يتجه الكثير من المواطنين الجزائريين الذين لا يملكون سيارات أو عاجزين عن اقتناء واحدة إلى وكالات كراء السيارات، سواء الذين يحتاجون لممارسة بعض الأعمال، أو لقضاء أشغالهم، أو حتى للاستمتاع بأيام العطلة، ويزداد الإقبال على كراء السيارات خلال موسم الصيف نظرا لحاجة الكثيرين إلى سيارة للتنقل، وكذا لوجود الكثير من الأعراس التي تتطلب وجود سيارات كثيرة تكون تحت طلب العائلات الجزائرية، باعتبارها تسهل الكثير من الأمور عليهم في تنقلاتهم وتحركاتهم، عوض الاستسلام لأزمة وسائل النقل وحدتها، وتختلف المبالغ المالية التي يدفعها هؤلاء باختلاف نوعية السيارة، وكذا الفترة التي سيحتاجون إليها فيها. من ناحية أخرى، فإن بعض المواطنين اتجهوا إلى ما هو معاكس تماما، وفضلوا أن يقوموا هم بكراء سياراتهم الخاصة للأشخاص أو المؤسسات والهيئات الراغبة في ذلك، خاصة وأنها تدر عليهم أرباحاً مضاعفة، على اعتبار أن ثمن كراء سيارة أسبوعا واحدا فقط يصل إلى ثلاثة ملايين سنتيم خاصة إذا كانت سيارة فاخرة، وهو مبلغ مغر للغاية، دفع البعض إلى وضع سياراتهم تحت تصرف من يرغب ومن يقدر على الدفع، خاصة إن كانت جهة موثوقة، ومضمونة، وإن كانت العملية تتم أحيانا على نطاق ضيق وبين بعض الأشخاص الذين يعرفون بعضهم البعض ويملكون علاقات متشعبة هنا وهناك مع الأشخاص العاديين ومع بعض أصحاب المؤسسات ورجال الأعمال، وغيرهم، إلا أنها موجودة، وفرضت نفسها كظاهرة جديدة. يقول أحد المواطنين وهو يملك سيارة نفعية من الحجم الكبير، إنه فكر في القيام بكراء سيارته، خاصة وأنه لا يستعملها كثيرا، بحكم أنه لا يحتاج إلى التنقل مادام مكتبه ومقر عمله في منزله، وبالتالي فلا يحتاج إلى تنقلات كثيرة، وقد اقترح عليه أحد أصدقائه كراء سيارته لإحدى الشركات الأجنبية المتواجدة في الجزائر، مقابل مبلغ 3 ملايين سنتيم في الأسبوع، وقد اتفق معه على كافة الترتيبات وهو يتحصل على 3 ملايين كل نهاية أسبوع وهو جالس في منزله أو خلف مكتبه دون أن يبذل أي جهد. مضيفا أن كثيرا من المؤسسات خاصة المؤسسات الأجنبية التي لن تستقر مطولا في الجزائر تفضل التعامل بهذا النوع من العلميات عوض القيام باقتناء سيارات بمبالغ مالية باهظة ثم تركها في حالة ما كانت لا تحتاج إليها، وبما أن بعض وكالات كراء السيارات قد تقرح مبالغ مالية ضخمة، فإنهم قد وجدوا الفرصة مناسبة لكسب بعض الأموال دون بذل الكثير من الجهد. وبعيدا عن التعامل مع المؤسسات، فإن هنالك شبانا يملكون سيارات ويقومون بكرائها للآخرين لمدة تختلف من 24 ساعة إلى يومين أو ثلاثة، وذلك مقابل مبالغ تختلف من 3000 إلى 6000 أو 10.000 دج، وهي عملية تتم أيضا على نطلق ضيق وبين الأشخاص الذين يرتبطون بمعرفة سابقة مع بعضهم البعض، ويعتبرون مثل هذه العلميات نوعا من الربح السريع أو»بريكول« مثلما يفضل عدد كبير من الشبان الجزائريين تسمية هذا النوع من الأعمال السهلة. وإن كان الأمر مبنيا في الأول والأخير على الثقة المتبادلة، فإن هذه العلمية تنطوي على كثير من المخاطر، خاصة إذا ما تمت دون تسجيل أية وثائق أو أخذ أية ضمانات، فمن الممكن جدا أن يقوم من يأخذ السيارة عن طريق الكراء بأي عمليات مشبوهة أو يتعرض إلى حادث ما، أو يتورط في حادث مرور أليم وغيرها من الأمور المماثلة، ما يجعل الشخص الوحيد الذي يكون في مواجهة كل ذلك هو صاحب السيارة ومالكها الأصلي.