المدن الليبية تسقط الواحدة بعد الأخرى في أيدي المحتجين عمليات إنزال لمرتزقة بالمروحيات قرب طرابلس شوهدت أمس طائرات مروحية وهي تنزل مرتزقة في مدينة مصراتة شرق العاصمة طرابلس والذين قاموا على ما أفاد به شهود عيان لوكالة الأنباء الفرنسية بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين الذين كانوا يشيّعون الضحايا ال30 الذين وقعوا في اشتباكات أول أمس التي سيطر فيها المحتجون على قاعدة جوية في ضواحي المدينة ووضعوا حواجز وأكياس الرمل لتعزيز الدفاع عن مواقعهم، كما هؤلاء الشهود إطلاق المرتزقة النار على مبنى الإذاعة المحلية في المدينة. كما وردت أنباء أمس عن سقوط المزيد من المناطق المحيطة بالعاصمة الليبية في قبضة المحتجين، و بات المتظاهرون يسيطرون على مدن بكاملها شرق البلاد، ونجحوا في الاحتفاظ بالزاوية ومصراتة الواقعتين غربا والقريبتين من طرابلس التي ساد وسطها هدوء حذر وغابت فيها الحركة باستثناء دوريات تقوم بها القوات الموالية للقذافي والمدافعة عن الحصون الأخيرة له في المدينة، رغم أن بعض المواطنين خاطروا بالخروج لقضاء حوائجهم الضرورية عقب اشتباكات بين أنصار القذافي ومعارضيه شهدتها ليلة أول أمس حسب سكان المدينة والتي قتل خلالها سبعة متظاهرين برصاص كتائب القذافي الأمنية. وقد أكد بعض السكان لوكالة الأنباء الفرنسية أنه تم قطع التيار الكهربائي منذ مساء أول أمس في بعض أحياء العاصمة، مضيفين أنهم أصيبوا بالرعب خشية التعرض للهجوم، في وقت أكد فيه المناهضون لحكم القذافي والمطالبون بإسقاطه مواصلة الاستعداد وعزمهم للزحف على طرابلس لتنحيته، وقال متحدث باسم ما يسمى "تحالف ثورة 17 فبراير" أنه يتم تنسيق عمل لجان المدن التي تمت السيطرة عليها في مصراتة، في انتظار حسم الأمر في طرابلس قبل الشروع حسبه في تشكيل حكومة انتقالية، مشيرا إلى انشقاق ضباط جدد وانضمامهم إلى المحتجين. وأظهرت صورٌ إقدامَ كتائب أمنية على قتل متظاهرَيْن إثنين في المنطقة، ثم اختطاف جثتيهما ونقلهما إلى مكان مجهول وسط إطلاق نار كثيف، وقال شهود إن حي الفشلوم الشعبي وحي بن عاشور شرق طرابلس شهدا إطلاق الرصاص الحي عشوائيا على المتواجدين في الشارع، وقد بُث على موقع يوتيوب تسجيل لمجموعة من أفراد الكتائب الأمنية التابعة للسلطات الليبية، وهي تقوم باعتقال شابين من المتظاهرين وقتلهما ثم تسحب جثة أحد القتلى من منطقة سوق الجمعة وتضعه في سيارة لإخفاء جثته. كما بث على موقع فيسبوك شريط فيديو لاحتجاجات قام بها أمس شبان في مدينة الخُمس شرق مدينة طرابلس بين تاجوراء ومصراتة، حيث ردد المتظاهرون هتافات تطالب بإنهاء حكم القذافي، كما بثت من جهتها وكالة "أسوشيتد بريس" شريط فيديو يظهر مسيرات احتجاجية لمواطنين ليبيين ضد النظام الليبي في ضواحي العاصمة طرابلس أول أمس وهم يتعرضون لإطلاق نار. منظمة "هيومان رايتس ووتش" أكدت أن قوات الأمن الليبية والموالين للحكومة هاجموا المحتجين الذين يحاولون السيطرة على مدينة الزاوية، مؤكدة إطلاق النيران على المتظاهرين وعمال مصريين يعملون هناك دون أن تقدم حصيلة دقيقة للقتلى، فيما أشار مواطنون في بنغازي إلى أنهم يحتجزون نحو 12 شخصا قالوا أنهم مرتزقة جاؤوا من دول افريقية استخدمهم القذافي لقمع المتظاهرين ضده، مؤكدين احتجازهم إلى غاية محاكمتهم على جريمة استخدام الرصاص الحي ضد المواطنين الليبيين. كما أظهرت صور أخرى نشرت على شبكة الإنترنت مقتل شاب أثناء تصويره بهاتفه مع أشخاص آخرين، وذكر صحفي قناة الجزيرة أن 15 شخصا على الأقل قتلوا في عمليات قنص وقصف نفذتها الكتائب الأمنية ضد المتظاهرين أول أمس، وأكد أن الكتائب الأمنية في مدينة الزاوية قتلت عشرات المتظاهرين الذين كانوا في مسيرة متجهة من تاجوراء إلى طرابلس أول أمس، حيث كان سيارات إسعاف مصدر الرصاص في بعض الأحيان حسب الشهود الذين أكدوا أنه من بين الذخائر المستعملة رصاص مضاد للطائرات. وفي تطور لافت أعلن رئيس عمليات القوات الخاصة الليبية العميد الركن عبد السلام محمود الحاسي انضمامه إلى "ثورة 17 فبراير" ودعا كل زملائه من الضباط والجنود للانضمام إلى المحتجين، كما أعلن أفراد القوات البحرية الليبية في منطقة بنغازي انضمامهم وولاءهم لثورة الشعب الليبي ضد نظام العقيد معمر القذافي، وتواترت أنباء عن انضمام قاعدة "معيتيقة" الجوية في طرابلس إلى الثوار، لتكون مطارا عسكريا آخر يقع في أيديهم، بعدما سقطت الأربعاء مدينة مصراتة وقاعدتها. هشام-ع