تأهب في تل أبيب واستنفار بغزة لتعقب القتلة ** * القسام: سنكسر معادلة العدو ونحرقه بناره! مساء الجمعة وفي قلب حيّ تل الهوا الراقي جنوبي مدينة غزة اغتيل القائد في كتائب عز الدين القسام الذراع العسكرية لحركة حماس مازن فقهاء وهو أسير محرر في صفقة وفاء الأحرار في عام 2011 ومنذ إطلاقه عادت دولة الاحتلال لاتهامه بالمسؤولية عن خلايا حماس العسكرية في الضفة الغربية وإدارتها من القطاع. ق. د/وكالات أشارت كل أصابع الاتهام من التحقيقات الأولية التي أجرتها الأجهزة الأمنية وأمن المقاومة إلى عملية اغتيال محكمة على غرار ما جرى أخيراً مع القائد في القسام محمد الزواري الذي اغتيل بنفس الطريقة في صفاقس التونسية والمؤشرات مقرونة بالدلائل الأولية أيضاً تشير إلى أنّ الفاعل في كلتا الحالتين واحد. وقد نفّذ الجناة عمليتهم باحتراف فأطلقوا من كاتم الصوت 5 رصاصات على الجزء العلوي من جسد الشهيد فقهاء من نقطة صفر تماماً كما فعلوا مع الزواري. تهديدات سبقت الاغتيال وهددت دولة الاحتلال مراراً في الآونة الأخيرة باستهداف الأسرى المحررين والمبعدين إلى غزة والذين أعادوا نشاطهم العسكري في المقاومة وتلقت عائلة الشهيد فقهاء تحذيرات متكررة بأنّه معرض للاغتيال بعد اعتراف فلسطينيين اعتقلتهم قوات الاحتلال بأنه مسؤول عن تجنيدهم لتنفيذ عمليات ضد أهداف صهيونية في الضفة والقدس المحتلتين. بدوره أكد المتحدث باسم حركة حماس عبد اللطيف القانوع أنّ الاحتلال وعبر اغتياله الشهيد فقهاء يحاول رسم معادلة جديدة في طبيعة الصراع وهو ما ترفضه كتائب القسام ولن تسمح بتثبيته محملاً الاحتلال المسؤولية الكاملة عن الجريمة وتبعاتها. وأضاف أنّ الاحتلال يمتلك الإمكانيات والأجهزة العالية للوصول إلى أي مكان كما جرى من قبل في حوادث اغتيال لقادة المقاومة في عواصم عربية وأوروبية إلا أنّ الاحتلال سيفشل في تثبيت هذه المعادلة وستكسرها المقاومة الفلسطينية. وشدّد على أنّ المقاومة الفلسطينية وحركتها وجناحها العسكري لن تقبل بمثل هذه المعادلة وستكون حادثة الاغتيال التي تمت داخل القطاع هي الأخيرة وسيدفع الاحتلال والجناة المشاركون في العملية الثمن على اغتيال الشهيد فقهاء. من جهته لفت مدير مركز أبحاث المستقبل في غزة إبراهيم المدهون إلى أنّ الاحتلال يدرك أن الاغتيال المباشر والفج والواضح يؤدي إلى تبعات هو لا يريدها ويحاول أن يتجنبها في الوقت الذي يرى أنه ملزم أن يبقي عمليات الاغتيال واستهداف المقاومين الناشطين. وأضاف أن الشهيد فقهاء كان ضمن القوائم المعلنة للاستهداف والاغتيال من قبل الاحتلال في ظل وجود إصرار منه على تنفيذ هذه التصفيات وتوجيه ضربة بأسلوب جديد داخل قطاع غزة والتخلص من الناشطين الذين يهددون أمنه دون تحمل أي نتائج للاغتيال. وأبدى اعتقاده بأنّ الرد على حادثة اغتيال فقهاء لن تكون ضمن ردود فعل تقليدية وتحتاج إلى تفكير هادئ واتخاذ أساليب قوية وقاسية في الرد توازي حالة الاختراق التي جرت في الوقت الذي استبعد فيه وجود مستفيدين آخرين غير الاحتلال من الاغتيال. وتوقع المدهون أن تكون هناك ترتيبات للأمن والأمن الشخصي لقادة المقاومة الفلسطينية وحركة حماس مع ضرورة إعادة الأمن المجتمعي والأمن المنظومي ككل وردع العملاء واتباع آليات محكمة في عملية دخول القطاع