شوارع غارقة .. وطرقات مزدحمة ** فضحت زخات المطر التي تساقطت عبر العديد من ولايات القطر الوطني في الساعات الأخيرة حالة البريكولاج وسياسات الترقيع السائدة على المستوى المحلي في كثير من البلديات التي غرقت شوارعها في كأس ماء وتحولت طرقاتها إلى معرض كبير للسيارات التي ازدحمت وتزاحمت نتيجة تحول بعض الطرق إلى برك كبيرة.. وجاء التساقط المطري المتفاوت الذي شهدته بعض وليات القطر الوطني لاسيما الساحلية منها في اليومين الماضيين ليؤكد مرة أخرى أن العشوائية هي المخطط السائد لدى كثير من المجالس الشعبية المحلية التي تنتظر حلول فصل الشتاء ووقوع الفأس في الرأس لتحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه من خلال تسريح البالوعات ومحاولة استدراك النقائص التي تحول الشوارع إلى مسابح والطرقات إلى مواقف سيارات والضحية في البداية والنهاية هو المواطن الذي لا حول له ولا قوة.. الحماية المدنية تتدخل لفتح مسالك الطرقات أكدت المديرية العامة للحماية المدنية أمس الأحد عدم تسجيل أي تدخلات استعجالية طارئة أو حالات إنذار قصوى خلال التغيرات الجوية الأخيرة التي عرفتها البلاد على مدار الساعات الماضية حسب ما أفاد به مسؤول في المديرية. وأوضح المكلف بالإعلام على مستوى المديرية العامة للحماية المدنية بن أمزال الزهير في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية أن مصالح الحماية المدنية شرعت ومنذ الساعات الأولى لبداية الاضطراب الجوي بعملها بشكل عادي من خلال التدخل لفتح مسالك الطرقات والمساهمة في عمليات صرف المياه المتجمعة خصوصا على مستوى الأحياء الهشة والقصديرية حيث تسبب تجمع المياه في غلق مداخل بعض الأحياء وصعبت من حركة تنقل المركبات والراجلين. وقدرت عدد التدخلات المسجلة خلال 24 ساعة ب2518 تدخل وذلك عبر التراب الوطني -يضيف- السيد بن أمزال. وحسب ذات المسؤول فقد سجلت مصالح الحماية المدنية حادث انجراف للتربة بمنطقة واضية بولاية تيزي وزو لم يخلف أية خسائر بشرية لكن الحادث تسبب في تعطيل حركة المرور وغلق الطريق الوطني رقم 30 أمام حركة المرور. وأوضح السيد بن أمزال أن مصالح الحماية المدنية بالتنسيق مع مديرية الأشغال العمومية لولاية تيزي وزو تعمل حاليا على قدم وساق لإعادة فتح الطريق. وباستثناء تجمع المياه بالحي القصديري ببلدية زرالدة غرب العاصمة والذي تطلب التدخل السريع من طرف اعوان الحماية المدنية لفتح المسالك لم تسجل مصالحنا أية تدخلات استعجالية يتابع السيد بن أمزال. وفيما يتعلق بحصيلة حوادث المرور خلال 24 ساعة كشف نفس المسؤول عن خسائر بشرية بلغت 8 وفيات و15 جريحا ناجمة عن 7 حوادث مرور. ودعا نفس المسؤول إلى ضرورة اتخاذ المزيد من الحيطة والحذر من طرف السائقين وكذا المواطنين القاطنين في المناطق النائية أو المهددة بانجرافات التربة والفيضانات والحرص على عدم سد مجاري المياه أو عرقلتها في ظل الاضطرابات الجوية الأخيرة. برنامج وطني خاص.. ولكن.. من جانبه أكد مدير الأشغال العمومية لولاية الجزائر عبد الرحمان رحماني أن مصالح المديرية عملت بالتنسيق مع مصالح ولاية الجزائر وقطاع الموارد المائية ومصالح الأرصاد الجوية خلال الثلاثة أشهر الماضية من أجل اتخاذ كل الاحتياطات اللازمة تحسبا لهذه الاضطرابات الجوية التي غالبا ما تحدث عند نهاية كل فصل صيف ومطلع الخريف. وتحدث نفس المسؤول عن وضع برنامج وطني خاص سنوي يستهدف تسخير العامل البشري والعتاد والتجهيزات للشروع في صيانة البالوعات وتهيئة مجاري الصرف الصحي ومجاري الوديان وتوسيعها وتدعيم اسوار الوقاية والمناطق المعرضة للانجراف كل مؤسسة حسب مجال اختصاصها وحسب خصوصية كل ولاية. وتضمن ذات المديرية المناوبات الليلة والتدخلات الاستعجالية في حال حدوث أي طارئ حسب السيد رحماني. كما تنسق