يعتبر الاحتفال ب: (ساعة الأرض Earth Hour) حدثٌ بيئي عالمي سَنوي من تَنظيم الصندوق العالمي للطبيعة يتم خلاله تشجيع الأفراد والمجتَمعات ومُلّاك المنازل والشَرِكات على إطفاء الأضواء والأجهزة الإلكترونية غير الضرورية لمدة ساعة واحدة من الساعة 8:30 حتّى 9:30 -في توقيت الدولة المحليّ-في يومِ أحد أيّام السبت في شهر مارس. نعم.. للأسف لقد درج الإنسان على التعامل مع البيئة بأنانية وأخذ يعبث في مقومات الحياة فلوّث الماء الذي يشربه وأفسد الهواء الذي يتنفّسه وأهلك الحرث والنسل بالكيماويات والسموم وتسبب في خبث التربة الزراعية فلم تعد تنبت إلا نكدا. ولقد أصبحت قضية البيئة بمشكلاتها المتعددة بدءا من تلوثها واستنزاف مواردها وصولا إلى الإخلال بتوازنها حديث العالم كله حتى قال بعض الباحثين: (لو كان للبيئة لسان ينطق لصكّت أسماعنا صرخات الغابات التي تحرق عمدا في كل مكان وأنين المياه التي تخنقها بقع الزيت في البحار وفي كل مكان وحشرجة الهواء المختنق بالغازات). والسبب الرئيسي في تلوث البيئة الطبيعية بهذا الشكل هو تلوث البيئة الإيمانية الذي هو مكمن الداء ورأس الأدواء فما ضاعت حقوق الإنسان إلا بتلوثها وما ضاعت الثقة والأمانة إلا بتلوثها وما ماتت الضمائر الحية إلا بتلوثها وما عانت الإنسانية من الحروب والتقتيل والتشريد إلا بتلوثها تلك الحروب القائمة هنا وهناك والتي لا يمكن وصفها إلا بأنها الدمار والعبث والفساد في البر والبحر والجو وما سقطنا في متاهات تلوث البيئة إلا حين تلوث الإيمان وما أسرفوا في المواد التي تضر إلا حين تلوث الإيمان بالطمع وما أسرفوا في إبادة الحيوانات وقطع الأشجار إلا حين تلوث الإيمان بالأنانية والشره ونحن حين نشارك في فعاليات ساعة الأرض ليس باب تقليد الغير وإنما انطلاقا من أن الإسلام جعل حماية البيئة والنهي عن إفسادها واجبا من واجبات المجتمع الفاضل فقال سبحانه: فلولا كان من القرون من قبلكم أولوا بقية ينهون عن الفساد في الأرض إلا قليلا ممن أنجينا منهم... . هود:116. ومن هذا فإننا نتمسك بثوابتنا في قضية تغير المناخ التي تتسق مع ديننا.. ونشارك في هذا الحدث البيئي العالمي إيماناً منا بضرورة رفع الوعي بخطر التغير المناخي وترشيد استخدام الطاقة وحثّ المجتمعات إلى الاهتمام بالبيئة والإسهام في مقاومة عوامل أضرار تغير المناخ. ف 60 دقيقة بلا كهرباء من أجل الأرض أو إطفاء مصباح في غرفة واحدة في منزل واحد قد لا يراها البعض كافية مع ما يَرى من تبذير وفساد. ولكنها فرصة لنجتمع ونوحّد صوتنا في التّعبير عن دعمنا للكوكب الذي نعيش فيه ونتمنى من خلالها أن نساهم في بناء مجتمع دوليّ قادر على اتّخاذ الخطوات اللازمة للمحافظة على كوكبنا لأجلنا ولأجل أجيال المستقبل وباقي الأحياء التي تشاركنا الحياة فيه وعليه. والله -جل وعلا-نسأل أن يهيأ لنا كل خير وأن يبعد عنا كل شر وأن يدلنا على الصواب ويبعد عنا الخطأ والزلل ونسأله شكر نعمته والمحافظة عليها وأن يجعلنا من عباده الصالحين..