بالاقتراب أكثر من أدب صاحب "شرف القبيلة" و"النهر المحوّل"، المولود في 20 سبتمبر من عام 1945 ببودواو، وتابع دراسته الابتدائية والثانوية في الرويبة وتعليمه العالي في جامعة الجزائر، فدرس في المدرسة العليا للتجارة وأصبح عضو المجلس الوطني للثقافة (1992م)، نشر أوّل نصوصه في السبعينيات، تعرّض لمحاولة اغتيال دخل إثرها مستشفى مصطفى باشا عام 1993م، فضل الإقامة في طنجة "المغرب" حيث اشتغل في الإذاعة، إلى غاية وفاته في الفاتح من فبراير 1995 في باريس بعد مرض عضال· ومن مؤلفاته بالفرنسية "الربيع لن يكون إلا أكثر جمالا" (1978م)، "حزام الغولة"، "عن البربرية"، "شرف القبيلة"، "طومبيزا" و"النهر المحوّل" (1982م)، وكتب رشيد ميموني روايته "شرف القبيلة" وهي الرواية الثالثة بعد رواية "النهر المحوّل" و"طومبيزا"، وتثير رواياته في ذهن قارئها المتوهم عوالم كافكوية ووجودية، إذ تضعه روايته الأولى بين أهم الروائيين الذين يتوقّفون في إثارة الانفعال والخوف، فنهر ميموني، يشدنا إلى مخاض شعب بأكمله، وتضاف إليها رواية "طومبيزا" لترسم ملامح البؤس والعنف والقرف الجامح في ليل حالك السواد، لا تخترقه سوى التماعات حب جارف، لفضاء سرقت منه الأضواء· وبعد خمس سنوات تظهر رواية "شرف القبيلة" سنة 1989 لتثير ضجة في الأوساط الثقافية الفرنسية والجزائرية، وتصنف بين أجمل روايات الموسم·