بقلم: ناصر السهلي أكثر ما يلفت الانتباه في تدفق بعض التصريحات العربية حول فلسطين وخصوصاً بعد قمة الرياض هو التصنيف الصريح للحركات الفلسطينية بمسميات لم تكن بهذه العلنية في السابق. ما يبدو في سيل التعبير عن المواقف تارة من موسكو وواشنطن وآخرها وربما ليس نهاية هذا الموسم من عاصمة المليون ونصف المليون شهيد من الجزائر أنها تكاد تتحول إلى ثقافة سياسية تقرأ من قاموس سياسي واحد. سفير السعودية يخبرنا عبر تلفزيون جزائري أن حركة حماس مصنفة إرهابية وللشرح نأخذ علماً بالدرس الثوري لسعادته عن فنادق خمس نجوم وعن مقاومة منظمة التحرير الفلسطينية. ويبدو أن المستمع من دون أن يدقق بالمتحدث سيظن أنه أمام شخص خارج للتو من خندق معركة ينفض عن جسده غبارها. وعن المقاومة التي يقصدها يبدو أنها من النوع الذي لا يقبل به حتى الاحتلال في تصنيف محمود عباس نفسه رغم كل التنسيق الأمني والإدمان التفاوضي سراً وعلانية. فبعض العرب وقد بات إدمان استرضاء بوصلة تل أبيب وواشنطن مهنة الدبلوماسية والسياسة والإعلام يجدون متعة في زمننا الحالي زمن التمزق والانحدار في قيمة ووزن العرب بتبني تصنيفات وخطابات تتجاوز هذا الزمن إلى الزمن الذي يخططون له. وبالرغم من أن الجزائريين (شعباً حراً وقوى حية) قالوا ما يجب أن يقال عن فلسطين وحركة تخص شعبها سواء كانت مقاومة أو غير ذلك فإن ما ينقص المشهد المأساوي هو غياب حقيقي لحركة التحرر الوطني الفلسطيني لتقول كلمة واحدة على الأقل في جانبي الاستخفاف تارة والمتاجرة في أخرى باسم فلسطين. ذلك الغياب وهو ليس جديداً مستمر منذ اندلاع الربيع العربي على الأقل في تجاذب صادم عن فلسطين وركوب ظهرها أمر لا يقل خطورة في مناكفة رام الله وغزة وعقلية رجل الأمن الذي يفرك يديه فرحاً في درس الانتهازية المتأصل ليعيد تسويق نفسه كما تشتهي سفن تل أبيب وعواصم الممانعة الجديدة التي رأت في الدوحة حليفاً لإسرائيل من جهة في البيان المنتحل فجر 24 ماي وداعمة للإرهاب الحمساوي على الجهة الأخرى. تسويق يُصمت عليه وللأسف أن سفراء باتوا مرجعية في إفهام الشعب الفلسطيني (كيف تكون المقاومة) بينما ذات منظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني وجدت نفسها وقد استقالت عن مهمتها للأسف منذ أن صارت أوسلو البقرة المقدسة في التاريخ الفلسطيني الحديث.