تشهد محلات بيع الأثاث خلال فصل الصيف موسم الأفراح والأعراس إقبالا منقطع النظير من قبل المقبلين على دخول القفص الذهبي والساعين لاختيار أجمل وأفضل غرف النوم، وبعد أن كانت غرف النوم المصرية المذهبة،الإيطالية، الاندونيسية والماليزية هي الخيار الأول بالنسبة للعديد من العرسان في السنوات الماضية، يأتي الدور هذه السنة على غرف النوم التركية لتزيحهم جميعا من الصدارة. يفضل العديد من المقبلين على الزواج اعتماد الموضة والموديلات الرائجة خلال اختيارهم لغرف النوم، فبعد أن كانت في السابق هذه الغرف تختار لصلابتها ونوعية وجودة الخشب المصنوعة منه حتى ترافقهم طيلة مشوار حياتهم الزوجية ولا يتخلون عنها إلا بعد وفاتهم، أصبحت الألوان الأبيض بمختلف درجاته، الأسود، البني وشكل الغرفة هي المعايير التي يعتمدون عليها الأزواج الجدد مع حرصهم على تغيير الغرفة كلما ظهرت موضة جديدة. ولأن المسلسلات التركية غزت المجتمع الجزائري فقد مهدت الطريق أمام جميع منتجاتهم حتى غرف نومهم تلقى رواجا كبيرا هذه الصائفة، وهو ما لمسناه من خلال جولتنا في بعض محلات بيع الأثاث في عين النعجة ودالي إبراهيم أين تتوافر أشكال مختلفة من غرف النوم بأسرة مستديرة ومستطيلة ومنخفضة بألوان مختلفة. تقول "سلوى"، مقبلة على الزواج في مطلع شهر أكتوبر القادم، أنها قصدت المحل رفقة حماتها وشقيقتها لمعاينة غرف النوم بعد أن سئم زوجها من اللف والدوران معها على المحلات التجارية لاختيار غرفة النوم التي لطالما حلمت بها فأسند المهمة لها ولوالدته، وتواصل أنها ترغب في غرفة نوم تركية عصرية جدا تشبه غرفة نوم صديقتها التي تزوجت قبل أشهر ولن تهدأ حتى تجد واحدة مثلها. لتتدخل حماتها بأن غرفة النوم كانت أمر محرجا في السابق يقوم والد العريس بالاستعانة بأحد النجارين لتفصيلها، لكن الحياء على حد قولها تلاشى وهو ما جعل العرسان يصرون على الخروج بمفردهم لاختيارها. ولعل مبالغة السيدات في إملاء شروطهن على الزوج المسكين والذي أثقلت مصاريف الخطوبة والزفاف كاهله لتكون شروط غرفة النوم الضربة القاضية، وهو الخلاف الذي تأجج بين "عادل" وزوجته وكاد يصل إلى ما لا تحمد عقباه لولا تدخل بعض الأهل، فقد اتفق أصدقائه على جمع المال وإهدائه غرفة نوم وقصدوا أحد النجارين ودفعوا له عربون قدره 10 ملايين سنتيم على أن يمنحوه نفس المبلغ بعد إكمال الغرفة، لكن خطيبته رفضت ذلك واشترطت عليه غرفة نوم تركية كانت قد شاهدتها وصممت على رأيها وخيرته بينها وبين الغرفة، وبعد أخذ ورد اتفقا على اقتناء غرفة نوم تركية والأخرى التي أهداه إياها أصدقائه منحها لشقيقه الذي كان زفافه بعده بأشهر. وحول الموضوع، ذكر "محمد" صاحب شركة أحسن للأثاث بسطيف، أنه منذ حوالي 5 سنوات يعرف الأثاث التركي بمختلف أنواعه إقبالا منقطع النظير وبالأخص غرف النوم، نظرا لجودته وتنوع موديلاته وتصميماته فهو يعد اكتشافا جديدا للجزائريين الذين سئموا من المنتجات الصينية الرديئة الجودة، وأردف محدثنا أن الأثاث التركي يتميز بصلابته وقدرته على التحمل والصمود فغرف النوم تدوم حوالي 15 أو 20 سنة، وأسعارها تتراوح مابين 20 و30 مليون سنتيم والتركيب على حساب الشركة، مكملا أن لدى مؤسستهم 16 موديلا ومن المنتظر أن يتم جلب 4 موديلات أخرى نهاية الشهر الجاري، واستطرد محدثنا أن تجارة الأثاث التركي عرفت ازدهارا كبيرا وبالأخص في العاصمة حيث يوجد أزيد من 20 محلا متخصص في بيع الأثاث التركي.