ذات المديرية مع مؤسسة صيانة الطرق والتطهير لولاية الجزائر أسروت في إطار مخطط حضري سنوي لإزالة معوقات مجاري المياه وصيانة البالوعات عبر الطرقات. وتختص مديرية الأشغال العمومية لولاية الجزائر في صيانة وتطهير الطرق السيارة والوطنية والولائية فيما تتكفل مصالح الولاية بصيانة وتطهير شبكة الطرق الحضرية. وتسخر المديرية لهذه العملية أزيد من 1600 عون أشغال عمومية على عاتق ميزانية الولاية أو ميزانية الدولة مع توفير مختلف التجهيزات والعتاد. ودعا السيد رحماني المواطنين إلى التحلي بالمزيد من الوعي والحفاظ على نظافة الطرقات من خلال تجنب رمي النفايات على مستوى مجاري المياه وبالوعات الصرف الصحي. وتتسبب هذه النفايات -حسبه- في سد مجاري المياه الأمر الذي يؤدي إلى غلق بعض الطرقات والمسالك أثناء تساقط الأمطار بسبب تجمع المياه بمنسوب معتبر. وعلى سبيل المثال ذكر المتحدث أن الطريق الرابط بين بلديتي بن عكنون والدار البيضاء فقط يشهد عبور 160 ألف سيارة يوميا حيث يمكن أن يتسبب حجم النفايات التي تلقى عبره في تجمع المياه إلى مستويات عالية في حال اشتداد حدة التساقطات المطرية . تسربات مائية.. وانهيار أرضي لم تخلف الأمطار الرعدية التي شهدتها بعض المدن الساحلية والقريبة من الساحل أي خسائر سوى بعض التسربات المائية على مستوى بعض السكنات في شمال البلاد حسب ما أكده أمس الأحد المدير الفرعي المكلف بالإحصائيات والإعلام بالمديرية العامة للحماية المدنية العقيد فاروق عاشور. وقال العقيد فاروق عاشور في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية من حسن الحظ أننا لم نسجل سوى بعض التسرّبات المائية الغير خطيرة على مستوى بعض المنازل بالعاصمة والشلف وبجاية نتيجة تهاطل الأمطار ليلة الاحد مضيفا أن عناصر الحماية المدنية تكفلت بعمليات إزالة المياه. من جهة أخرى أشار ذات المتحدث إلى أن عناصر الحماية المدنية تلقوا إنذارا بانهيار أرضي في بلدية واضياس بولاية تيزي وزو وهو الأمر الذي عرقل الحركة المرورية مما استدعى التدخل الفوري لرجال الحماية المدنية. كما استغل ممثل الحماية المدنية الفرصة لدعوة المواطنين إلى اتخاذ الحيطة والحذر في مواجهة هذه الأوضاع مذكرا بالرقم الأخضر (14) الذي وضعته مصالح الحماية تحت تصرفهم. وكان الديوان الوطني للأرصاد الجوية قد حذر يوم السبت في نشرية خاصة من تساقط أمطار رعدية تكون أحيانا مرفوقة بالبرد على العديد من الولايات الساحلية والقريبة من الساحل ابتداء من الأحد في منتصف الليل إلى غاية منتصف النهار . وأوضح المصدر أن الأمر يتعلق بولايات مستغانم والشلف وتيبازة والجزائر والبليدة والمدية وبومرداس والبويرة وتيزي وزو وبجاية وشمال سطيف وجيجل وسكيكدة وعنابة والطارف حيث من المرتقب أن تتجاوز كميات الأمطار محليا 30 ملم خلال مدة صلاحية النشرية. اضطرابات في حركة ترامواي العاصمة سجلت أمس الأحد على مستوى ترامواي الجزائر العاصمة ومنذ الساعة الخامسة والنصف صباحا اضطرابات في الخدمة بسبب الفيضانات التي أحدثها التساقط الغزير للأمطار حسب ما جاء في بيان لمؤسسة تسيير الترامواي (سترام). وأوضح البيان أن اضطرابات في حركة السير على خط ترامواي الجزائر سجلت منذ الساعة الخامسة والنصف من صباح الأحد بسبب الفيضانات التي تسبّبت فيها الأمطار الغزيرة قبل أن تستأنف الخدمة على كامل الخط ابتداء من الساعة 8:58 دقيقة. وسجل الاضطراب الأول في حدود الساعة 5:32 دقيقة صباحا بين محطتي بكري بوقرة والمنازل الخمس فيما سجل الاضطراب الثاني في حدود الساعة 5:48 دقيقة صباحا بين محطتي بن مرابط وبرضوان. من جهتها أكدت خلية الاعلام لمصالح الحماية المدنية لولاية الجزائر عدم تسجيل أي خسائر مادية أو بشرية جراء الأمطار المتساقطة ليلة السبت إلى الأحد وصباح الأحد بالعاصمة.