تبذل أسرة آل سعود جهودا كبيرة هذه الأيام لتجند أكبر عدد ممكن من فقهاء السلطان لتحريم المظاهرات الشعبية بالسعودية والوطن العربي وتجريمها ووصفها بأقبح النعوت قصد البقاء في الحكم واحتكاره ومواصلة تغييب الحقوق والحريات وكبت الأنفاس. إلى ذلك، انضم الدكتور صالح بن سعد السحيمي المدرِّس بالمسجد النبوي إلى قائمة فقهاء البلاط الذين رفضوا أن يصدعوا بكلمة الحق في وجه سلطان جائر، بل يعملون على العكس من ذلك، بمحاولة اقناع الشعوب العربية بالخنوع الأبدي للاستبداد والقهر والظلم، فقد أفتى السحيمي ب"حرمة" المظاهرات التي تقع في بعض البلاد الإسلامية، مهما كان ظلم الحاكم ومهما كانت المخالفات ووصفها بأنها "عمل يهودي ماسوني ليس من عمل المسلمين ولا يقرّه الإسلام وليس عليه دليل من الشرع؟" دون أن يقدم بدوره دليلاً قاطعاً من الشرع على "حرمة" المظاهرات الشعبية الرامية إلى اسقاط الديكتاتوريات واقامة أنظمة حكم شورية ديمقراطية تحفظ فيها الخقوق وتصان الحريات. واتهم الحسيمي العلماء الذين أفتوا بجواز المظاهرات ب"التسرع" وخاض أيضاً في العمليات الاستشهادية ضد اليهود والصليبيين وأفتى ب"حرمتها" أيضاً وقال: "إننا لا نلتفت إلى من يفتي به من الذين يتسرعون، حتى الذين قتلوا أنفسهم يقولون إنهم شهداء، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "من قتل نفسه فهو في النار"، و"تبرأ إلى الله من هذه الفتاوى ومن أهلها وإن تحدّثوا من القنوات الفاسدة المفسدة؟" في إشارة إلى الجزيرة والقنوات التي تصدع بالحق ولا تجاري الظالمين المستبدين. وأضاف السحيمي: "يكفي أن هذه المظاهرات تؤيدها ثلاث جهات: الغرب بما فيها أمريكا وأوربا بكافة دولها والرافضة سواء من كان منهم في إيران أو غيرها، ويؤيدها كذلك العلمانيون والليبراليون والملاحدة الذين يريدون أن ينسخوا الدين ويريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون" دون ان يشرح لنا "الشيخ" ماهي علاقة المظاهرات الشعبية المطالبة بالحقوق والحريات ب"الملاحدة الذين يريدون اطفاء نور الله؟". وحثّ الشيخ السحيمي على إبلاغ الناس بأن "الدخول في هذه المظاهرات أو الإضرابات مهما كان الحاكم فإن هذا العمل غير صحيح، ويمكّن لأعداء الإسلام من الدخول في صفوف المسلمين". ووصف ملايين المتظاهرين في الوطن العربي ب"الغوغاء" حيث قال: "يكفي أنها في بعض البلاد اختلط فيها الحابل بالنابل، الرافضي مع اليهودي مع النصراني مع أدعياء السنة مع (غوغائيين).. ومع العلمانيين والليبراليين ومع سائر المجرمين الذين يدخلون في مثل هذه المظاهرات" حسب قوله.