والخروج منه بالإضافة إلى التحرك للوافدين. ولفت إلى أنّ القسام وبعد بيانه الأخير وصل لقناعات يقينية بتورط الاحتلال في اغتيال الشهيد فقهاء عبر أدلة خاصة به وسيحاول دراسة أساليب الرد ولن يكون عملاً مندفعاً مع الإدراك بطبيعة تعقيد وحجم الصراع مع الاحتلال غير المحدد بزمان. واستبعد رئيس مركز أبحاث المستقبل أنّ تشكل حادثة الاغتيال الأخيرة للشهيد فقهاء عبئاً على القيادة الجديدة للحركة إلا أنها ستعمل على تسريع اتخاذ خطوات عملية وستحاول إنجاز العديد من الملفات الأمنية على وجه الخصوص خلال الفترة المقبلة. في هذا السياق اعتبر الكاتب والمحلل السياسي تيسير محيسن أنّ ما سبق عملية اغتيال فقهاء من تصريحات لقادة الاحتلال ووزير حربه أفيغدور ليبرمان كانت توحي بأن الاحتلال مقدم على شيء وكان من المفترض التوقع بطبيعته وطريقته المختلفة. وأضاف أنّ الاحتلال أثبت طيلة السنوات الماضية أنّ يده طويلة ويستطيع أن يصل إلى أدق الأماكن من دون أن يكتشف أحد وحادثة اغتيال فقهاء ممكن أن تتكرر إذا ما أراد الاحتلال ذلك كون الأمر أضحى في نظره مجرد قرار. ونوّه إلى أنّ منفذ عملية الاغتيال دخل من خارج القطاع فيما قُدّم له دعم لوجستي من الداخل كجمع معلومات دقيقة وتفصيلية عن الشهيد وعن تحركاته خصوصاً وأنه أقدم على تغير منزله حديثاً. وشدّد محيسن على أنّ حركة حماس لا ترضخ لسياسات الاغتيال الهادئ التي يتبعها الاحتلال الالاحتلالي غيرّ أنها لن تقدم على توسيع دائرة النار عسكرياً وستحاول أنّ يكون الرد بالشكل المكافئ لمفصل مهم بعيداً عن الأدوات العسكرية التقليدية كالصواريخ وغيرها. ولفت إلى أن حادثة الاغتيال تشكل عبئاً على القيادة الجديدة للحركة خصوصاً يحيى السنوار قائد الحركة الجديد في القطاع والذي يعتبر صديقا للشهيد فقهاء في الأسر والذي من المؤكد أنه سيفكر في رد قوي وكبير على حادثة الاغتيال الأخيرة. ورأى محيسن أن التحدي الأكبر للسنوار يتمثل في إمكانية تكرار حادثة الاغتيال وطبيعة الشخصية التي قد تكون على قائمة الاغتيالات أم أنها مجرد رسالة أراد الاحتلال توجيهها لحماس ليرى مدى إمكانية عودتها إلى الخلف خطوة خصوصاً في ساحة الضفة الغربية ومحاولة تنفيذ عمليات متواصلة بها. تأهّب في صفوف قوات الاحتلال في الأثناء ذكرت الإذاعة في داخل الاحتلال أمس الأحد أنّ الجيش أعلن حالة تأهب وترقّب في صفوفه وتحديداً في القيادة الجنوبية على حدود قطاع غزة على إثر عملية اغتيال القائد في كتائب عز الدين القسام الذراع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) مازن فقهاء أول أمس الجمعة. واغتيل الأسير المحرر مازن فقهاء بعد تعرّضه لإطلاق نار مباشر من مسدس كاتم للصوت من قبل مجهولين بمنطقة تل الهوا جنوب مدينة غزة. وأسهبت الصحف في الداخل في الحديث عن تداعيات محتملة لعملية اغتيال فقهاء وكونها رسالة الاحتلالية موجهة لمحرري صفقة وفاء الأحرار الذين تمّ إبعادهم من الضفة الغربية إلى قطاع غزة. ومع أنّ الصحف التابعة للاحتلال حاولت كعادتها التزام التحفّظ بشأن مسؤولية قوات الاحتلال عن عملية الاغتيال والتّستر وراء عبارة وفق اتهامات حماس إلا أنّ تكرارها هذا الخطاب يلمّح إلى اقتناعها بالمسؤولية الالاحتلالية عن عملية الاغتيال. وقد اعتبر الكاتب في صحيفة