شباب جادوا بحياتهم ثمنا لكرامة وحرية الشعب المصري في ثورته ضد القهر والظلم خلال المظاهرات التي اندلعت شراراتها منذ 25 يناير الماضي، وما زالت قائمة إلى الآن باستمرار اعتصام الشباب في ميدان الحرية أو ميدان التحرير في وسط العاصمة المصرية القاهرة. خرج هؤلاء الشهداء في المظاهرات باحثين عن حياة كريمة وغد أفضل لبلادهم عامر بالحرية والعدالة الاجتماعية، كثير منهم لا ينتمون إلى حزب أو حركة، وربما لم يقوموا بأي عمل سياسي طوال حياتهم، ولكن حماسهم ورغبتهم في محو ظلام الخوف والقهر دفعهم للمضي قدما نحو غاياتهم. علاء عاطف عثمان المسارع، من مدينة المنزلة بالمنصورة، 24 عاما، خريج كلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر الشريف، لم يجد عملا يناسب دراسته فعمل مع والده في شركة لنقل السيارات. علاء ذهب إلى ميدان التحرير من يوم 25 يناير بعد أن قبل دعوة الشباب على موقع "فيس بوك"، وظل 3 أيام هناك مع أصدقائه، ليستشهد وهو في طريق العودة إلى منزله. شقيقه الأصغر محمود، حمل صورة أخيه الشهيد في ميدان التحرير، وحكى لشبكة "أون إسلام" قصة استشهاد أخيه الشاب: "علاء قرر الرجوع للمنزلة يوم جمعة الغضب 28 يناير وفي طريقهم للخروج كان الجيش قد قرر فرض حظر التجول، وعلى مدخل المدينة كان هناك مجموعة من العرب تتبادل ضرب النار مع الشرطة العسكرية". سكت محمود ليأخذ نفسه وهو يستعيد ما حدث لأخيه وأصدقائه: "علاء تجاوز الجيش وجاءته رصاصة من الخلف، اخترقت رأسه من الخلف لتخرج من الأمام.. التقرير الطبي جاء به طلق ناري من جهات غير معلومة.. لا ندري من أطلق على أخي الرصاص". محمود ووالده جهزا أوراقه وقدماها إلى نقابة المحامين في القاهرة التي بدأت تتخذ إجراءات قانونية لتأخذ حق الشهيد علاء وغيره، وقال محمود: "دم أخي لن يذهب هدراً، ولن ارتاح إلا حينما أعرف من أطلق عليه النار".