في ثالث يوم من زيارته إلى الناحية العسكرية الرابعة وبمقر قيادة الناحية، ترأس السيد الفريق أحمد ڤايد صالح نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي اجتماعا ضم إطارات وأفراد الناحية، وممثلين عن مختلف المصالح الأمنية والحماية المدنية والجمارك، أين ألقى كلمة توجيهية تابعها مستخدمو جميع وحدات الناحية عبر تقنية التحاضر عن بعد، جدد فيها التأكيد على الحرص الكبير الذي توليه قيادة الجيش الوطني الشعبي من أجل ضمان متطلبات أمن الجزائر ودفاعها الوطني: "إننا نحرص كثيرا على أن يكون الجهد الجهيد الذي يبذله الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني قلت، نحرص كثيرا، على أن يتفاعل ويتوافق أكثر فأكثر، مع متطلبات أمن الجزائر ودفاعها الوطني، ومع حماية استقلال بلادنا والدفاع عن سيادتها وسلامتها، وضمان وحدتها الترابية والشعبية. فعلى نفس هذا النهج وإتباعا لذات المسلك، فإنه يستوجب على قواتنا المسلحة في هذه المنطقة وفي كافة مناطق الوطن، بأن تولي المهام المخولة لها كل العناية التي تليق بها، بشكل يدفع الجميع ويحفزهم على أدائها على الوجه الأحسن وفي الوقت المناسب والحقيقي، بما يكفل بلوغ المردودية العالية والمطلوبة مهما كانت الظروف والأحوال. هذه المردودية التي ستزداد ثمارها أكثر فأكثر، بفعل ذلك الحس الوطني العالي والنهج العملي المتفاني واليقظة المستمرة التي تتميز، بل وتتفرد بها، التركيبة البشرية لقواتنا المسلحة بكافة فئاتها ومستوياتها، التي أدرك جيدا أنها تعرف كيف تستفيد من خزانها المعرفي ورصيدها العلمي، وهنا لابد لي من التنويه بالعناية الفائقة التي يمنحها فخامة السيد رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني، للجانب المعرفي والعلمي والتربوي والتعليمي والثقافي، هذه الرعاية التي يعكسها مضمون رسالته التي وجهها إلى الشعب الجزائري بمناسبة يوم العلم، داعيا أبناء الأمة إلى الاهتداء بنور العلم والمعرفة والاقتداء بالوعي الوطني الرفيع الذي اتسم به العلامة عبد الحميد بن باديس، وهي قيم نعمل في الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني على أن تكون منارة نهتدي بنورها ونحن نواصل شق طريق جهدنا العملي والتطويري الذي بلغنا به بفضل الله تعالى، مستويات رفيعة على أكثر من صعيد. ويقينا أنه ما كان لذلك أن يتحقق على هذا النحو الصائب بل والأمثل، لولا ذلك الجهد العظيم والعمل المتفاني والعقلاني الذي حرصنا على أن يبذل من طرف الجميع ودون استثناء، ولولا ذلك التنسيق الكامل والانسجام التام الذي عملنا على أن يتم بين الجميع، كل في نطاق مسؤولياته القيادية والتسييرية، وحدود صلاحياته العملية والمهنية، ومجالات تخصصه التقني والعلمي والمعرفي وحتى التحسيسي". وفي اجتماع ثان ضم قيادة وأركانات الناحية وقادة القطاعات العملياتية ومسؤولي المصالح الأمنية وقادة المؤسسات التكوينية والوحدات الكبرى، استمع خلاله السيد الفريق إلى عرض شامل حول إقليم الاختصاص قدمه اللواء الشريف عبد الرزاق، قائد الناحية العسكرية الرابعة، أسدى بعدها السيد الفريق جملة من التوصيات والتعليمات والتوجيهات تتعلق جميعها بضرورة الحفاظ على الجاهزية القتالية لوحدات الناحية في درجاتها العليا: يطيب لي أن ألتقي بكم، مرة أخرى، في هذا الاجتماع الذي أريد من خلاله أن أذكركم بأهم المحاور التي تمثل مضمون التوجيهات والتعليمات التي تخصكم كإطارات وقادة بمختلف مستوياتكم وحدود صلاحياتكم، طالبا منكم السهر على تطبيقها بصفة كاملة لأن أداءها على الوجه الأصوب يمثل العمود الفقري لبلوغ الأهداف المأمولة. فمهمتكم كإطارات قيادية تستوجب منكم منح هذا الجانب الأهمية التي تليق به، واحرصوا على إيلاء المهام المخولة لكم كل العناية التي تستحقها، بشكل يدفع الأفراد العسكريين بل ويحفزهم على أداء واجبهم على الوجه الأحسن وفي الوقت المناسب والحقيقي، بما يكفل بلوغ المردودية العالية والمطلوبة مهما كانت الظروف والأحوال، وهنا لا بد أن أؤكد على الدور التوعوي والتحسيسي وكذلك الجانب المعنوي وهي جوانب مهمة جدا، بل هي من أشد العوامل ذات الصلة بنجاح الأعمال، لهذا فإنني ألح كثيرا على أن تولوها الرعاية اللازمة".