جملة قالها صديق الزعيم الرّاحل "هواري بومدين" الجنيرال الفيتنامي "جياب": "الاستعمار تلميذ غبي"، بمعنى أنه لا يعي الدرس ولا يستفيد من هزائمه ومن انتكاساته، وهو ما ينطبق على حال ومآل كلّ من الرئيس الفرنسي "نيكولا ساركوزي" ورئيس وزراء بريطانيا "دافيد كاميرون" حيث حشرا أنفيهما في ما لا يحقّ لهما التدخّل فيه، خاصّة وأنه شأن داخلي، كما لو أن دولة أجنبية غذّت النّعرة الانفصالية لدى سكان جزيرة كورسيكا أو وقفت إلى جانب زعماء المنظّمة الانفصالية في إيرلندا الشمالية الذين يناضلون منذ أمد بعيد سياسيا وعن طريق العمليات الإرهابية التي يقوم الجيش الجمهوري بهدف الانفصال عن التاج البريطاني، كما هو الشأن بالنّسبة للشعب الكورسيكي الذي يريد هو الآخر الانفصال عن فرنسا نظرا لأنه يختلف عن بقّية الفرنسيين لغة وعرقا وتاريخا· بطبيعة الحال لا يمكن للعاقل أو أحد من الفرنسيين أو البريطانيين أن يقبل أن يصيب بلاده مكروها من أيّ كائن من كان بحجّة المساعدة مهما كانت نيّته خالصة حتى ولو ضربت بقنبلة نووية لأن تاريخ فرنسا وبريطانيا في المنطقة قديما والآن في العراق وأفغانستان أسود حالك الظلام وأحمر قاني، لذلك فإن اعتراف فرنسا المبكّر وفي مدّة قياسية بما يسمّى بالمجلس الوطني الليبي المؤقّت الذي يقاتل الحكومة الليبية أمر مبيّت حيكت خيوطه ونسجت في ليلة غبراء على أيدي هؤلاء القتلة الذي حوّلوا أمن ليبيا إلى خوف متواصل بمساعدة أبناء البلد الذين كانوا بالأمس يأكلون في إناء من يقاتلونه اليوم وكأنهم لا يستحيون من اللّه ولا من النّاس· وكيف لا تقوم فرنسا وبريطانيا بما قامت به اتجاه الأزمة الليبية من إذكاء لنار الفتنة التي زادت اشتعالا بعد عزم هذا المعتوه المسمّى "نيكولا" الذي تجري في عروقه دماء الصهاينة على فتح سفارة لفرنسا في مدينة بنغازي في انتظار على حدّ قوله فتحها في طرابلس وكأنهم يريدون أن يتغلّب الثوّار على القوّات الحكومية وبأيّ طريقة ووسيلة ولو يجيش لذلك الحلف الأطلسي ومن يتبعهم ويستظلّون بظلّهم من العرب والعجم، حيث يريدون أن يعيدوا سيناريو العراق والشهيد صدام حسين في ليبيا· هي فرنسا عانينا منها ومازلنا وما سيأتي منها ومن زبانيتها ومن يحوم حولهم أعظم·· فاللّهم أكفينا شرّها ومكرها·