تلقيح نصف مليون تلميذ.. وبوضياف يُطمئن: ** نقابات الأطباء تُطمئن.. والأولياء يتحدثون عن تجاوزات كشف وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عبد المالك بوضياف أنه تم حتى الآن تلقيح ما لا يقل عن نصف مليون تلميذ ضد الحصبة والحصبة الألمانية في إطار الحملة الوطنية للتلقيح التي تستهدف التلاميذ نافيا وجود آثار جانبية خطيرة للقاح ومفندا الإشاعات التي تحدثت عن تسبب اللقاح المذكور في العقم على المدى البعيد. وقال بوضياف أمس السبت لدى استضافته في برنامج (قهوة وجرنان) على قناة النهار الفضائية الخاصة أنه تم إلى غاية مساء الأربعاء الثامن مارس تلقيح نحو 500 ألف تلميذ ضد الحصبة والحصبة الألمانية مُطمئنا التلاميذ وأوليائهم بأنه لا توجد أي مخاطر في العملية. وشدّد بوضياف على أنه من غير المعقول أن تنفق الدولة أموالا طائلة دون التثبت من سلامة اللقاح داعيا الأولياء إلى عدم الإصغاء إلى الجهات التي تنشر الإشاعات التي وصلت حد الإشارة إلى إمكانية إصابة التلاميذ بالعقم مستقبلا معتبرا أن ذلك غير وارد.. نقابات الأطباء تطمئن الأولياء أكدت نقابات الأطباء الجزائريين على ضرورة تلقيح كل الأطفال المعنيين بحملة التلقيح ضد الحصبة والحصبة الألمانية في الوسط المدرسي مُطمئنة أولياء التلاميذ بشأن فعالية اللقاحات المستعملة. وقال مجلس عمادة الأطباء الجزائريين والنقابة الوطنية للأطباء الممارسين الأخصائيين للصحة العمومية والنقابة الوطنية للأساتذة الباحثين الاستشفائيين الجامعيين والنقابة الوطنية للأطباء العامين للصحة العمومية في بيان لهم (نطمئن مواطنينا بشأن سلامة وفعالية اللقاحات المستعملة والمناعة المكتسبة ولذا من الضروري تلقيح كافة الأطفال المعنيين بهذه الحملة الوطنية) موضّحين أن هذه الحملة تهدف إلى القضاء على المدى المتوسط على التهديدات الوبائية وضمان الأمن الصحي للسكان القائم على دلائل علمية معترف بها. واعتبر الأطباء أن حملة التلقيح (تندرج كالعادة في إطار تعزيز السياسات الوطنية للوقاية من الأمراض المميتة أو المسببة لإعاقات ومكافحتها). وقالوا إنهم اغتنموا الفرصة لتنفيذ الأعمال الاستراتيجية في مجال الوقاية من الأمراض المتنقلة بغية دعوة أولياء التلاميذ والأطباء ومهنيّي الصحة وكذا وسائل الإعلام للتجند من اجل ضمان نجاح الحملة الوطنية للتلقيح ضد الحصبة والحصبة الألمانية في الوسط الدراسي. وأضاف البيان أن هذه الحملة التي تأتي وفقا لتوصيات وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية تدوم من 6 إلى 15 مارس 2017 وتخص أطفال الطورين الابتدائي والمتوسط الذين يزاولون دراساتهم في المؤسسات العمومية والخاصة أي ما يقارب 7 ملايين تلميذ على المستوى الوطني أيا كانت وضعيتهم السابقة بخصوص التلقيح. الأولياء يتحدثون عن تجاوزات أكد ممثلو أولياء التلاميذ أن حملة تلقيح أطفال المدارس ضد الحصبة والحصبة الألمانية وكذا -ROR_ أو ما يعرف ب -البوحمرون- و-الروبيول- و-الأوريون- عرفت كسابقاتها العديد من التجاوزات موضحين بأن العملية ليست اختيارية