أعلن الناطق باسم وزارة الداخلية الفلسطينية التابعة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة، أن مسلحين مجهولين اغتالوا، مساء الجمعة، قيادياً في حماس قرب منزله في منطقة تل الهوى جنوب غرب مدينة غزة. ونقلت وكالة فرانس برس عن الناطق إياد البزم قوله، إن "مجهولين مسلحين اغتالوا مساء الجمعة، الأسير المحرر مازن فقهاء (50 عاماً) بإطلاق نار مباشر في منطقة تل الهوى"، لافتاً إلى أن أجهزة الأمن "فتحت تحقيقاً عاجلاً في الحادث". وفي تعليق مقتضب قالت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس على موقعها الإلكتروني: "اغتيال القائد القسامي مازن فقهاء في غزة". ولاحقاً قالت كتائب القسام في بيان، إنها "تزف القائد مازن فقهاء وتقول بشكل واضح وجلي بأن الجريمة من تدبير وتنفيذ العدو الصهيوني وهو من يتحمل تبعات ومسؤولية الجريمة". وأضافت "نقول باختصار إن هذه المعادلة التي يريد أن يثبتها العدو على أبطال المقاومة في غزة (الاغتيال الهادئ) سنكسرها وسنجعل العدو يندم على اليوم الذي فكر فيه بالبدء بهذه المعادلة". وفقهاء من قادة حماس في الضفة الغربيةالمحتلة، وأبعدته سلطات الاحتلال الإسرائيلي إلى غزة بعدما أفرجت عنه ضمن صفقة تبادل العام 2011، وفق مسؤولين في حماس. وأوضح مصدر في حماس لفرانس برس، أن فقهاء "أسير محرر وهو مبعد إلى قطاع غزة ويتحدر من مدينة طوباس في الضفة". وتابعت كتائب القسام: "عهداً نقسمه أمام الله ثم أمام أمتنا وشعبنا بأن العدو سيدفع ثمن هذه الجريمة بما يكافئ حجم اغتيال شهيدنا القائد أبي محمد، وإن من يلعب بالنار سيحرق بها". وقالت فرانس برس، أن ناطقة باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي رفضت التعليق على اغتيال فقهاء. ووصل إسماعيل هنية نائب رئيس حركة حماس وعدد من قادة الحركة إلى مستشفى الشفاء في غزة الذي نُقلت إليه جثة فقهاء. وقال خليل الحية القيادي في حماس الذي رافق هنية، للصحافيين، إن "عملية اغتيال هذا المجاهد لا تخدم سوى الاحتلال وعملاءه، والأجهزة الأمنية تحقق وتدقق وننتظر ماذا ستسفر عنه" التحقيقات. وأضاف "نقول لا جهة مستفيدة من الاغتيال سوى الاحتلال". من جانبه كتب عزت الرشق القيادي في حماس المقيم في قطر عبر مواقع التواصل الاجتماعي: "إننا إذ ننعي الشهيد البطل.. نؤكد أن دماءه لن تذهب هدراً". وقال أيمن البطنيجي الناطق باسم شرطة حماس، أنه "تم اغتيال فقهاء بأربع رصاصات من سلاح كاتم للصوت مباشرة في رأسه". وبيّنَ شهود عيان، أن فقهاء قتل بينما كان في سيارته أمام البناية التي يسكن فيها في منطقة تل الهوى المكتظة بعشرات الأبراج السكنية. وقال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في الضفة خضر عدنان في بيان، إن "اغتيال الاحتلال للمقاوم القسامي مازن فقهاء يجب أن يقابل بضرب من حديد لعملاء الاحتلال". وأفادت مصادر أمنية، بأن أجهزة الأمن والشرطة التابعة لحماس انتشرت بكثافة في محيط منزل الضحية والمفترقات الرئيسية في مدينة غزة. كذلك أقامت كتائب القسام حواجز تفتيش عدّة. وأعلنت حماس فتح بيت للعزاء لفقهاء في حي الرمال غرب مدينة غزة، مؤكّدة أنها وكتائب القسام ستُشيّعانه في جنازة عسكرية بعد ظهر السبت في غزة. وانطلق قبل ظهر اليوم (السبت)، موكب تشييع فقهاء. وحمل مقاتلون من كتائب القسام جثمان فقهاء انطلاقاً من مستشفى الشفاء باتجاه المسجد العمري الكبير لأداء صلاة الجنازة عليه، ومن ثم التوجه إلى مقبرة الشيخ رضوان في غزة. وقال موقع القسام: "يشارك في هذه الأثناء الآلاف من المواطنين في مسيرة التشييع، بعد وصول جثمان القائد القسامي إلى مسجد العمري الكبير وسط مدينة غزة".