دور المكسيك 1986.. التأهل إلى النهائيات على غرار مونديال إسبانيا 1982 تمكن المنتخب الجزائري من التأهل إلى الدورة الموالية التي أقيمت بالمكسيك في صائفة 1986 بدون خسارة في التصفيات وسيبقى الفوز التاريخي المسجل في ذهاب الدور التصفوي الأخير على حساب المنتخب التونسي بتونس 4/1 شاهدا عن مدى قوة العناصر الوطنية في تلك الفترة بقيادة المدرب رابح سعدان. تُرى كيف تمكن زملاء رابح ماجر ولخضر بلومي من بلوغ بلاد الآزتيك ؟ ذلك ما سنتعرف عليه في حلقة هذا العدد. الدور الأول (ذهاب) 31 مارس 1985: أنغولا 0 الجزائر 0 أوقعت قرعة الدور التصفوي الأول لكاس العالم (المكسيك 1986) زملاء بلومي في الدور الأول أمام المنتخب الأنغولي وقد استبشر الجمهور الرياضي الجزائري بالمنافس كيف لا وأن منتخبنا الوطني كان سيد القارة الإفريقية واحد اكبر المنتخبات المرشحة لبلوغ مونديال بلاد الازتيك لكن وكما يقال تابعو القراءة ستتعرفون عن الذي كاد أن يقع فيه الخضر في أول دور لهم في الإقصائيات. جرت مواجهة الذهاب يوم 31 مارس 1985 بالعاصمة الأنغولية لواندا وقادها الحكم الغامبي كامارا. شهدت المباراة سيطرة شبه كلية للفريق الوطني لكن رغم ذلك لم يجسدها زملاء حسين ياحي ولو بهدف واحد لتنتهي المباراة بالتعادل هدف لمثله وهو التعادل الذي وصف بمثابة انتصار وبشارة خير على الخضر على غرار ما فعله قبل أربع سنوات من هذه المواجهة حين تعادل في أول دور إقصائي لكاس العالم باسبانيا عام 1982 بتعادله في العاصمة السيراليونية فريتا ون أمام منتخب هذا الأخير بهدفين لمثلهما. خاض أشبال المدرب رابح سعدان هذه المواجهة بالأسماء التالية: دريد مرزقان فوزي منصوري قريشي قندوز قاسي سعيد محمد ناصر بويش (بن شيخ) جفجاف ياحي (ماجر عصاد. الدور الأول (إياب) 19 أفريل 1985: الجزائر 3 أنغولا 2 جرت مواجهة العودة يوم 19 أفريل 1985 بملعب 5 جويلية أمام أكثر من 50 ألف متفرج وتحت درجة حرارة 22 مئوية وقادها الحكم السنغالي بدارا سيني. فرض الفريق الوطني أسلوبه وافتتح اللاعب فوزي منصوري باب التسجيل في الدقيقة ال14 وقبل انتهاء الشوط الأول بدقيقتين ضاعف اللاعب جمال مناد النتيجة وبهدفين لصفر انتهت المرحلة الأولى التي عاشها الحارس نصر الدين بدون إزعاج. الشوط الثاني دخله الفريق الوطني بكل قوة بغية إضافة هدفا آخر وكان له ذلك في الدقيقة ال 21 من هذا الشوط بواسطة لاعب مولودية العاصمة ناصر بويش لكن وفي الوقت الذي كان فيه الجمهور الجزائري ينتظر أهدافا أخرى وإذا بالمنتخب الأنغولي ينتفض ويدخل الرعب في قلوب الملايين من الجزائريين بتوقيعه لهدفين الأول سجله اللاعب ميلتون قبل 16 دقيقة من صافرة النهاية ووميندهوفي في قبل ثلاث دقائق من النهاية. جاء هدف الثاني لمنتخب أنغولا فور دخول علي بن شيخ بديلا للاعب فوزي منصوري فكم كانت الدقائق العشر الأخيرة طويلة على الجمهور الجزائري وفي آخر دقيقة من المباراة كاد المنتخب الأنغولي أن يعدل النتيجة حيث جانبت الكرة بضع سنتيمترات العارضة الأفقية للحارس دريد الذي لم يحرك ساكنا وهو يرى الكرة تمر فوق العارضة الأفقية بعدها لم يتأخر الحكم بإعلان