لأنها تتعلق بمصير أطفال إزاء أمراض معدية وعلى الأولياء أن يعوا أهميتها لصحة أبنائهم. وكشف رئيس جمعية أولياء التلاميذ عن نية جمعيته في رفع شكوى للتحقيق في تجاوزات العديد من المديرين والأساتذة في حال ثبت فعلا تورطهم في الضغط على التلاميذ أو مقايضتهم بالنقاط أو خصمها للرافضين مؤكدا أن جمعيته تدعو الجميع إلى اليقظة والحذر مردفا بالقول (سنرفع تقريرا إلى وزارة التربية في حال ثبت هذا الضغط لمباشرتها تحقيقا معمقا في القضية). وبلغت نسبة التلقيح حسب أحمد خالد في ولايات داخلية ال 50 بالمائة فيما تراوحت بولايات وسط البلاد بين 30 و40 بالمائة على غرار ولايات تيزي وزو وبومرداس. من جهته رفض علي بن زينة رئيس المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ تدخل وزارة التربية في تقديم ضمانات لعملية التلقيح معتبرا أن الأمر بين وزارة الصحة وأولياء التلاميذ فقط ولا دخل لوزارة التربية في تقديم الضمانات الآنية حيث قال (نحن لا نريد ضمانات ليوم أو يومين بل نريد ضمانات لصحة أطفالنا لأكثر من 15 عاما مقبلة نريد الاطمئنان على مستقبل أبنائنا) مضيفا (أنا في اتصال مع الهياكل القاعدية والجميع متحفظ من اللقاح لاسيما إذا علمنا -حسب- ما تؤكده دراسات وتقارير أن له تأثيرا على الصحة). الجدل يستمر.. ما تزال الحملة الوطنية لتلقيح تلاميذ الابتدائية والمتوسطات ضد الحصبة والحصبة الألمانية تثير الكثير من الجدل فقد تباينت آراء أولياء التلاميذ بين متخوف ومتقبل لهذا اللقاح. وفندت وزارة الصحة ومعهد باستور كل الإشاعات حول هذا اللقاح نافيا أي خطورة على صحة التلاميذ من اللقاح ضد الحصبة والحصبة الألمانية. وفي هذا الصدد أكدت رئيسة مصلحة مراقبة الجودة للمواد البيولوجية بمعهد باستور الدكتورة فوزية بن قرقورة (أن اللقاح وقبل السماح باستعماله خضع لتحليل مراقبة الجودة ونتيجة التحاليل تشير إلى أن اللقاح لا يشكل أي خطر وينطبق مع المقاييس العالمية). وحول التطمينات التي قدمتها وزارة الصحة للأولياء بشأن سلامة اللقاحات ضد الحصبة والحصبة الألمانية تباينت آراء متابعي موقع الإذاعة الجزائرية في مواقع التواصل الاجتماعي من مؤيد ومعارض للفكرة لا سيما وأن الإشاعات المتعلقة بسقوط تلاميذ مرضى جراء اللقاح انتشرت في الأيام الأخيرة حيث جاءت غالبية التعليقات رافضة لفكرة تلقيح المتمدرسين بنسبة 71 بالمائة فيما أبدى 29 بالمائة من المشاركين في استطلاع قامت به الإذاعة الوطنية قبولهم للانخراط في برنامج التلقيح. وفي تصريح لموقع الإذاعة الوطنية أوضح مدير الوقاية ومكافحة الأمراض المتنقلة بوزارة الصحة جمال فورار أن الحملة الوطنية ضد الحصبة والحصبة والألمانية التي انطلقت في 6 مارس وتنتهي في 15 من نفس الشهر تندرج ضمن إستراتيجية القضاء على هذين المرضين الخطيرين. وطمأن المتحدث ذاته الأولياء فيما يخص هذا اللقاح وأن لا صحة للإشاعات التي تم تداولها. وفي خضم دوامة صنعتها إشاعات لم يكلف أصاحبها عناء تأكيدها منحت المؤسسات التعليمية حرية الاختيار للأولياء فاللقاح أولا وأخيرا ليس إجباريا.