بقلم: ياسر الزعاترة* لم يعد ترامب يتحدث من جديد عن _صفقة القرنس التي وعد بها في الصراع العربي الإسرائيلي ومن تحدثوا عن الحل الإقليمي أيضا كجزء من الصفقة أو تلخيص لها سكتوا إلى حد كبير. وحين يتحدث صهر ترامب (كوشنر) وهو الأقرب إلى الصهاينة بيأس عن الحل حسب تسريب له فهذا يعني أن نصيب ترامب على هذا الصعيد لن يتجاوز نصيب أسلافه فهنا ثمة صراع لا يمكن حله ببساطة والسبب بكل تأكيد لا صلة له بالعرب الذين عبروا مرارا عن الجاهزية لذلك ولا صلة له بالقيادة الفلسطينية التي قدمت للكيان الصهيوني عرضا أفضل من المبادرة العربية كما في مفاوضاتها مع _أولمرت وليفنيس بل يتعلق بسقف التنازلات التي يمكن أن يقبل بها الكيان والتي تتمثل عقدتها الأكبر في قضية القدس فضلا عن الأراضي والسيادة بدرجة ثانية. رموز _صفقة القرنس يتخبطون في أزماتهم فترامب لا زال يعاني من استعصاء الدولة العميقة عليهم بل استخفافها به عمليا كما تأكد من خلال تصويت الكونغرس على مشروع العقوبات على روسيا والذي وصفه بأنه _معيبس فضلا عن _أوباما كيرس وسوى ذلك من تسخيف الإعلام اليومي له وهو لا يجد أولوية أخرى غير تثبيت وجوده في كرسي الرئاسة والذي لا زال برسم التكهنات رغم مضي 7 أشهر عليه. نتنياهو بدوره يعاني من قصص الفساد التي تلاحقه والتي تبدو أكثر جدية هذه المرة وتضع مصيره وأقله مصير حكومته على كف عفريت. أما صهر ترامب العزيز وعراب الصفقة المفترض (كوشنر) فنقلنا رأيه من قبل وهو أيضا متهم بالتواصل مع الروس وعقد صفقات معهم. ليس هذا فحسب فقد كان لأحداث المسجد الأقصى والهبة العظيمة التي فجّرها الفلسطينيون وختموها بفرض التراجع على الاحتلال كان لها دور كبير في إهالة التراب على قصة الصفقة ومعها الحل الإقليمي فهي (الهبّة) لم تتوقف عند إحراج السلطة وفرض موقف مختلف ولو نسبيا عليها بل أحرجت العرب أيضا وجعلت فكرة التطبيع مع العدو أكثر تجريما. لهذه القضية المقدسة طقوسها وهنا أيضا على هذه الأرض شعب لا زال يفاجئ العالم ببطولاته. ومن خاضوا كل تلك المواجهات وفرضوا التراجع على العدو من أجل بوابات إلكترونية وضعت على مداخل الأقصى لن يمرروا أبدا صفقة تمنح السيادة عليه للغزاة فضلا عن التنازل عن القدس الشرقية. كما أنهم ليسوا من السذاجة بحيث يقبلون بحلول مؤقتة تمهد لذلك أيضا وهم يدركون ما تعنيه على القضية وإمكانية تصفيتها. فلسطين كانت ولا تزال بوصلة الأمة وإذا كان التفاعل العربي والإسلامي مع غضبة الأقصى دون المطلوب فإن مرد ذلك للوضع المتوتر الراهن ومطاردة القوى الحية ومواقف الأنظمة المعروفة ومن تابع مواقع التواصل لا بد أنه أدرك أن الموقف أفضل بكثير مما تبدا في حراك الشارع. تصفية القضية وهمٌ كبير وقد قلنا مرارا في السابق إنه كما بدد الشعب الفلسطيني والأمة أوهام العدو لما بعد أوسلو ثم ما بعد احتلال العراق سيبددون وهمَ استثمار الحريق الراهن الذي أشعله خامنئي ومعه الثورة المضادة وتقاعس بعض العرب ووجود ترامب في السلطة في تحقيق ما لم يتحقق في السابق وسيستعيد الشعب الفلسطيني زمام المبادرة من جديد ويفجّر انتفاضة شاملة ضد العدو رغم أن العالم كله بما في ذلك فلسطينيون وعرب يعملون لمنعها بكل الوسائل الممكنة.