بعد أيام قلائل سيجتاز مئات الآلاف من التلاميذ امتحانات شهادة التعليم المتوسط وشهادة البكالوريا في ظروف خاصة وذلك بعدما تزامنت تواريخ هذه الامتحانات مع شهر رمضان المبارك وهذا يعني أن التلاميذ سيجتازون الامتحانات وهم صائمين ، ما جعل الكثير منهم يفكر في الافطار تزامنا مع ايام الامتحان ، ولم يتوقف هدا التفكير لدى التلاميذ فقط بل حتى اوليائهم يقترحون الافطار ، في حين حذر الائمة من الافطار بغير عذر شرعي لان الافطار أمر محرم شرعا ولا رخصة لجوازه. تعد الدراسة من أهم الاشياء التي يعتمد عليها الفرد من أجل تكوين مستقبله إلا أن طريق النجاح فيها صعبة وذلك بسبب الكثير من الامتحانات المصيرية التي يضطر الفرد إلى إجتيازها كإمتحانات نهاية التعليم المتوسط وإمتحان البكالوريا، وسيجتاز التلاميد الامتحانات هذه السنة في ظروف إستثنائية بسبب تزامنها مع شهر الصيام وهو الامر الذي جعل الكثير من التلاميذ يفكرون في الافطار أيام الامتحانات. تلاميذ يفكرون جدّيا في الافطار ! إلتقت"أخبار اليوم" مؤخرا بمجموعة من التلاميذ المقبلين على إجتياز إمتحانات البيام الذي حدد تاريخه يوم 4 جوان، وإمتحان البكالوريا الذي سيكون في الفترة الممتدة بين 11 و14 جاون المقبل، إلا أن معظم التلاميذ الذين قابلناهم يفكرون في الافطار أيام الامتحان، ومن بين هؤلاء"نورالهدى تسنيم" تلميذو تبلغ من العمر 19 سنة مقبلة على إجتياز شهادة البكالوريا للمرة الثانية على التوالي بعدما رسبت فيها العام الماضي، هذه الاخيرة أخبرتنا أنها تفكر وبجدية أن تفطر خلال الايام الثلاثة لامتحان وتقوم بعدها بقضائها بعد شهر رمضان مباشرة، وذلك بسبب خوفها الشديد من أن تشعر بالتعب والارهاق في تلك الفترة الحاسمة من حياتها وبالتالي يتشتت تفكيرها ولا تستطيع أن تحل مواضيع إمتحان البكالوريا، وترسب للمرة الثانية على التوالي، وهو الامر الذي سيكون بمثابة صدمة حقيقية بالنسبة لها. ولكن وعلى ما يبدو"نور الهدى تسنيم" ليست التلميذة الوحيدة التي تفكر في الافطار أيام الامتحانات بل غيرها من التلاميذ كثيرون، ومن بين هؤلاء التلميذ"هشام" الذي يبلغ من العمر 14 سنة هذا الاخير مقبل على إجتياز إمتحان شهادة نهاية التعليم المتوسط، هو أيضا متخوف من التعب والارهاق أيام الامتحان، كما أنه متخوف من الشعور بالعطش خصوصا إذا إرتفعت درجات الحرارة في تلك الايام وهو ما سيؤثر على تركيزه وبالتالي لن يستطيع إسترجاع المعلومات التي وراجعها طيلة السنة الدراسية لذلك قرر الافطار أيام الامتحانات. اولياء يحرضون ابنائهم على الافطار! والجدير بالذكر أن التلاميذ ليسوا وحدهم من باتوا مقتنعين بضرورة الافطار أيام الامتحانات بل حتى أولياء أمورهم الذين يشجعونهم على فعل ذلك، ومن بين الاولياء الذين يحثون ابنائهم على الافطار السيدة"عائشة"، أم لثلاثة اطفال في العقد الرابع من العمر، هذه الاخيرة سيجتاز إبنها الاكبر إمتحانات البيام يوم 4 جوان المقبل، وهي متخوفة جدا من تأثير الصيام عليه والذي ربما قد يضعف تفكيره ويجعل حل الاسئلة صعب عليه، لذلك طلبت من إبنها الافطار يوم الامتحان وقضائه بعد رمضان، وقد كانت حجة الام أن الله غفور رحيم وهو يعلم كل شيئ، إلا أن أبن السيدة"عائشة" لم يقتنع بفكرة الافطار وهو يصمم على الصيام خلال الامتحانات مؤكدا لامه أن الناجح لا يؤخره صيام أبدا. السيدة"عائشة" ليست الوحيدة التي تطلب من إبنها الافطار يوم الامتحانات الرسمية، بل حتى السيد"مراد" في العقد الخامس والذي لديه إبنان سيجتازان إمتحانات مصيرية هذه السنة فالبنت ستجتاز إمتحان البيام والابن سيجتاز إمتحان البكالوريا، طلب منهما أن لا يصومان أيام الامتحان ويفطران وذلك حتى يستطيعان التركيز ولا يؤثر الجوع والعطش عليهما، وحيب الاب فان الاجهاد من شأنه أن يجعل تفكيرهما يتشتت وقد يشعران بالتعب ولا يستطيعا حل الاسئلة لذلك طلب من أبنيه الافطار وقضاء تلك الايام بعد شهر رمضان. الشيخ جلول حجيمي:"لا يجوز الافطار دون مبرر شرعي" حتى تعرف ان كانت الشريعة الاسلامية قد رخصت وإجازت الافطار ايام الامتحانات ربطت"اخبار اليوم" أتصالا هاتفيا بالشيخ"جلول حجيمي"الامين العام للتنسيقية الوطنية للائمة، وامام مسجد فضيل الورثلاني بتلملي بالجزائرالعاصمة الذي أكد لنا بدوره ان الصيام لا يضر بالتلميذ أبدا بل فقط عندما تبلغ الضرورة مستواها مثل التأثر بالحرارة أو المرض أو اية عوامل اخرى، بل بالعكس حسب الشيخ حجيمي، من شأن الصيام ان يوفق التلميذ يوم الامتحان" وذلك مصداقا لقوله تعالى"أن تصوموا خير لكم". وقد أردف الشيخ انه ربما في الجنوب قد يضطر التلاميذ للافطار إذا كانت الحرارة فعلا مرتفعة قد تؤدي بهم إلى العطش الشديد ومن ثمة الافطار فهنا يجوز الافطار الآ أن هذا الجواز لا يعمم فحسب الشيخ"حجيمي" الشاذ لا يقاس عليه. الشيخ على عية: "على الممتحنين الصيام ليوفّقهم الله" من جهة أخرى ربطت"أخبار اليوم" أتصالا هاتفيا بالشيخ الامام"علي عية" الذي أكد لنا بدوره أن الافطار من أجل الامتحان لا يجوز ولا يجوز دون مبرر شرعي ، بل على الممتحن الصيام باخلاص حتى يوفقه الله واستغلال ساعات الصيام في الدعاء بالتوفيق، ولكن وحسب الشيخ الافطار يكون فقط إذا شق الصيام على التلميذ وشعر بتعب شديد يتوفق على اكمال يومه فالله في هذه الحالة أعطاه رخصة الافطار.