هويدي: "أبوتريكة تبنى موقفا أرقى مما عبر عنه الجهاز الفني" اندفعت الأحداث فجأة في وجه اتحاد الكرة المصري منذ إعلان الفيفا عن العقوبات في حق المنتخب المصري، بسبب الاعتداء السافر والهمجي على منتخبنا الوطني يوم 12 نوفمبر الماضي. والملاحَظ أن زاهر وزبانيته في قلب إعصار كبير يشتد مع مرور الأيام. ويبدو أن لعنة الجزائر ستطارد تلك العاصبة حتى ترحل إلى الأبد. والبداية كانت من تجديد أحمد شوبير في مداخلة تلفونية لقناة النيل الرياضية أمس، ما قاله في برنامجه الإذاعي »صباح الرياضة« من أن الاتحاد المصري لكرة القدم قام بالتخطيط مع بعض الجماهير للاعتداء على بعثة المنتخب الجزائري في الجولة الأخيرة للتصفيات الإفريقية المؤهلة لمونديال جنوب إفريقيا. وكان برنامج »صباح الرياضة« قد استضاف محمود طاهر عضو الاتحاد المصري لكرة القدم، وناقش البرنامج طرح أحمد شوبير، الذي أكد فيه تورط بعض رجال الاتحاد بتحريض عدد من الجماهير للاعتداء على اللاعبين الجزائريين في القاهرة شهر نوفمبر الماضي. ومن جانبه، نفى محمود طاهر الموضوع جملة وتفصيلا مبديا أسفه الشديد من تصريحات أحمد شوبير. وبدوره، قام شوبير بعمل مداخلة للرد عليه، مؤكداً للمرة الثانية أن المعلومات التي أدلى بها في برنامجه الإذاعي صحيحة، مشيرا إلى أن الجميع في الاتحاد المصري على علم بهذه المعلومات. وعلى خلفية هذا دخلت الأوساط الرسمية المصرية وسط دوامة من التخبط حول الموقف الذي ستتبناه. وكال الإعلام المصري الاتهامات لزاهر من هنا وهناك، بل وهاجمه كما لم يفعل في أي فترة من قبل. وكانت لجنة الانضباط بالفيفا قد وقّعت عقوبة على مصر بلعب مبارتين خارج أرضه بمسافة لا تقل عن 100 كيلومتر إضافة لغرامة مالية قدرها 100 ألف فرانك سويسري على خلفية أحداث مباراة المنتخبين، التي أقيمت في القاهرة شهر نوفمبر الماضي. وعلقت صحف مصرية أن من حسن حظ سمير زاهر رئيس اتحاد الكرة وأعضاء مجلسه، أن الشعب المصري ينسى بسرعة، وأن المسؤولين عن الرياضة المصرية كل منهم يبحث عما سيكتبه التاريخ عن عهده الميمون، إلى أن جاءت فضيحة عقوبات لجنة الانضباط بالاتحاد الدولي ضد اتحاد الكرة وعدم توقيع أي عقوبات على الجانب الجزائري في مزاعم وأكاذيب المصريين في المباراة الفاصلة بالسودان، ليؤكد أن سمير زاهر واتحاد الكرة بذلوا أقصى جهد لخداع المصريين والضحك عليهم عندما أكدوا أنهم قاموا بإعداد ملف رائع عما زعموا أنه حدث في السودان. وتعددت أخطاء المصريين، سيما بإعلان غضبهم من أبو تريكة الذي يمثل بطلا عربيا قوميا، لما أعلن عن قبوله زيارته الجزائر في أي لحظة تأتيه دعوة لفعل ذلك، ما جعل المفكر الكبير فهمي هويدي يكتب أن المشهد إذا صحت وقائعه يضعنا أمام مفارقتين، الأولى أن أبوتريكة تبنى موقفا أرقى وأكثر مسؤولية مما عبر عنه الجهاز الفني، فقد تصرف اللاعب باعتباره مواطنا عربيا سويا في مصر الكبيرة، التي تحتوي الأشقاء وترتفع لأجلهم فوق الجراح. أما مسؤولو الجهاز الفني فقد تصرفوا كأعضاء في قبيلة منكفئة على مراراتها ولا يعنيها إلا الثأر لما أصابها. وقال أن المفارقة الثانية والأهم، أن رئيس الجهاز الفني الذي غضب بشدة من ترحيب أبوتريكة بالذهاب إلى الجزائر لمشاركة الأشقاء هناك فرحتهم، هو ذاته الذي وافق على سفر المنتخب المصري إلى رام الله، لكي يلعب مع نظيره الفلسطيني في ظل الاحتلال الإسرائيلي وبرعاية من الأعداء.