صافرة النهاية النهاية التي تنفس الجزائريون الصعداء فيها. وعلى وقع نتيجة 3/2 انتهت هاته المواجهة التي خاضها الفريق الوطني بالأسماء التالية: دريد مرزقان فوزي منصوري (بن شيخ) مغاريا قندوز مغيشي بويش ناصر جفجاف (بن خليدي) مناد ماجر ياحي. الدور الثاني (ذهاب) 13 جويلية 1985: الجزائر 2 زامبيا 0 أوقعت قرعة الدور التصفوي الثالث منتخبنا الوطني أمام المنتخب الزامبي الأمر الذي أدخل الرعب قلوب الجزائريين بما فيهم المدرب رابح سعدان كون المنافس لا يستهان به ويعد من بين خيرة المنتخبات في القارة الإفريقية ناهيك عن المنتخب الزامني كان قد أقصى في الدور الثاني منتخب الكاميرون. وتحسبا لهاته المواجهة أجرى الفريق الوطني تربصا إعداديا بالاتحاد السوفيتي واستدعى المدرب رابح سعدان لهذا التربص تسعة لاعبين محترفين. جرت مباراة العودة في الخامس من جويلية وبملعب 5 جويلية أمام جمهور غفير جدا خاصة وأن المباراة جرت تحت الأضواء الكاشفة وفيها أبدع زملاء محمود قندوز وقدموا واحدة من أحسن المباريات بعد مونديال اسبانيا. افتتح اللاعب بن ساولة باب التسجيل في الدقيقة ال15 وفي الأنفاس الأخيرة من الشوط الثاني أضاف اللاعب رابح ماجر هدفا ثانيا أسعد كثيرا الجمهور الجزائري كما افرح المدرب رابح سعدان واصفا هذا الفوز بالمهم لكنه حذر من المنافس في مواجهة العودة كونه يجيد اللعب أمام جماهيره. خاض المدرب رابح سعدان هاته المواجهة بالأسماء التالية: دريد مجادي (صادمي) فوزي منصوري قريشي قندوز قاسي سعيد محمد مناد ماروك بن ساولة ماجر عصاد (ياحي). الدور الثاني (إياب) 28 جويلية 1985: زامبيا 0 الجزائر 1 بعد أسبوعين من مواجهة الذهاب التقى المنتخبان الزامبي والجزائري في مواجهة العودة بملعب العاصمة الزامبية لوزاكا وخلالها جسد أشبال المدرب رابح سعدان تفوقه على المنتخب الزامبي بالفوز عليه بهدف دون رد وقعه اللاعب التاج بن سحاولة في الدقيقة ال76 في مواجهة أبدع فيها الحارس دريد نصر الدين وغاب عنها للمرة الرابعة على التوالي لخضر بلومي لعدم تعافيه من العملية الجراحية التي أجراها على مستوى الساق والتي تسبب فيها كما سبق الذكر الليبي باني. وبهذه النتيجة واصل الفريق الوطني مساره الموفق نحو بلاد الازتيك المكسيك حيث لم يتبق له إلا دور واحد سيلاقي فيه المنتخب التونسي. خاض الفريق الوطني مباراة العودة أمام زامبيا بلوزاكا بالأسماء التالية: دريد صادمي فوزي منصوري مغاريا قندوز قاسي سعيد محمد مناد ماروك بن ساولة ماجر (جفجاف) صالح عصاد (حسين ياحي). الدور الثالث والأخير (ذهاب) 6 أكتوبر 1985: تونس 1 الجزائر 4 أوقعت قرعة التصوفي الأخير لمونديال المكسيك 1986 منتخبنا الوطني أمام المنتخب التونسي في لقاء وصف بالثأري كون نسور قرطاج سبق لهم وان ازاحوا المنتخب الجزائري في العديد من المرات تارة في تصفيات كاس العالم وتارة أخرى في تصفيات كاس أمم إفريقيا. جرت مواجهة الذهاب بين المنتخبين يوم 6 اكتوبر 1985 بملعب المنزه بتونس وقادها الحكم البلجيكي شورتر ودخلها المنتخبان بالأسماء التالي المنتخب التونسي: سباعي شريتي زيري شرقي -بن يحي -زواوي هرقال ملول ركباوي