يديعوت أحرونوت رون بن يشاي أنّ عملية اغتيال فقهاء قد تكون رسالة لمحرري صفقة وفاء الأحرار وهي امتحان أيضاً لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار. وذهب بن يشاي إلى القول إنّ عملية الاغتيال ترفع من احتمالات اندلاع مواجهة بين حماس والاحتلال مضيفاً أنّ حماس معنيّة بالرّد على العملية وستختار الموعد المناسب لكنّها لا ترغب في الوقت ذاته بالدخول في مواجهة عسكرية شاملة. وحاول الإشارة في معرض تحليله عملية الاغتيال إلى طرح احتمالات لوجود طرف آخر غير الاحتلال معني بتصفية فقهاء من باب محاولات زرع الفتنة بين حماس وتنظيمات أخرى. وفي هذا السياق برزت إشارة بن يشاي إلى احتمال تورّط تنظيمات سلفية في غزة في عملية الاغتيال ومثله فعل المختص بالشؤون الاستخباراتية في صحيفة معاريف يوسي ميلمان الذي رأى أنّ ثلاث جهات قد تكون وراء الاغتيال واضعاً التنظيمات السلفية المعارضة لحماس في غزة على رأس القائمة مع إشارته إلى توتر في العلاقة مؤخراً بين الحركة وبين هذه التنظيمات. لكنّ ميلمان أشار مع ذلك إلى أنّ هذا الاحتمال يبقى ضئيلاً ليذهب إلى طرح احتمال مسؤولية أطراف داخلية في حماس. وكان رئيس أركان الجيش الجنرال غادي أيزنكوط اعتبر هو الآخر أنّ الوضع في قطاع غزة قابل للاشتعال. وأعلن أيزنكوط في كلمته أمام لجنة الخارجية والأمن الأربعاء الماضي أنّ الاحتلال نفّذ عمليات قصف طاولت مواقع لحماس تحت الأرض في إشارة إلى الأنفاق مبيّناً أنّ الأنفاق لا تشكّل خطراً وجودياً على الاحتلال. وتزامنت هذه التصريحات مع ذهاب صحيفتي يديعوت أحرونوت وهآرتس الجمعة في توقيت غريب إلى إعادة الحديث عن توتر بين حماس والتنظيمات السلفية. وكان الخلاف الوحيد بين تقريري عاموس هرئيل في هآرتس وأليكس فيشمان في يديعوت أحرونوت هو أنّ الأول تحدّث عن اعتقال حماس ل500 عنصر من الحركات السلفية فيما قال فيشمان إنّ الحركة اعتقلت 550 عنصر من هذه الحركات مع اتفاق الإثنين على ارتفاع منسوب التوتر في غزة واحتمالات تدهور الأوضاع بين الاحتلال وبين القطاع إلى مواجهة شاملة نتيجة لحدث محلي لا تتم السيطرة عليه. غزة تستنفر من جهتها قررت وزارة الداخلية في قطاع غزة إغلاق معبر بيت حانون شمالي القطاع حتى إشعار آخر وعدم السماح بمغادرة الراغبين في السفر عبر هذا المعبر الذي تسيطر عليه قوات الاحتلال في الجانب الآخر. وأوضح الناطق باسم الداخلية إياد البزم في بيان له أن إغلاق حاجز بيت حانون (إيرز) جاء في إطار الإجراءات والتحقيقات المتخذة من قبل الأجهزة الأمنية عقب جريمة اغتيال الأسير المحرر مازن فقهاء مؤكدا أن الإغلاق حتى إشعار آخر. القسام يهدد: سنكسر معادلة العدو ونحرقه بناره ! وقالت كتائب القسام في بيان لها إن هذه المعادلة التي يريد أن يثبتها العدو على أبطال المقاومة في غزة -الاغتيال الهادىء- سنكسرها وسنجعل العدو يندم على اليوم الذي فكر فيه بالبدء بهذه المعادلة. وأضافت في بيانها (عهدًا نقسمه أمام الله ثم أمام أمتنا وشعبنا بأن العدو سيدفع ثمن هذه الجريمة بما يكافىء حجم اغتيال شهيدنا القائد أبي محمد). وهدّد القسام (إن من يلعب بالنار سيحرق بها ولقد كان ظاهرًا بشكل واضح وجليّ بأن الجريمة من تدبير وتنفيذ العدو الصهيوني والعدو هو من يتحمل تبعات ومسؤولية الجريمة)