ترى الأسرة الثورية أن وصول الشاب ايمانويل ماكرون، إلى قصر الاليزي هو أفضل خيار بالنسبة للجزائر مقارنة مع غريمته مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان، خاصة فيما يتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين وملف الذاكرة، في حين طالبت الحكومة المقبلة باستغلال فرصة فوز هذا الأخير لإعادة فتح مشروع قانون تجريم الاستعمار الذي "أقبر وأعدم قبل أن يرى النور" على حد وصفهم. وعلقت الأسرة الثورية على الانتخابات الفرنسية ووصول المرشح الأوفر حظا إيمانويل ماكرون إلى قصر الاليزي بعد فوزه على مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان، بنوع من الأمل والحذر في نفس الوقت، حيث يرى رئيس المنظمة الوطنية لأبناء المجاهدين خالفة مبارك أن فوز مرشح التيار الوسطي في فرنسا ايمانويل ماكرون بالانتخابات الرئاسية، سيكون بمثابة الفرصة الثمينة للجزائريين لإعادة فتح ملف تجريم الاستعمار، الذي يعد أخطر الملفات التي تنتظر هذا الأخير، الذي سبق له، وان صرح لدى مجيئه إلى الجزائر في إطار الحملة الرئاسية، أن الاستعمار الفرنسي في الجزائر هو جريمة ضد الإنسانية. وأضاف المتحدث في تصريح ل"الشروق" انه بالرغم من اختلاف الرؤى بين الطرفين في العديد من المسائل، إلا أن جناح ماكرون يعد الأحسن مقارنة باليمين المتطرف الذي تتزعمه مارين لوبان، التي سبق وأن أبدت مواقف معادية للجزائر وللذاكرة التاريخية، قائلا: "فوز مانويل ماكرون برئاسة الفرنسية سيكون محطة مهمة في العلاقات بين البلدين، خاصة في ظل وجود العديد من الملفات المطروحة على غرار ملف الذاكرة..". من جانبه، طالب رئيس المنظمة الوطنية لأبناء الشهداء الطيب الهواري، الحكومة المقبلة، باستغلال فرصة فوز ايمانويل ماكرون بالانتخابات، للتقدم بخطوة نحو الأمام في مشروع تجريم الاستعمار، وقال الهواري في تصريح ل"الشروق" إن ملف الذاكرة يعتبر من أهم القضايا التي يجب إعادة فتحها والنظر فيها من جديد، خاصة وان المشروع العالق على - حد قوله - ليس خاصا بحزب ما أو مجموعة معينة، مضيفا "البرلمان القادم عليه الإسراع في إعادة طرحه، لاسيما بعد فوز ايمانويل ماكرون الذي أبدى رغبة في إعادة فتح الملف"، وتصريحاته الأخيرة بخصوص "الماضي الاستعماري وضرورة التخلص منه دليل على ذلك". من جانبه، علق المؤرخ والدكتور محمد قورصو على فوز ماكرون، وتأثير ذلك على العلاقات الجزائرية الفرنسية، بالقول "إن الجزائر أمام فرصة لإعادة بعث ملف الذاكرة، خاصة وأننا لم نتمكن منذ سنين من فرض رأينا ولم نقدم مبادرة في هذا الشأن، وكل المشاريع المقدمة أقبرت وأعدمت في المهد". وأضاف قورصو أن غياب الإرادة السياسية لدى مسؤولينا هي أحد أسباب تأخير بعث هذا المشروع، داعيا في هذا الصدد الجميع إلى استغلال وصول ماكرون إلى منصب الرئاسة في فرنسا لإعادة بعثه من جديد، قائلا: "تصريح ماكرون شجاع، لم يدل به أي مرشح أو رئيس فرنسي بالرغم من التعديلات التي عرفها على خلفية الانتقادات التي طالته، لاسيما من طرف اليمين المتطرف، لذا على مسؤولينا استغلال الفرصة وفتح ملف الذاكرة من جديد".