أعرب طلبة مدرسة الدكتوراه في الترجمة بجامعة وهران، في رسالة موجهة إلى وزير التعليم العالي والبحث العلمي، رشيد حراوبية، عن صريح مقاطعتهم لحضور ما يدعى ب ''ملتقى الباحثين الشباب'' تحت رئاسة اللجنة الفرنسية المكونة من السيدة كريستين ديريو والسيد حسن حمزه·· هذا وطالب الطلبة في رسالة وجهوها إلى الوصايا، حصلت ''الجزائر نيوز'' على نسخة منها، بحقهم المشروع في التسجيل مباشرة في الدكتوراه، وقبول مشاريعهم على حالها دون مهزلة المثول أمام ما يدعى باللجنة لعرض المشاريع وانتظار ''مباركة'' الجانب الفرنسي· وقد عبّر طلبة الدكتوراه عن تذمرهم وسخطهم بعد ثبوت حصول زملائهم في بقية المدارس الدكتورالية على شهادات التسجيل دونما عراقيل تذكر، إذ لم يتعد الأمر موافقة الأستاذ المشرف ومن ثم اللجان العلمية للأقسام - كما هو معمول به-. وضرب الطلبة في هذا مثلا بخريجي المدرسة الدكتورالية في العلوم الاجتماعية والإنسانية الذين منحوا شهادات ماجستير في الترجمة، رغم أنه لم يكن لهم سابق تكوين في الاختصاص خلال سنوات ما بعد التدرج، كما أنهم قد حظوا بجميع التسهيلات في ما يتعلق بالتسجيل في الدكتوراه· هذا، ناهيك عن حصول بعضهم على مناصب بعد المشاركة في مسابقات انتقاء الأساتذة المساعدين صنف ''ب'' دون إعطاء الأولوية لخريجي مدرسة الدكتوراه في الترجمة· هذا، وما زاد من حنق الطلبة المحتجين وغيضهم، هو ما اكتشفوه، حسب تصريحاتهم، حول عدم امكانيتهم التسجيل في الدكتوراه عبر جامعات أخرى عدا جامعة وهران بحجة الانتماء إلى مدرسة الدكتوراه والنصاب المفروض· وتلك مغالطة كبرى زائفة، حسبهم دائما، حيث أكدوا أن بعضا من زملائهم تمكنوا فعلا من التسجيل خارج جامعة وهران، وتساءل الطلبة ماذا عن أولئك الذين سجلوا في الدكتوراه ضمن المدرسة لسنوات، ثم انسحبوا منها رغم تأكيد المنسقة - أكثر من مرة - على أن كل من دخل المدرسة محكوم عليه بالبقاء فيها؟ وبالعودة إلى موضوع المشاريع وقبولها، أكد محدثونا أنهم تقدموا أكثر من مرة بمشاريع بحث لم تتردد اللجنة في إلغائها في كل مرة معللة ذلك بأسباب ''موضوعية'' وأخرى ''علمية'' لم يُفصح عنها ولو مرة، وهو الإجراء الذي اعتبروه طعنا في شخص الأستاذ المؤطر الذي وافق على المشروع وتحمّل مسؤولية الإشراف عليه· ودق طلبة الدكتوراه ناقوس الخطر بخصوص هذه الممارسات التي أدت فيما مضى إلى ''تصحر'' مجال أكاديمي بأكمله - أي الترجمة - وعقمه، وستؤدي لزاما إلى انحسار طاقة البحث والتأطير فيه، واختزال النشاط البحثي للترجمة في أدبيات ''شكسبير'' وما شابهها· واعتبارا لهذه المعطيات، أكد الطلبة أنهم لن يستكينوا لهذا الوضع المفروض عليهم قسرا، وأنهم لن يولوا جهدا في تغييره ورفع الأمر إلى الوزارة المعنية للتنبيه بمثل هذه الممارسات التي تصدم كل باحث جامعي طموح -حسبهم- وتعرقل ارتقاءه المشروع·