موسم الحج يبدا وسط ظروف سياسية غير مسبوقة ** بدأ أمس الأربعاء أكثر من مليوني مسلم مناسك الحج في مكةالمكرمة تحت أشعة الشمس الحارقة وفي ظل أزمات دبلوماسية تعصف بمنطقة الخليج. وتؤكد السلطات السعودية أنها سخرت كل طاقاتها الأمنية والخدماتية في سبيل إنجاح موسم الحج والاستعداد لأي طارئ. ق.د/وكالات يتوافد اليوم الخميس أكثر من مليوني مسلم جاؤوا من جميع أنحاء العالم على صعيد عرفات لأداء اهم ركن في الحج وهو الوقوف والمكوث بعرفات إلى غاية المساء. وبعد عامين من حادث تدافع أودى بحياة أكثر من 2300 شخص تؤكد السلطات السعودية أنها سخرت كل طاقاتها الأمنية والخدمية في سبيل إنجاح موسم الحج والاستعداد لأي طارئ. وأعدت قيادة أمن الحج بالمملكة السعودية خطة متكاملة لتسهيل عملية تصعيد الحجاج إلى منى ركزت على توفير مظلة الأمن والأمان وتحقيق السلامة على جميع الطرق التي يسلكونها من مكة إضافة لتنظيم عملية حركة المشاة. وجندت قيادة قوات أمن الحج جميع الطاقات الآلية والبشرية من رجال أمن لتنفيذ خطة تصعيد الحجاج لمشعر منى بهدف تيسير وتسهيل عملية التصعيد أمام قوافل الحجيج وتوفير الأمن والسلامة لهم. وركزت الخطة على منع دخول السيارات الصغيرة إلى المشاعر المقدسة وإتاحة الفرصة لسيارات النقل الكبيرة التابعة للنقابة العامة للسيارات وشركات النقل لنقل حجاج بيت الله الحرام من وإلى المشاعر المقدسة. واكتملت في منى جميع الخدمات والتسهيلات لضيوف الرحمن حيث أقيمت عشرات المستشفيات والمراكز الصحية. وأقيمت مراكز الاتصالات التي تربط الحاج بأهله وذويه في مختلف أنحاء العالم عبر الاتصالات الهاتفية والجوال والمكاتب البريدية. وتتوفر جميع الخدمات التموينية والصحية والإرشادية على مختلف الطرق المؤدية إلى منى. وكانت طلائع حجاج بيت الله الحرام قد بدأت في الوصول إلى مشعر منى منذ الثلاثاء استعدادا لقضاء يوم التروية. وقضى حجاج بيت الله الحرام يوم التروية في مشعر منى الواقع شمال شرقي المسجد الحرام اقتداءً بسنة النبي الرسول محمد خاتم الأنبياء. وسمي اليوم بيوم التروية لأن الناس كانوا يتروون فيه من الماء ويحملون ما يحتاجون إليه. ويتدفق ضيوف الرحمن صباح اليوم الخميس إلى صعيد جبل عرفات على بُعد 12 كيلومترًا من مكة ليشهدوا الوقفة الكبرى ويقضوا الركن الأعظم من أركان الحج ثم ينفروا مع مغيب الشمس إلى مزدلفة. ويعود الحجاج إلى منى صبيحة اليوم العاشر من ذي الحجة لرمي جمرة العقبة (أقرب الجمرات إلى مكة) والنحر (للحاج المتمتع والمقرن فقط) ثم الحلق والتقصير والتوجه إلى مكة لأداء طواف الإفاضة. ويقضي الحجاج في منى أيام التشريق الثلاثة (11 و12 و13 من ذي الحجة) لرمي الجمرات الثلاث مبتدئين بالجمرة الصغرى ثم الوسطى ثم جمرة العقبة (الكبرى) ويمكن للمتعجل من الحجاج اختصارها إلى يومين فقط حيث يتوجه إلى مكه لأداء طواف الوداع وهو آخر مناسك الحج. ويقع مشعر منى بين مكةالمكرمة ومشعر مزدلفة على بُعد سبعة كيلو مترات شمال شرقي المسجد الحرام وهو مشعر داخل حدود الحرم وهو عبارة عن واد تحيط به الجبال من الجهتين الشمالية والجنوبية. لا يُسكَن المشعر إلا مدة الحج ويحَدُّه من جهة مكةالمكرمة جمرة العقبة ومن جهة مشعر مزدلفة وادي محسر. والمشعر له مكانة تاريخية ودينية به رمى نبي الله إبراهيم عليه السلام الجمار وذبح فدي إسماعيل عليه السلام ونزلت فيه سورة النصر أثناء حجة الوداع للرسول صلى الله عليه وسلم. الحج بالأرقام يشارك أكثر من مليوني حاج في مناسك هذا العام بحسب الاحصائيات الرسمية للدولة السعودية مقارنة بمليون و86 ألفا العام الماضي فيما كان العدد 24 ألفا فقط في العام 1941. وهناك ما يقارب من 221 ألف إندونيسي في مكة حاليا وهو العدد الأكبر على الإطلاق من الحجاج القادمين من دولة أجنبية واحدة بحسب ما أفاد مسؤول إندونيسي لصحيفة سعودي غازيت . وتم نشر أكثر من مئة ألف عنصر أمن للحفاظ على سلامة الحجاج وفقا لما صرحت وزارة الداخلية السعودية. ويساهم نحو 17 ألفا من موظفي الدفاع المدني مدعومين بثلاثة آلاف مركبة في عملية حفظ الأمن. وثبتت آلاف كاميرات المراقبة في الطرق التي سيسلكها الحجاج بحسب متحدث باسم الدفاع المدني. وتم تجهيز عشرات الآلاف من الخيم المكيفة في منى بين جبل عرفاتومكة لتأمين مقار إقامة للحجاج. ويعمل 2468 من موظفي الهلال الأحمر السعودي و500 متطوع مع 326 سيارة إسعاف وثماني مروحيات. وتم توظيف أكثر من 700 طباخ سعودي لإطعام الحجاج بحسب صحيفة عرب نيوز . وتأمل السعودية استقبال 30 مليون حاج ومعتمر كل عام بحلول العام 2030 بحسب صحيفة سعودي غازيت مقارنة بثمانية ملايين يأتون حاليا.