الظاهر أن أغلب رؤساء الفرق التي تنشط ضمن البطولة المحترفة يريدون استغلال فرصة تحرّك أعلى السلطات في الآونة الأخيرة بضخّ أموال طائلة لفائدة شريحة الشباب، والغرض من ذلك التقليل من متاعب هذه الشريحة الحسّاسة باستعمال هذه الورقة للضغط على السلطات الوصية لإنعاش خزينة فرقهم بأموال إضافية بحجّة أن فرقهم تسعى جاهدة إلى التكفّل بالمواهب الشابّة، والتي يعوّل عليها كثيرا لتكون خليفة الجيل الحالي في مختلف المنتخبات الوطنية· طبعا، من حقّ كلّ رئيس الدفاع عن المصلحة العامّة لفريقه، لكن بالمقابل لابد من الاعتراف بعدم القدرة على حلّ مشاكل فرقهم بدليل أن أغلب هؤلاء الرؤساء لم يتمكّنوا من جلب رجال أعمال بأتمّ معنى الكلمة لشراء أكبر عدد من أسهم الشركات الرياضية التابعة لفرقهم، لأن الاحتراف يتطلّب من الرؤساء المعنيين إقناع رجال الأعمال بتدعيم فرقهم ماليا وفقا لدفتر شروط الاحتراف وليس اللّجوء إلى الخزينة العمومية لحلّ الإشكال المطروح باستعمال ورقة التهديد بمقاطعة المنافسة الرّسمية لوضع السلطات الوصية أمام حتمية ضخّ الأموال في خزينة فرقهم في أقرب الآجال· صحيح أن الاحتراف يستهلك أموالا طائلة، لكن من الضروري محاسبة هؤلاء الرؤساء بشأن وجهة هذه الأموال التي ترصدها الدولة سنويا للفرق التي تدّعي أنها سطّرت برنامجا مكثّفا بغرض تكوين لاعبين، ومن ثمّة الاعتماد عليهم مستقبلا ضمن تشكيلة المنتخبات الوطنية، إلاّ أن بلوغ ذلك بات مستبعدا في ظلّ تواجد هؤلاء الرؤساء على رأس هذه الفرق التي وجدت صعوبة في النّصف الأوّل من مرور المرحلة الاحترافية لمواصلة مشوار البطولة نظير صرف أموال باهظة لانتداب لاعبين من العيار الثقيل نظريا، لكن ميدانيا عكس ذلك تماما بدليل أن مباريات الدور السادس عشر من منافسة السيّدة الكأس كشفت حقيقة مستوى هؤلاء اللاّعبين فوق المستطيل الأخضر في صورة فريق شباب بلوزداد الرئيس الجديد لجمعية الفرق المحترفة محفوظ قرباج ووجد صعوبة كبيرة في افتكاك تأشيرة التأهّل في منافسة الكأس على حساب فريق مغمور اسمه اتحاد الرباح يضمّ في صفوفه لاعبين كلّفوا خزينة النّادي المبلغ الذي منح للمستقدم الجديد عمّار عمور·· والحديث قياس·