أقدم صبيحة أمس سكان قرية وادي فالي الكائنة على بعد 3 كيلومترات جنوب غرب مدينة تيزي وزو على غلق الطريق الولائي رقم 128 في وجه حركة المرور وذلك تعبيرا عن تذمّرهم حيال سياسة التهميش واللاّ مبالاة التي تواجه بها السلطات المحلّية جملة مشاكلهم التي أقلّ ما توصف به أها خطيرة على حياتهم، خاصّة بعد تسجيل حالات وفيات غرق سنويا بفعل الأمطار الغزيرة التي تعرفها المنطقة المنحدرة والمحاذية للوادي· وأكّد السكان أنه منذ انطلاق أشغال إنجاز مجرى السيول وحتى بعد إنهائها فإن السيول تغمر سكناتهم وبدون انقطاع مع دخول كلّ موسم شتاء· غلق الطريق الذي جاء للمرّة الثانية بعد أقلّ من أسبوعين كان بعد تدخّل مصالح الحماية المدنية بتيزي وزو ليلة أوّل أمس في حدود منتصف الليل لإجلاء المواطنين الذين غمرت السيول الجارفة سكناتهم، وذلك بعد موجة الأمطار الغزيرة التي تهاطلت على المنطقة في الأيّام القليلة الأخيرة وتسبّبت في جرف الأوحال من المناطق المجاورة، خاصّة من الأرضيات التي تمّ تهيئتها لاحتضان بعض المشاريع المبرمجة للإنجاز في المدينةالجديدة المنتظر تشييدها على مستوى هذه القرية المنكوبة، وانصرافها نحو السكنات· هذه الأخيرة التي غمرت عن آخرها بالطمي والأوحال ومياه الأمطار، في فترة صاحبها انقطاع التيّار الكهربائي· ومع خطورة الوضع الذي عجز السكان عن التحكّم فيه، تمّ الاستنجاد بمصالح الحماية المدنية التي ساعدت المواطنين على تصريف المياه التي غمرت السكان وكذا إخراج المركبات إلى أماكن اكثر أمنا، إلاّ أن غزارة الأمطار التي لم تتوقّف طيلة 24 ساعة الأخيرة صعّبت من مهمّة رجال الحماية المدنية· يذكر أن الفياضانات التي تعرفها القرية بدأت منذ سنة 2007 وتتكرّر مع كلّ موسم شتاء، وقد سبق للسكان وأن راسلوا الجهات المعنية وطالبوا بتدخّل المسؤولين لحمايتهم من خطر الفياضانات، خاصّة وأن القرية كائنة على حافّة إحدى الأودية السبعة المهدّدة بالفياضانات عبر إقليم ولاية تيزي وزو، إلاّ إنه وإلى حدّ الساعة لم يتمّ اتّخاذ أيّ إجراء من شأنه حماية المواطنين وممتلكاتهم· وتجدر الإشارة إلى أن فياضانات ليلة أوّل أمس تسبّبت في خسائر مادية معتبرة، وطالب المحتجّون يوم أمس بضرورة الحصول على وعود ترى النّور في أقرب الآجال دون تسجيل ضحايا إضافيين، وكذا اتّخاذ إجراءات وقائية تجنّبهم الذعر المترصّد بهم عند تساقط أولى قطرات الأمطار· كما تجدر الإشارة إلى أن الخطوة الوحيدة التي قامت بها السلطات المحلّية عندما أقدم السكان على غلق الطريق منذ أسبوعين تتمثّل في إرسال عاملين قاما بتنظيف إحدى المجاري، ومن يومها لم يظهر للمسؤولين أثر رغم الوعود التي قطعوها، ليبقى الخطر يداهم السكان طيلة فصل الشتاء·