يملأن المحلات بأكلات تقليدية منتجة بالبيوت نسوة يخضن غمار العمل من البيوت لم يعد مفهوم المرأة العاملة يقتصر على تلك التي تخرج من البيت كل يوم لمزاولة مهنة معينة وإنما تنافسها سيدات من البيوت أبين إلا خوض غمار العمل من بيوتهن واخترن إعداد وتحضير بعض الأكلات التقليدية التي ذاع صيتها ويتم ترويجها عبر المحلات فربما العوز والحاجة وانعدام فرص العمل أجبرت هؤلاء على الكسب بعرق جبينهن لإعالة أبنائهن ومساعدة أزواجهن في الأعباء المنزلية الثقيلة. نسيمة خباجة تتنوع منتوجاتهم المنزلية فمن الرشتة والمحاجب إلى حلوة الطابع والأبراج إلى الكسكس المفتول وخبز المطلوع بالإضافة إلى الكسرة والحلويات الجافة... تلك المنتجات التي بتنا نصادفها عبر رفوف مختلف المحلات المختصة في بيع المواد الغذائية أو الدواجن وحتى القصابات التي راحت إلى عرض منتجات منزلية على غرار الرشتة والبركوكس والطعام المفتول والديول بحيث امتلات أغلب المحلات التجارية وحتى السوبيرات التي تتنوع فيها أرقى المنتجات المحلية والمستوردة بتلك المنتوجات المنزلية المنتجة بطريقة تقليدية ويكثر عليها الطلب. طلب كبير على المنتجات المنزلية أضحت المنتجات الغذائية المنزلية تضاهي المنتجات الصناعية فالكل أضحى يميل إلى كل ما هو طبيعي منتج بالبيت على غرار الخبز التقليدية كالمطلوع والكسرة إلى جانب بعض الاكلات الحلوة كالإبراج والرفيس من دون أن ننسى بعض العجائن التي تدخل في إعداد بعض الكيفيات على غرار الرشتة والمسمّن لإعداد الشخشوخة بحيث تعرف إقبالا واسعا بعد أن اجتهدت في تحضيرها نسوة عاملات بالبيوت وعرضنها عبر المحلات التي اكتسب أصحابها زبائن دائمين يطلبون تلك المواد ويجمعون أنها ذات نكهة وجيدة الصنع وهو ما أوضحه لنا صاحب سوبيرات بالعاصمة إذ قال إنه خصص زاوية من محله الكبير إلى تلك المنتجات المنزلية تجلبها له النسوة وهي في معظمها كيفيات تقليدية على غرار خبز المطلوع والكسرة والأبراج بالتمر وحتى حلوة الطابع باتت مطلوبة من الزبائن وأضاف أنه يروج لنسوة يجتهدن في تحضير تلك الأكلات وهي أكلات نظيفة ومغلفة تغليفا محكما لكسب ثقة الزبائن كما أن السلعة تطير في لمح البصر بالنظر إلى النكهة المميزة لتلك الأكلات وعن السعر قال إنه يضيف في كل نوع ما بين 15 إلى 20 دينارا زيادة عن السعر الأصلي لاقتناء المواد من عند النسوة بغرض تحقيق هامش الربح. مصدر استرزاق النسوة تلك الحرف المنزلية شكلت مصدر استرزاق الكثير من النسوة اللواتي اخترن المكوث بالبيت وفي نفس الوقت ممارسة حرف لإعالة أسرهن بمداخيلها فهي مهن وليدة الحاجة وانعدام فرص العمل كما أنها تعكس مهارة وتفاني هؤلاء النسوة اللواتي اجتهدن لتحقيق الكسب الحلال منهن السيدة فاطمة التي تبلغ من العمر 50 سنة هي حرفية في صناعة الحلويات والكيفيات التقليدية تكونت في المجال لمدة عامين وحصلت على شهادة التخرج بتقدير جيد جدا بعدها عملت ببعض المخابز في العاصمة إلا أنها تعبت من التنقل إضافة إلى أعبائها الأسرية كما أن الأجر الممنوح لا يعادل تعبها وجهدها المضني في إعداد أرقى الحلويات التقليدية والعصرية ففكرت في حيلة أخرى ولم تجد هناك أفضل من ممارسة حرفتها في بيتها فهي بالإضافة إلى حجوز الحلويات في المناسبات والأعراس من طرف العائلات تقوم بإعداد بعض المعجنات التقليدية وتروجها عبر المحلات بالإضافة إلى بعض الحلويات الجافة المطلوبة من أصحاب المحلات على غرار حلوة الطابع والكروكي والتارت بحيث تعدها وتغلفها وكأنها منتجات صناعية إلا أنها تضاهيها في النكهة والسعر المعقول واعتادت على العمل من البيت ووجدت نفسها مرتاحة أكثر كما أن المداخيل تمسكها بطريقة مباشرة نظير مجهودها وهي مداخيل لا بأس بها وعلى الأقل تعادل مجهودها وتفانيها في إعداد مختلف الكيفيات التقليدية وتوزيعها على المحلات وكسب زبائن دائمين تتعامل معهم منذ أكثر من 7 سنوات. وبذلك اختارت هؤلاء النسوة خوض غمار العمل من بيوتهن ووجدن ذلك أريح لهن بعد أن أبدعت أناملهن أشهى وأروع الكيفيات التي أسالت لعاب الزبائن ولفتت انتباههم عبر رفوف المحلات.