بعد افتتاح موسم الأعراس حركية واسعة تشهدها الأسواق الكبرى * محلات الأثاث وجهاز العروس مقصد العائلات اعتادت الأسر الجزائرية التحضير لأعراسها قبل حلولها بأشهر فكما يقول المثل الشعبي (عرس ليلة تدبيرو عام) لاسيما مع المظاهر التي باتت تغزو الأعراس والتي تعكس التفاخر والتباهي بين الأسر في كراء أفخم القاعات وتنظيم أرقى عشاء من توقيع أشهر الطباخين بحيث انطلق موسم الأفراح والأعراس مباشرة بعد انقضاء الشهر الفضيل ومنذ الأسبوع الأول وانطلقت مواكب الزفاف عبر الطرقات كما تعرف الأسواق والمحلات الكبرى المختصة في جهاز العروس إقبالا من طرف العائلات التي تحضّر لأعراسها. نسيمة خباجة حركة غير عادية تشهدها النواحي الكبرى بالعاصمة والمختصة في بيع مستلزمات العروس وكذا محلات بيع الأثاث وغرف النوم من دون أن ننسى محلات لوازم الحلويات وهي كلها محلات تتعلق بولائم وأفراح الأسر الجزائرية من أجل التحضير لتصديرة وجهاز العروس وكذا تجهيز غرفة العرسان وإعداد الحلويات. وبعد انطلاق موسم الأفراح هبت العائلات إلى التحضير على قدم وساق لتلك الولائم السعيدة والفرحة الكبيرة بدخول الأبناء إلى القفص الذهبي. لهيب الأسعار يضاعف الأعباء بعد الخروج من الميزانية الكبرى المتعلقة برمضان وعيد الفطر وجدت بعض العائلات نفسها في مواجهة ميزانية أضخم ألا وهي ميزانية الأعراس بالنسبة للمقبلين على إقامة أفراح أبنائهم خاصة وأن اللهيب مس كل مستلزمات العروس على غرار الألبسة والأفرشة والإكسسوارات وهو ما عبرت به بعض السيدات على مستوى زنيقة العرايس بساحة الشهداء إذ أجمعن على ارتفاع الأسعار حتى بتلك الناحية التي تعرف نوعا ما معقولية الأسعار على حد قول السيدة فضيلة التي تحضر لزواج ابنتها شهر أوت المقبل إذ قالت إن ألبسة العروس نار لاسيما بعض أنواع القماش الذي يلزم في التصديرة إذ يصل ثمنه إلى 4000 و5000 دينار. وأضافت أن ابنتها تنقصها جبة سطيف وهي مجبرة على شراء نوعين من القماش وفق ما تتطلبه خياطة الجبة وكلفها ذلك مبلغ 8000 دينار أما عن الأزياء الأخرى فقالت إن الأطقم البيضاء المخصصة لافتتاح التصديرة وصل ثمنها إلى مليون ونصف المليون سنتيم وهو مبلغ مرتفع وكانت الخياطة طريقا سهلا للعرائس لإنقاص التكاليف. نفس ما عبرت به إلهام المقبلة على الزواج بعد أيام قلائل إذ قالت إن الأسعار هي نار واغتنم بعض التجار افتتاح موسم الأعراس لإلهاب جيوب العائلات المقبلة على تزويج بناتها وأبنائها وأضافت أن بعض الحاجيات التي تنقصها كلفتها مبلغ 2 مليون سنتيم وهي كلها حاجيات بسيطة كلوازم الحمام والحناء نظرا للهيب المعلن من طرف التجار. غرف النوم التركية تخطف الأضواء غرف النوم أو غرفة الأحلام هي من بين الأمور التي يركز عليها العرسان خاصة وأنها ترافقهم طيلة مشوار حياتهم الزوجية وبذلك تعرف المحلات المختصة في بيع الأثاث إقبالا منقطع النظير من طرف الشبان وخطيباتهم لاختيار أرقى وأجود نوع وعرفت محلات بيع الأثاث التركي إقبالا منقطع النظير بعد أن مال الكل إلى ذلك النوع من الأثاث الدي يعرف بجودته وصلابته وكذا جماليته بحيث تراجع الإقبال على غرف النوم المصرية والإيطالية والأندونيسية وحتى المحلية أمام غرف النوم التركية التي خطفت عقول العرائس والعرسان وهو ما أوضحه لنا شاب مقبل على الزواج كان برفقة خطيبته إذ قال إنه وقع اختياره على غرفة نوم تركية ونالت إعجاب خطيبته التي تتأثر كثيرا بالغرف التي تراها في المسلسلات التركية ومن معاييرها التنميق المضاعف والصلابة وجودة الخشب كما أن لونها الأبيض الممزوج بالذهبي يبهر الأعين أما عن السعر فقال إن كلفته 30 مليون سنتيم وهو غير نادم على السعر مادام أنها سترافقه طيلة مشوار حياته وضمن له البائع بقاءها على حالها لمدة 20 سنة. وقد انتشرت محلات بيع الأثاث المختصة في الأثاث التركي في الجزائر العاصمة بالنظر إلى الطلب الكبير عليه خاصة وأن تصاميمه رائعة وتتراوح أسرته بين الأسرّة المستطيلة والدائرية أما ألوانه فهي تتراوح بين الأبيض والأسود والذهبي. جهود مضنية للظفر بقاعة حفلات العائق الوحيد الذي يواجه أصحاب الأعراس هو الاكتظاظ الحاصل على الحجوز في قاعات الحفلات بحيث أن الأسر المتأخرة لم تستطع الظفر بقاعة حفلات واحتارت من الدوران في حلقة مفرغة خاصة الحجوز خلال العطل الأسبوعية إذ تحبذ الكثير من العائلات الجزائرية إقامةأاعراسها يومي الجمعة أو السبت من أجل ضمان حضور كل المدعويين بما أنهم في عطلة أما الأيام الأخرى فغير مستحبة إلا أن بعض العائلات خضعت للأمر الواقع عليها وقبلت بأي يوم في الأسبوع المهم الظفر بقاعة زفاف لإقامة عرس البنت أو الابن وهو ما عبرت به السيدة رشيدة المقبلة على إقامة عرس ابنها الوحيد إذ قالت إنها تأخرت في حجز القاعة وتعبت كثيرا بعد الحوم على الكثير من القاعات خلال شهر رمضان من أجل الحجز خاصة وأن عرس ابنها في شهر سبتمبر القادم إلا أنها ظفرت بإحداها لكنها ضاعفت مبلغ الحجز خصوصا وأن اليوم الممنوح لها صادف يوم السبت وهو يوم عطلة فأجبرها صاحب القاعة على دفع مليون سنتيم إضافي لأن إقامة العرس خلال العطلة الأسبوعية تختلف تكلفته عن باقي الأيام.