أكد مصدر حقوقي بإحدى المنظمات الدولية المتابعة للملف الليبي أن المحكمة الجنائية الدولية تتقصى انتهاكات ترتقي لأن تكون جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ارتكبتها قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر في بنغازي. ووفق المصدر تلقت الجنائية الدولية عددا من الملفات تتضمن كمّا كبيرا من الأدلة والصور ومقاطع الفيديو التي تثبت تورط الموالين لحفتر. ومن هذه الجرائم التصفية الجسدية لأناس عزل وقتلهم في الشوارع على مرأى ومسمع من أهالي بنغازي وقصف مدنيين عزل كانوا عالقين ومحاصرين داخل منطقة قنفودة غرب بنغازي. ونفذ المقاتلون التابعون لحفتر في ال18 من الشهر الماضي بدخولهم منطقة قنفودة حيث كان يتحصن مقاتلو مجلس شورى ثوار بنغازي حملة فظاعات تضمنت نبشا للقبور وتمثيلا بالجثث. ولعل أبرز حادثة شهدتها بنغازي أمس السبت هي نبش قبر جثة القائد العسكري البارز بمجلس الثوار جلال المخزوم الذي دفن منذ نحو ستة أيام بعد وفاته متأثرا بجراحه. ووضع أنصار حفتر جثة القائد العسكري البارز بمجلس الثوار جثة جلال المخزوم على سيارة وتجوّل بها المسلحون في بنغازي وسط حالة من هستيريا الفرح وإطلاق الرصاص والصراخ والسب والشتم والبصاق عليها. وقام مقاتلو حفتر عقب التجول بالجثة في أرجاء واسعة من بنغازي بشنقها أمام معسكر قوات الصاعقة تشفيا في صاحبها. وقد لقيت حادثة إخراج الجثث من القبور والتمثيل بها استهجانا كبيرا وواسعا على مستوى البلاد حيث امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بتدوينات التنديد واستنكار ما حدث. واعتبر عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي من الليبيين أن ما حدث همجية مخالفة للشريعة الإسلامية ولا تليق بالمسلمين وتضرب بعرض الحائط كل معايير حقوق الإنسان. ويرى فقهاء القانون الجنائي الدولي أن طلب الحكومة الليبية المعترف بها دوليا من المحكمة الجنائية الدولية التحقيق في تلك الأحداث كان تصرفا سليما.