بعد 55 سنة من استقلال الجزائر.. مؤرخون ومجاهدون ل أخبار اليوم : ** * زيارة ماكرون للجزائر لن تنصف الذاكرة يحتفل الشعب الجزائري غدا بالذكرى ال55 لعيد الاستقلال والشباب ذكرى عزيزة كتبت بأحرف من ذهب في ذاكرة بلد المليون ونصف مليون شهيد فهو تاريخ استعادة الحرية من مستعمر اغتصب وطننا وعمد طوال قرن ونصف على نشر كل أنواع الدمار والخراب سعيا لتجريد الجزائريين من هويتهم وأرضهم ولم يكتف بذلك بل جعل من الشعب حقلا تجارب لجرائم تصنف دوليا بجرائم ضد الإنسانية لا تزال تبعاتها إلى يومنا هذا. ككل سنة ستكون الذكرى مناسبة لسرد بطولات وامجاد الشهداء والمجاهدين الذين رفضوا سياسة القمع الفرنسي ووقفوا وقفة رجل واحد ضد فرنسا بعد أن فشلت جميع الحلول السياسية فتبنوا الثورة التي لفظت بالمحتل وراء البحر وأعادت للجزائريين حريتهم وكرامتهم ووطن يفتخر بأن راية النجمة والهلال بلون دم الشهداء ترفرف عالية في سمائه. وبحلول أي مناسبة وطنية تعود مسألة الذاكرة للطفو على السطح مجددا لأنها مطلب الأسرة الثورية والشعب الجزائري الذين يبحثون عن حقيقة تاريخهم الذي تحتفظ فرنسا بجزء كبير من أرشيفه وترفض تسليمه للجزائر بل سعت عبر جميع مؤسساتها الرسمية إلى تمجيد فترة احتلالها رغم المجازر التي ارتكبتها في حق الأبرياء. في هذه الذكر أجمع مجاهدون ومؤرخون في تصريح ل أخبار اليوم بأن فرنسا لن تخطو خطوة واحدة نحو مصالحة التاريخ وإخطار العالم بما حدث طيلة قرن ونصف من التقتيل والتنكيل بالجزائريين رغم خطاب المهادنة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون واعترافه خلال حملته الانتخابية بان فرنسا ارتكبت جرائم ضد الانسانية لكنه يبقى مجرد خطاب لاستمالة تعاطف الجالية الجزائرية للتصويت لصالحه لأنه عندما يصل الامر إلى فرنسا فسيتحد اليساريون واليمينيون معا للحفاظ على مكانة وعظمة بلادهم محملين السلطات الجزائرية جزء من المسؤولية لعدم تسجيل إرادة حقيقية لفضح وتجريم الاستعمار حيث يبدو واضحا أن فرنسا لن تعترف رسميا بجرائمها في الجزائر ولن تعتذر عنها على الأقل في الوقت الحالي. المجاهد محند بلحاج : الأسرة الثورية مصرة على محاسبة فرنسا على جرائمها وفي هذا الصدد أكد المجاهد والأمين الوطني بالمنظمة الوطنية للمجاهدين واعلي اعمر محند بلحاج على ضرورة مواصلة مسيرة تشييد البلاد من طرف الحكومة الجديدة والمجلس الجديد ولابد من عدم نسيان الشهداء الذين ضحوا على البلاد داعيا شباب اليوم إلى الاقتناع بان الاستقلال كان ثمرة كفاح وتضحية شبان في عمر الزهور وليس بتبرع من طرف ديغول كما تدعي بعض الأطراف المغرضة. وشدد المجاهد على أن الأسرة الثورية لاتزال مصرة على محاسبة فرنسا على جرائمها خاصة فيما يتعلق بتعويض جميع ضحاياها منذ أن وطأت قدم فرنساالجزائر في 1830 منها ضحايا التجارب النووية والاعتراف بهذه الجرائم أمام الشرعية الدولية متهما وسائل الإعلام الجزائرية بالتقاعس في الدفاع عن هذه المطالب مقارنة بالإعلام الفرنسي الذي يشن يوميا حملات للمطالبة بممتلكات الأقدام السوداء في الجزائر التي بنيت بعروق أجدادنا وعلى ترابنا. وتأسف المجاهد على الصمت المطبق من طرف السلطات الجزائرية إزاء مشروع تجريم الاستعمار وإجبار فرنسا على الاعتراف وتعويض الجزائريين الذين لا يزالون يعانون الي يومنا من التفجيرات النووية بالصحراء الجزائرية داعيا إياها إلى التحرك وإنهاء مشكل الذاكرة الذي لا يزال عالقا واستخدام جميع أساليب الضغط على الحكومة الفرنسية. رخيلة : ماكرون لن يحل مشكل الذاكرة الجزائرية الفرنسيه ووعود تبقى مجرد خطاب سياسي من جهته الباحث في تاريخ الحركة الوطنية والمحلل السياسي عامر رخيلة صرح: المعتاد في خطاب الحملات الانتخابية على المستوى الداخلي او الخارجي أنها تتضمن وعودن ولكن بمجرد وصول الواعد إلى تحقيق الغاية التي ترشح من اجلها تصبح تلك الوعود تخضع لاعتبارات داخلية إما تكون مشجعة لها أو مثبطة للواعد حتى لو كان له عزم وإرادة للوفاء بها وهو ما ينطبق على الرئيس الفرنسي الجديد (ماكرون) أين لاحظنا أنه تدرج في موضوع الذاكرة الجزائرية الفرنسية من الطرح المعتاد في فرنسا لما أعلن نيته في الترشح اين صرح بكلام