أقدمت مساء أوّل أمس في حدود الخامسة ونصف مساء مجموعة من اللصوص والمتسكّعين على اعتراض سبيل المارّة القادمين من العاصمة باتجاه ولاية تيزي وزو وبجاية على مستوى الطريق الوطني رقم 12، وبالتحديد بالقرب من مقرّ الحماية المدنية لبلدية برج منايل، مستعملين مختلف أنواع الأسلحة البيضاء من سيوف وخناجر وقنابل مسيلة للدموع وبوجوه مقنّعة مستغلّين الحركة الاحتجاجية التي أغلق الطريق بسببها وقاموا بتجريد المارّة من ممتلكاتهم المتمثّلة في النّقود والهاوتف النقّالة والمصوغات الذهبية وغيرها من الأمتعة التي كانت بحوزة المسافرين، خاصّة وأن حافلات النّقل الجماعي كانت من ضمن المركبات المستهدفة· حيث اضطرّ المارّة تحت طائلة التهديد بالأسلحة البيضاء إلى الرّضوخ لطلبات السارقين، الأمر الذي أثار حالة من الذعر والخوف المصحوب بالاستياء في وسط المسافرين الذين تعرّض الكثير منهم للضرب المبرح في وضح النّهار وسط الغياب التامّ لعناصر الأمن· حيث طالب مستعملو الطريق الوطني رقم 12 على وجه الخصوص كونه الطريق الأكثر عرضة للغلق من طرف المواطنين بولايتي تيزي وزو وبومرداس بضرورة توفير الأمن والحماية عند كلّ حركة مماثلة· وأكّد العديد من المارّة أن العملية هذه لا تعدّ الأولى من نوعها، حيث يفرض المجرمون قانونهم الخاصّ في مثل هذه الأزمات مستغلّين فرصة انشغال المواطنين بطرح مشاكلهم على المسؤولين لتنفيذ اعتداءاتهم الإجرامية التي باتت لا تقلّ خطرا عن تلك الإرهابية· وصرّح أحد النّاجين إن صحّ التعبير من العملية الإجرامية ليوم أمس "بأن مثل هذه الاعتداءات كنّا نتوقّعها عند كلّ منعرج خطير في مرتفعات منطقة القبائل التي انتشرت في ها الحواجز المزيّفة المتبنّية من طرف الجماعات الإرهابية أو الإجرامية النّاشطة تحت رايتها، أمّا أن نتعرّض لمثل هذه المواقف الخطيرة الماسّة بأمن المواطن والوطن معا في وضح النّهار وفي طريق كالطريق الوطني رقم 12 الذي لا يعدّ منعزلا أو خاليا فإنه انفلات للوضع بشكل واضح"· ودقّ المواطنون ناقوس الخطر الذي يداهمهم، حيث لم يعد في مقدور العائلات التنقّل إلى العاصمة عبر هذا الطريق الذي يعدّ العصب النّابض لحركة المرور ما دام قانون الغابة قد وجد لنفسه مكانا مناسبا له على مستواه·