المنتصر بالله شواربي بسام. المدرب يوسف زواوي فيما دخل منتخبنا الوطني اللقاء بالأسماء التالية: دريد صادمي منصوري فوزي فريشي محمود قندوز كمال قاسي السعيد ماجر عوضه ياحي بلومي عوضه شعيب. المدرب رابح سعدان شهد اللقاء في ربعه الأول سيطرة كلية للتونسيين جسدها اللاعب المتألق الركباوي بهدف جميل هز به شباك الحارس دريد نصر الدين اثر قذفة قوية من بعد 20 مترا وياليت التونسيون لم يفتتحوا باب التسجيل ففور هذا الهدف انقلبت المباراة رأسا على عقب وتحولت السيطرة جزائرية محضة أمام دهشة التونسيين من المدرجات فبعد ست دقائق من هدف الركباوي قندوز وبعد استرجاعه الكرة داخل منطقة العمليات يمررها إلى قاسي السعيد وبدوره يمررها إلى بلومي الذي وجد نفسه داخل منطقة 18 مترا ويقذف بقوة لكن الحارس سباعي يتصدى لها لكن الكرة تفلت منه لتجد قدم رابح ماجر الذي اسكن الكرة بسهولة في شباك التونسيين معدلا النتيجة. وقبل دقيقة عن نهاية الشوط الأول ماجر ينطلق كسهم من الجهة اليمني ويراوغ التونسي بن يحي ويمرر إلي مناد الذي سدد كرة قوية لم يتمكن الحارس التونسي من صدها وتسكن الجهة اليسري من شباكه في الدقيقة 44 وبالرغم من نهاية الشوط الأول بتفوق منتخبنا الوطني إلا أن الجمهور التونسي بقي متفائلا واعتقد الجميع أن المرحلة الثانية كفيلة بالعودة لكن حدث مالم يكن يتصوره التونسيون حيث شهد تسجيل هدفين آخرين الأول والثالث لمنتخبنا كان في الدقيقة 67 بواسطة بلومي فيما سجل الهدف الثاني وهو الرابع لمنتخبنا الوطني جمال مناد بعد تلقيه كرة بطبق من ذهب من صالح عصاد سرعان ما أعلن الحكم البلجيكي شورتو صافرة النهاية بفوز ساحق للجزائر. الدور الرابع والأخير (إياب) 18 أكتوبر 1985: الجزائر 3 تونس 0 جرت مواجهة الإياب يوم 18 أكتوبر 1985 بملعب 5 جويلية وبحضور حوالي 60 ألف متفرج وخلالها أكد منتخبنا الوطني بقيادة المدرب رابح سعدان قوته وحقق فوزا ساحقا بنتيجة 3/0 من توقيع كل من ماجر في الدقيقة الثامنة ومناد في الدقيقة ال34 ليختتم مهرجان الأهداف حسين ياحي في الدقيقة ال 78. اللقاء أداره الحكم السويسري قالار وهو نفس الحكم الذي أدار لقاء الجزائر أمام يوغسلافيا في الدور نصف النهائي لدورة المتوسط التي جرت بمدينة سبليت اليوغسلافية عام 1979 وشهد أحداث مؤسفة بطلها اللاعب الجزائري شعبان مرزقان الذي انهال على الحكم قالار. وبفوزه ذهابا وإيابا حافظ المنتخب الوطني على تقاليده في كاس العالم ببلوغه التأهل للمرة الثانية على التوالي وبات أول منتخب عربي وإفريقي يتأهل إلى العرس العالمي. خاض الفريق الوطني هاته المواجهة التاريخية بالأسماء التالية: دريد صادني فوزي منصوري مغاريا محمود قندوز محمد قاسي سعيد ماجر ماروك مناد لخضر بلومي (حسين ياحي) صالح عصاد (تاج بن ساولة). للإشارة بعد يومين من تأهل منتخبنا الوطني لحق به المنتخب المغربي بتفوقه إيابا على المنتخب الليبي ب2/0 وكان المنتخب المغربي قد تفوق ذهابا بهدف دون رد وهي المرة الثانية التي يتأهل فيها اسود الأطلس إلى المونديال بعد تأهلهم في المرة الأولى عام 1970 بالمكسيك وكان بهذا البلد فال خير على المغاربة.