عوض أن يصدعا بالحق ويقولا كلمة حق في وجه سلطان جائر مستبد يحتكر الحكم دون وجه حق، فضل الشيخان عبد الرحمن السديس إمام وخطيب المسجد الحرام وعلي عبد الرحمان الحذيفي خطيب المسجد النبوي الالتحاق بركب علماء السلطان ونجدة الاستبداد والديكتاتورية في محاولة يائسة لاطالة عمرها ومنع حدوث التغيير وهو ما قد يفقده الكثير من محبيه التواقين إلى التحرر من الاستبداد والقهر والحكم الشمولي المطلق، فقد رحب السديس ببيان وزارة الداخلية السعودية الداعي الى عدم التظاهر والتجمهر، واصفا له بانه جاء ل"وضع النقاط على الحروف فى صورة واضحة وصريحة للجميع؟" زاعماً أن "التظاهر والتجمهر يؤدي فى أغلب حالاته الى إزهاق الأرواح وتدمير الممتلكات وتعطيل مصالح المسلمين وشل حركة العمل العام؟" ليحمّل السديس بذلك الشعوب مسؤولية قمع الأنظمة لمظاهراتها السلمية بوحشية، وينصر الجلاد على الضحية. واضاف السديس "هذه البلاد ولله الحمد، بلاد الحرمين، بلاد تطبيق الشريعة، بلاد الاعتدال والوسطية، بلاد الأمن والأمان بلاد الاستقرار.. لها خصوصيتها هى أمة واحدة وجماعة واحدة وصف واحد علماؤها وابناؤها شيبها شبابها وأي خروج عن هذا المنهج الصحيح هو خروج عن المقاصد الشرعية والنظم المرعية التى صارت عليها هذه البلاد". وفي انتقاد واضح للثورتين الشعبيتين في تونس ومصر اللتين أسقطتا طاغيتي البلدين، زعم السديس "انه ليس من منهج الاسلام ما أحدثه كثيرٌ من الناس فى بعض البلدان (...) وناهيك ان يحدث عندنا فنحن ولله الحمد لنا خصوصيتنا وسياستنا المعينة والمعروفة من قبل الجميع ومحددة فى إطار من الشرع الحنيف" وأضاف"متاح لكل مواطن ومواطنة مخاطبة المسؤولين كبيرهم وصغيرهم، فالأبواب مفتوحة وتجاوب ولاة الأمر مع مواطنيهم وعامة المسلمين وفقهم الله ظاهره للجميع" ليؤكد بذلك السديس ولاءه المطلق للأسرة الحاكمة ورفضه أي مظاهرة شعبية يقوم بها سعوديون للمطالبة بالحريات والحقوق والإصلاح السياسي الحقيقي ووضع حد للملكية المطلقة واقامة ملكية دستورية كما هو الشأن في مختلف بلدان العالم. وفي نفس السياق، رفض إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ الدكتور علي بن عبد الرحمن الحذيفي ما وصفها ب"المظاهرات الغوغائية" في بلاد الحرمين، بذريعة أن الشريعة الإسلامية هي المهيمنة على البلاد, ولكنه تفادى نقد الثورتين التونسية والمصرية اللتين أديتا إلى اسقاط الطاغيتين بن علي ومبارك، وقال إن "ما وقع في البلاد التي غيّرت حكامها ونظم الحكم فيها أمر يخصهم في تلك البلاد وهم أعلم بما يصلحهم". وشدد الحذيفي على أنه من الواجب الذي لا بد منه أن نكون عند "الزعازع والفتن يدا واحدة حكاما وولاة أمر وعلماء ومواطنين لنحافظ على ديننا ووحدة وطننا ومصالحنا" وأضاف "إن المتربصين يتمنون اليوم الذي تختلف فيه الكلمة ليركبوا الموجة وينكلوا بالدين ويقطعوا أوصال البلاد فإنهم ينظرون إلى اختلاف الكلمة كما تنظر النسور إلى اللحم".