قرار رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة القاضي بإعفاء الشباب الذين تجاوزوا الثلاثين من العمر أو سيتجاوزنه في نهاية العام الجاري من أداء الخدمة الوطنية، ما لم يكونوا قد أدوها من قبل خلّف موجة فرح عارمة في صفوف المعنيين الذين اعتبروها هدية من السماء، خصوصا أن وضع عدد كبير جدا منهم ظل غامضا، بسبب عدم تمكنهم من أداء واجبهم الوطني لسبب أو لآخر·· وقال كثيرون إن الرئيس أثبت بذلك أنه يصغي فعلا لانشغالات الشباب، علما أن آلاف الجامعيين الذين تجاوزوا الثلاثين بقوا "معلقين" بالتزام الخدمة الوطنية ولكن ظروفهم لم تسمح لهم بأدائه حتى جاء الفرج الرئاسي·· ويمكن اعتبار إعفاء البالغين ثلاثين سنة فما أكثر من أداء الخدمة الوطنية بمثابة هدية رئاسية لملايين الشباب، على اعتبار أن عدد المعنيين ب"العفو" يقدر حسب بعض المصادر بأزيد من أربعة ملايين شاب، ظلت وضعيتهم العالقة تجاه الخدمة الوطنية تشكل عائقا أمام إدماجهم المهني، واستكمال مشاريعهم الحياتية المختلفة·· ويؤشر "العفو الرئاسي" كذلك على رغبة قوية في تكريس احترافية مؤسسة الجيش الوطني الشعبي، من خلال الاعتماد أكثر على تكوين شباب أصغر سنا، وأكثر استعدادا للعمل العسكري· للإشارة فقد قرر رئيس الجمهورية التسوية النهائية لوضعية كل المواطنين الشباب البالغين 30 سنة فما فوق بتاريخ 31 ديسمبر 2011 والمؤهلين لتأدية الخدمة الوطنية والذين لم يؤدوها بعد حسبما جاء في بيان لرئاسة الجمهورية·