لا يختلف عن باقي كلام الساسة الفرنسيين اين فاجأ الجزائريين قبل الطبقة السياسة الفرنسية بتصريح حول ماضي فرنسا والذي مس به إنسانية عند الجزائريين عندما وصف ما قام المستعمر بجرائم ضد الإنسانية وللضجة التي أحدثها بدأ بتهذيب خطابه وسعى لإعطاء وصف آخر غير جريمة ضد الإنسانية والآن الرئيس الفرنسي مقيد بواقع يتمثل بأنه حتى الملتفون حوله ومؤيديه لديهم أراء متباينة في موقف الاعتراف في الجرائم المرتكبة من طرف الجيوش النظامية الفرنسية ضد الشعب الجزائري . أوضح عضو المجلس الدستوري سابقا بأن انفتاح ماكرون والأسلوب السياسي الجديد الذي ينتهجه سيغطي بالنسبة الجزائريين مسألة التاريخ وستطغى العلاقات الاقتصادية العلاقات البينية وستواصل أعمال اللجان المشتركة ولن يحظى موضوع التاريخ بالأولوية مشددا بأنه لن يأت بالجديد في خصوص مسألة الذاكرة مثل سابقيه من الرؤساء لأن عندما يصل الأمر إلى مسألة الذاكرة المشتركة بين البلدين فيصبح اليساريون واليمنيون بالرغم من وجود قوى في اليسار مناصرة لوجوب إقرار الحقيقة التاريخية لكن ليس لديها تأثير كبير دون أن ننسى بأن الاعتراف والتجريم لا يعود لخطاب الرئيس ولقراراته بل يعود لموافقة المؤسسات الدستورية الفرنسية والمتمثلة في مجلس الشيوخ الفرنسي الجمعية الوطنية الفرنسية والتي تتبنى موقف واضح هو ترك الوضع على ما هو عليه عملا بقول الرئيس السابق ساركوزي سنترك التاريخ للمؤرخين مؤكدا ب؟أن الزيارة المرتقبة للرئيس الفرنسي للجزائر سيطغى عليها الجانب الاقتصادي. الجزائر لم تحقق الأهداف الاقتصادية للثورة بعد 55 سنة من الاستقلال وأكد رخيلة بأن السلطات الفرنسية مدركة بعدم وجود ارادة حقيقية للسلطة السياسية الجزائرية للضغط عليها اقتصاديا وسياسيا في اتجاه الإقرار والاعتراف بجرائمها مستبعدا فتح فرنسا للأرشيف مستدلا بتصريح المدير العام للأرشيف الفرنسي الذي قال بأنه لديه السيادة الكاملة على الأرشيف ولا توجد أي مؤسسة فرنسية تجبره على فتحه أو تسليمه للجزائريين. وطالب رخيلة من السلطات فتح ملف ثروات الجزائر التي سلبها المستعمر الفرنسي التي طواها النسيان منها خزينة الجزائر من نقود ذهبية وفضية التي تقدر بملايير الفرنك الفرنسي فضلا على أجساد الشهداء ورؤوس المقاومة مثمنا خطوة وزير المجاهدين الطيب زيتوني في صدد ارجاع رفاث وجماجم رجال المقاومة غير أنه عاتب على السلطة عدم دعمه ومساندته في هذه المسألة. وانتقد قرار رئيس المجلس الشعبي الأسبق عبد العزيز زياري القاضي بعدم اختصاص السلطة التشريعية في موضوع التاريخ وتجميد مشروع النواب فيما يخص تجريم الاستعمار لأن البرلمان الفرنسي هو من وضع مشروع تمجيد الاستعمار لأن مسألة التاريخ ليس حكرا على السلطة التنفيذية بل من مهما المجتمع المدني والحركات الجمعوية. من الزاوية التاريخية المبادئ التي رسمت في بينا نوفمبر 1954 حققت خلال الثورة التحريرية اما اهداف الاستقلال هناك ثلاثية ظلت مطروحة إلى اليوم تتمثل في التخلص من التبعية للمصدر الوحيد للتنمية الاقتصادية وهو المحروقات وفي وجوب تعريب الإدارة خطوات جبارة لا ينكرها إلا جاحد تم انجازها في هذا المجال لكن ليس في مستوى كامل الطموحات وفي كتابة التاريخ اين خضع التاريخ للسياسة اين سجلنا الاستغلال السياسي للشرعية الثورية فالكثير من الصفحات المؤرخة كتبت من رؤية واحدة. بورقعة: لابد من تصحيح تاريخ الاستقلال أما المجاهد لخضر بورقعة فقد حثّ على ضرورة تصحيح تاريخ الاستقلال الذي كان في 03 جويلية 1962 وليس في الخامس منه قبل الحديث عن مطالب الأسرة الثورية التي لم تجد لها أذانا صاغية من طرف الجهات الرسمية بالجزائر والمتمثلة بضرورة الضغط على فرنسا من اجل الاعتراف بجرائمها وتسليم الجزائر ارشيفها مشيرا إلى ان الرئيس الفرنسي الجديد لن يختلف طرحه في مسألة التاريخ عن باقي الرؤساء السابقين لأن دمه فرنسي وليس جزائري حتى ينصب نفسه محاميا عن الجزائريين. وحث رائد الثورة التحريرية على ضرورة الحفاظ على الاستقلال الوطني الذي جاء بفضل التضحيات الجسام أمام التهديدات التي تتربص بالسيادة الوطنية والوحدة الترابية للجزائر التي كان بيان أول نوفمبر ووثائق الثورة التحريرية تلح عليها.