بسبب حالة الرعب المُسجّلة في المدارس ** طالب كثير من أولياء التلاميذ وكذا المجلس الوطني المستقل لمستخدمي التدريس للقطاع ثلاثي الأطوار التربية (الكنابست) كلا من وزارتي الصحة وإصلاح المستشفيات والتربية الوطنية بتعليق حملة التلقيح ضد الحصبة والحصبة الألمانية التي باشرت فيها أول أمس وتستمر غلى غاية ال15 مارس الجاري بسبب حالة الذعر والرعب المسجلة لدى التلاميذ وأوليائهم من تأثيراتها الجانبية والغموض الذي يلتفها. ودعا (الكنابست) في بيان تلقت (أخبار اليوم) نسخة منه القائمين على القطاعين إلى تعليق عملية التلقيح ومباشرة تنظيم حملة إعلامية تحسيسية وطنية بالموازاة باستعمال جميع الوسائل المتاحة ضمانا لحق الجميع فى المعلومة الصحيحة وحفاظا على نفسية أبنائنا وطمأنة أوليائهم. ورفعت النقابة مطلبها بعد تسجيل حالة ذعر ورعب وغموض واستياء لدى التلاميذ والأولياء على السواء أحدثت حركة غير طبيعية في المدارس حيث ورد في البيان: (ونحن نتابع بدهشة واستغراب كبيرين ما يحدث داخل المؤسسات التربوية وخارجها جراء الإعلان المفاجئ على انطلاق حملة وطنية للتلقيح ضد الحصبة والحصبة الألمانية دون تحضير مسبق يرافق العملية من طرف المصالح المعنية).. الاستمارة تزرع الشكوك وربطت النقابة هذه الأصداء بفرض استمارة مرافقة للعملية وتعهد مكتوب يلزم الأولياء تحمل مسؤولياتهم فى حالة رفضهم أو قبولهم عملية التلقيح ما يشكل حسبها ظاهرة غير مسبوقة وغير إدارية لاسيما أنه يوجد مديرية مركزية مختصة بوزارة التربية الوطنية لمتابعة مثل هده العمليات ووحدات كشف ومتابعة على المستوي الوطني مؤهلة لتنظيم مثل هكذا عمليات متسائلة في الوقت ذاته عن أهداف خلق أجواء كهده أياما قليلة قبل الامتحانات المدرسية الرسمية في ظل استياء كبير من تعاطي القائمين على قطاع التربية مع عملية التلقيح. وعرفت مختلف المؤسسات التربوية حالة استنفار قصوى بسبب حملة التطعيم التي أعلنت عليها وزارة الصحة قبل اكثر من أسبوع التي سيخضع لها قرابة 08 ملايين تلميذ في الطورين الابتدائي والمتوسط حيث فقد الأولياء ثقتهم في التلقيحات بعد تسجيل حالات وفيات للأطفال الرضع السنة الماضية ومطالبة المؤسسات التربوية بتقديم تصريح بتحمل مسؤولياتهم اتجاه تطعيم ابنائهم وهو الأمر الذي زاد مخاوفهم من تأثيرات جانبية قد تضر بصحتهم. للإشارة فقد طمأنت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات أولياء التلاميذ بشأن سلامة وأمن اللقاحات المدرجة ضمن الرزنامة الوطنية داعية إياهم إلى مواصلة تلقيح أبنائهم وهو ما لم يُقنع كثيرا من الأولياء. وقال مدير الوقاية وترقية الصحة بالوزارة اسماعيل مصباح خلال ندوة صحفية نشطها رفقة ممثل منظمة الصحة العالمية باه كايتا والمدير العام لمعهد باستور زبير حراث بأن اللقاحات المدرجة في إطار الرزنامة الوطنية (سليمة وآمنة ومطابقة لتوصيات المنظمة العالمية للصحة). اللقاح إجباري ؟! وشدد ذات المسؤول على ضرورة تلقيح الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 سنوات و14 سنة ضد الحصبة والحصبة الألمانية وهي الفئة الأكثر عرضة للفيروسات المتسببة في هذين الوبائين مشيرا إلى أن اللقاح إجباري من طرف السلطات العمومية وحق في الصحة للمواطن . وبخصوص الإستمارات التي تم توزيعها في بعض المؤسسات التربوية حول اختيار الأولياء لتلقيح أبنائهم أو العزوف عن ذلك نفى الأستاذ مصباح أن تكون الوزارة قد وزعت هذه الإستمارات مؤكدا في ذات الوقت أن الوثيقة الوحيدة المطلوبة هي الدفتر الصحي للطفل . بدوره أشار ممثل منظمة الصحة العالمية إلى أن الجزائر تستورد اللقاحات من المخابر التي أوصت منظمة الصحة العالمية بالتعامل معها بالنظر إلى سلامة وأمن لقاحاتها مبرزا أنه من بين الحالات التي ينصح بعدم تلقيحها الأطفال المصابون بأمراض الدم والعجز الكلوي وتصفية الكلى والذين يتأهبون لاجراء عملية جراحية . من جانبه ذكر المدير العام لمعهد باستور بتوفير 7 ملايين جرعة لقاح تم إخضاعها للمراقبة وتحليل الجودة من طرف المخبر الوطني لمراقبة المواد الصيدلانية قبل وضعها في متناول وحدات الطب المدرسي مؤكدا سلامة وأمن هذا المنتوج. وفي نفس السياق حذّر ممثل رئيس جمعية أولياء التلاميذ زوبير زروق مما أسماه (الحملة الشرسة) التي تشنها بعض الأطراف ضد هذه العملية داعيا الأولياء إلى عدم الإنسياق وراءها واسترجاع الثقة في المشرفين على حملة التلقيح لحماية أبنائهم من الأمراض المعدية . للإشارة فقد جندت كل من وزارتي الصحة والتربية لهذه العملية 5.000 طبيب و8.000 عون شبه طبي على مستوى 1.800 وحدة للكشف المدرسي منتشرة عبر الوطن. وكانت المنظمة الوطنية لحماية وإرشاد المستهلك قد حذرت من مغبة الإقدام على تلقيح التلاميذ دون تقديم كل التوضيحات اللازمة بشأن اللقاح الجديد وطالبت وزارة الصحة بوضع نموذج موحد لترخيص الأولياء بالإقبال على تلقيح أبنائهم باللقاح الجديد المعروض على الأطفال مطالبة بضرورة أن يتضمن الترخيص معطيات دقيقة حول مكوناته ومخاطره حتى تكون الموافقة على بينة. ونصحت المنظمة المعروفة اختصارا باسم (آبوس) الأولياء بعدم قبول هذا اللقاح خاصة وأن الأمراض التي يقي منها ليست بالخطيرة مقارنة بالأمراض المذكورة سلفا ويمكن معالجتها كما أن هذا اللقاح تم إدخاله في الرزنامة الجديدة ولم تستفد منه كل الأجيال السابقة وبالتالي تبقى الحيطة أولى من المغامرة.