م· راضية ناشدت مجموعة من طلبة مدرسة الدكتوراه للترجمة بوهران، وزارة التعليم العالي والبحث العلمي التدخّل السريع من أجل حلّ مشاكلهم العالقة التي تعدّ من بين أهمّ حقوقهم المهضومة، أهمّها التسجيل في الدكتوراه التي لم يتمكّن من سعيها العديد من طلبة دفعتي 2005/2006 و2006/2007 رغم مرور ثلاث سنوات أو يزيد على مناقشة مذكّرة الماجستير، وهو ما يتناقض والقانون المنظّم للمدرسة الذي ينصّ على أن مرور الطالب إلى الدكتوراه يتمّ مباشرة بعد مناقشة المذكّرة· كما اتّفق هؤلاء الطلبة وبالإجماع على مقاطعة ملتقى الباحثين الشباب المزمع إجراؤه الشهر الجاري تحت إشراف اللّجنة الفرنسية بسبب الإجحاف المطبّق في حقّهم· وحسب لائحة الشكوى المدوّنة من طرف طلبة مدرسة الدكتوراه للترجمة بوهران التي تحصّلت "أخبار اليوم" على نسخة منها والموجّهة إلى كلّ من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، مدير الدراسات ما بعد التدرّج وكذا مدير جامعة وهران يناشدون من خلالها ضرورة التدخّل والوقوف على الحقائق المرّة التي تسير عليها المدرسة، أوّلها يتعلّق بطلبة الدفعتين من 2005 إلى 2007 الذين لم يحظوا إلى حدّ الساعة بالتسجيل في الدكتوراه رغم مرور ثلاث سنوات أو يزيد على مناقشة مذكّرة الماجستير، وهو ما يتناقض -حسب بيان اللاّئحة- والقانون المنظّم للمدرسة الذي ينصّ على أن مرور الطالب إلى الدكتوراه يتمّ مباشرة بعد مناقشة المذكّرة بالنّظر إلى أن الهدف المنشود من وراء فتح هذه المدرسة ليس الاكتفاء بالحصول على شهادة الماجستير، بل تخريج أكبر عدد ممكن من الدكاترة الجزائريين المتخصّصين في الترجمة، سواء تعلّق الأمر بأساتذة باحثين أو مترجمين احترافيين· ويضيف الطلبة أن القانون ينصّ على أن التكوين في إطار المدرسة يتمّ وفق مرحلتين، الماجستير لمدّة سنتين والدكتوراه ثلاث سنوات، غير أنه لم يتمكّن أغلبهم من مناقشة مذكّرات الماجستير إلاّ بعد مرور من 6 إلى 11 شهرا من تاريخ إيداع المذكّرات وتكوين لجان المناقشة، ممّا جعلهم يستغرقون أربع سنوات في الماجستير بدل سنتين بسبب ما وصفه هؤلاء بالنّزاعات وتصفية الحسابات الشخصية بين إدارة القسم ومسؤولي المدرسة في تلك الفترة، إلى جانب سوء استغلال النّفوذ، ناهيك عن الضغوطات والتجاوزات التي مرّت بهم، وهو ما دفع بحوالي 20 طالبا من أصل 44 ضمن الدفعتين إلى ترك المدرسة والتخلّي نهائيا عن فكرة إتمام الدراسة بها· ويضيف الطلبة أنهم يشكّكون في أن تكون رسالتهم قد وصلت إلى وزير التعليم العالي قصد تسوية وضعيتهم، والتي أعربوا فيها وبالإجماع عن مقاطعتهم لحضور "ملتقى الباحثين الشباب" الذي ستجرى فعالياته الشهر الجاري، وكذا ضرورة التسجيل مباشرة في الدكتوراه مع قبول مشاريعهم على حالها دون ما أسموه ب "مهزلة" المثول أمام ما يدعى باللّجنة لعرض المشاريع وانتظار "المباركة" الفرنسية، ولا لتأجيل ذلك بدعوى معالجة ما ترسّب من مشاكل ناجمة عن سوء تسيير المدرسة سابقا· من جهة أخرى، رفض الطلبة الادّعاءات التي تتحدّث عن عدم إمكانية التسجيل في الدكتوراه عبر جامعات أخرى عدا جامعة وهران بحجّة الانتماء إلى مدرسة الدكتوراه والنّصاب المفروض، وهو ما اعتبروه مغالطة زائفة بدليل تمكّن بعضهم من التسجيل في جامعات أخرى· وأضاف بيان الطلبة أنهم يأبون أن تخضع مسيرتهم العلمية للعرقلة من قبل شخص يعتدّ بنفسه ويكفر أساطين البحث الترجمي، ولا يتردّد في إلغاء المشاريع المعروضة في كلّ مرّة منذ 2008 لأسباب غير ظاهرية وغير منطقية، كما أن ما يقوم باقتراحه الجانب الفرنسي من مشاريع بحث هي اقتراحات عقيمة لا تخدم البحث الترجمي في الجزائر باعتبار أنها رسكلة أو اجترار لما سبقنا الغرب إليه، وتثبيط لعزيمة الطلبة على مواكبة كلّ ما استجدّ في مجال البحث الترجمي، على النّقيض ممّا هو مسطّر من الأهداف في القانون المنظّم لمدرسة الدكتوراه· كما تأسّف الطلبة في السياق ذاته من الموقف الجزائري الممثّل في اللّجنة العلمية لقسم الترجمة، وكذا هيئة الإشراف من وقوفه كالمتفرّج منتظرا ما يمليه عليه الجانب الفرنسي في كلّ كبيرة وصغيرة·