بدأت دولة الاحتلال الإسرائيلي أمس الأحد أضخم مناورات عسكرية لمدة خمسة أيام باسم »نقطة تحول 4«، لفحص جهوزية الجبهة الداخلية لحرب شاملة وسقوط مئات الصواريخ والقذائف على مختلف المدن الإسرائيلية من سوريا ولبنان وقطاع غزة في آن واحد. وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن المناورات هي الأكبر على الإطلاق في إسرائيل، وقامت خلالها سلطات الطوارئ بالتمرين لفحص جهوزيتها في مواجهة سقوط مئات أو آلاف الصواريخ على المدن الإسرائيلية. كما شارك في التمرين قيادة الجبهة الداخلية في جيش الدفاع وأجهزة الطوارئ والإنقاذ والدوائر الحكومية المختلفة وجهاز التعليم والسلطات المحلية. خطط التدريب ومن السيناريوهات التي تم التدرب عليها في إطار التمرين احتمال تعرض شبكة الحواسيب التابعة لجيش الدفاع لهجوم إلكتروني من شأنه أن يؤدي إلى شل أجهزة الحواسيب. وقال مصدر أمني رفيع المستوى لموقع صحيفة »يديعوت أحرنوت« إنه »في مواجهة مقبلة.. ستتحول الجبهة الداخلية إلى جبهة ثانية وهامة، وتمارين من هذا النوع ستقلل الإصابات وقد تحسم المواجهة كلها«. وتشمل سيناريوهات الحرب التي تستعد قوات الأمن الإسرائيلية لها إمكانية سقوط كميات هائلة من الصواريخ، تصل إلى آلاف الصواريخ، على الجبهة الداخلية. وتصل ذروة التمرين في هذا الصدد الأربعاء المقبل في الساعة 11:00 عند إطلاق صفارات الإنذار في كافة البلدات الإسرائيلية وسيطلب من المواطنين التوجه إلى أماكن محصنة وآمنة في أماكن العمل والمنازل. ورغم إشارة مصادر أمنية إسرائيلية إلى أن الصواريخ التي يملكها حزب الله قادرة على ضرب كافة المناطق في البلاد، إلا أن الفرضية الأمنية الإسرائيلية تقول إن مناطق معينة، مثل الحدود الشمالية والمركز ما يسمى ب»جوش دان«، وعدد من قواعد الجيش ستكون على قائمة الأهداف المفضلة للقصف. وبحسب تقديرات »قيادة الجبهة الداخلية« فإن الدولة ستبادر إلى عمليات إخلاء خلال الحرب فقط في مناطق معينة قريبة من الحدود، والتي من الممكن أن تتعرض لهجمات شديدة. وقال مسؤول في الجبهة الداخلية إن التحدي المركزي يتصل بتقديم المساعدة للسكان الذين يتركون منازلهم بمبادرتهم. مناوراتٌ سِلمية وفي محاولة لمنع التوتر على الحدود الشمالية، أعلنت أجهزة الأمن الإسرائيلية أن التمرين حدَّد موعدَه منذ مدة طويلة ولا يحمل آية رسالة تصعيدية وإنه جزء من خطة عمل سنوية. وقالت هيئة التخطيط في جيش الاحتلال أنها أرسلت إلى الملحقين العسكريين الأجانب في المنطقة وكذلك إلى السلطات المصرية والأردنية رسائل تؤكد عدم استهداف أي هجوم من التدريبات. ووجهت وزارة الخارجية الدعوات إلى جميع السفراء الأجانب المعتمدين في البلاد للوصول إلى مقر وزارة الخارجية غدا الثلاثاء للاستماع إلى تقرير حول سير التمرين. وسيقدم هذا التقرير نائب وزير الدفاع متان فلنائي ومدير عام وزارة الخارجية يوسي غال. استنفار حزب الله وعلى الجانب الآخر، كشف مسؤول منطقة الجنوب في حزب الله الشيخ نبيل قاووق إن حالة استنفار قصوى أعلنت أمس الأحد بين الآلاف من عناصر الحزب، بالتزامن مع أضخم مناورات عسكرية تجريها دولة الاحتلال الاسرائيلي. وقال قاووق »عناصر حزب الله وضعوا في جهوزية تامة في مواجهة المناورة الاسرائيلية التي تجري ابتداءً من الأحد في اسرائيل وتصادف مع الانتخابات البلدية المقررة في جنوب لبنان«. وأضاف »توقيت المناورات الإسرائيلية الأحد وهو يوم الاقتراع الانتخابي للمجالس البلدية في الجنوب ليس صدفة ويحمل في طياته نوايا عدوانية إسرائيلية«. »في حال حدوث أي عدوان جديد على لبنان، لن يجد الاسرائيليون مكانا في فلسطين يهربون إليه«. ولفت القيادي في حزب الله إلى أن تدفق السلاح الاستراتيجي الأمريكي إلى إسرائيل هو منبع الخطر وأن التهديدات الإسرائيلية المتواصلة ترفع من درجة السخونة في لبنان والمنطقة، مضيفاً »أن الدور الأمريكي في لبنان يتجسد في التبني المطلق للأهداف الإسرائيلية ويشكل عائقا أمام استقرار لبنان ووحدة شعبه«. وكان قاووق يتحدث بعد لقاء بينه وبين المفكر الامريكي اليهودي نعوم تشومسكي المعروف بانتقاداته اللاذعة للسياسة الخارجية الامريكية وللاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية. نسف جهود السلام ومن جانبه، انتقد رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري مناورة الدفاع المدني، معتبرا أنها تتعارض مع الجهود الرامية إلى استئناف عملية السلام في الشرق الأوسط. وقال الحريري إنه ينبغى على إسرائيل أن تخفف من مناوراتها، وتطرح الأمور على طاولة التفاوض لتحقيق السلام، حيث أنه ليست هناك فائدة من المناورات العسكرية خاصة في هذا التوقيت. وتساءل الحريري: كيف يقدم جانب على إجراء مناورات عسكرية فى وقت تطرح فيه جهود إحياء عملية السلام؟ وهل يمكن أن يتجه أحد للتفاوض مع الفلسطينيين فى عملية سلام ويجرى فى نفس الوقت مناورات عسكرية؟.