بهدف العودة إلى قائمة الحدائق العالمية حديقة التجارب بالحامة تستعد لجرد ممتلكاتها الطبيعية تعكف إدارة حديقة التجارب بالحامة بالعاصمة منذ مطلع سبتمبر الجاري لإطلاق مشروع جرد الممتلكات الطبيعية للحديقة بهدف إدراجها مجددا ضمن قائمة الحدائق العالمية المعترف بها دوليا حسبما علم لدى إدارة الحديقة التي سجلت شهر أوت المنصرم توافد عددا معتبرا من العائلات الجزائرية من مختلف مناطق الوطن بالإضافة إلى السواح الأجانب. ت. يوسف قررت إدارة حديقة التجارب بالحامة بولاية الجزائر العاصمة عقب اجتماع أعضاء المجلس العلمي إعادة بعث عملية الجرد والتصنيف داخل الحديقة لإعادة تثمين مكتسباتها الطبيعية والعمرانية والتاريخية حسبما أكده المدير العام لحديقة التجارب بالحامة بولحية عبد الكريم الذي أوضح بصفته أيضا مهندس دولة في الفلاحة وعضو في المجلس العلمي أن حديقة الحامة لم تعد مصنفة في أي من القوائم المعترف بها عالميا حيث سقطت من القائمة في فترة ما بعد الاستقلال حيث كانت مصنفة كأجمل حدائق العالم. واتفق أعضاء المجلس العلمي الجديد الذي تم تنصيبه مطلع السنة الجارية في جلسته الأولى هذا الشهر على ضبط منهجية العمل المناسبة لإطلاق مشروع الجرد الداخلي للمصنفات بالحديقة والالتزام بالمعايير الدولية التي تحددها الجامعات والمنظمات المختصة في الشأن كما أكد ذات المصدر أن الإدارة المعنية تواصلت مع الهيئات المعنية باستقبال ملف حديقة التجارب الحامة وأبدت اهتمامها بقيمة المعلم الطبيعي وكذا استعدادها على تقديم المساعدة ومتابعة الملف. تحيين المعلومات التي لم يُعد النظر فيها منذ 1993 ويتكون المجلس العلمي لحديقة التجارب بالحامة علاوة عن المدير العام للحديقة ممثلين عن وزارتي الفلاحة والبيئة وآخر عن جامعة العلوم والتكنولوجيا باب الزوار والمعهد القومي للعلوم الفلاحية بالحراش ومعهد الأبحاث الغابية بينام ومعهد وقاية النباتات و3 باحثين آخرين مختصين في مجالات مختلفة لإثراء المجلس علميا كما يحرص ذات المجلس في هذه المرحلة على تحيين المعلومات التي لم يعاد النظر فيها منذ 1993 هي سنة آخر جرد قامت به الإدارة آنذاك لكنها لم تعرضه على الهيئات المعنية بالشأن وفق ذات المصدر. وستلعب مؤشرات إيجابية كثيرة لصالح تفعيل ملف حديقة الحامة لدى المنظمات المختصة وذلك بالنظر إلى اعتبارات عدة منها أقدمية الحديقة (أنشأت في 1832) وجود نباتات معمرة ونادرة على غرار أشجار البلاطان التي غرست في 1847 ناهيك عن توفر نباتات محلية وكذا تهيئتها الداخلية وتواجد المدرسة البيئية المنشأة في 1900 لتكوين مختصين في النباتات ناهيك خصائص أخرى. وفي انتظار بلوغ مرحلة اختيار مكاتب الدراسات لتفعيل عملية الجرد فقد سطرت الإدارة الحالية برنامج إنجاز خريطة نباتية لتحديد مكان وطبيعة وحالة كل نبتة خاصة وأن الحديقة (التي أعيد فتحها في 2009) شهدت في السنوات الأخيرة نمو نباتات جديدة اجتاحت الممرات وزاحمت النباتات الأصلية. وتعرف حديقة التجارب بالحامة الممتدة على مساحة 32 هكتارا وضعا ماليا مريحا على -حد تعبير- مديرها العام إذ تستفيد من دعم ولاية الجزائر يغطي كل تكاليف الحديقة حيث بلغت الميزانية الأولية لسنة 2016 حوالي 22 مليار سنتيم. كما تحقق الحديقة نسبة أرباح معتبرة من وراء شباك التذاكر وقد غطت مداخيل الزوار للسنة الجارية أكثر من 80 بالمائة من ميزانية التسيير وفق المتحدث. 268 ألف زائر خلال أوت المنصرم وتحصي الحديقة 300 عامل موزعين بين اختصاصات علمية وأخرى خدماتية وتقنية حيث يتم التفكير في سبل الاستفادة من اليد العاملة المؤهلة وتدعيم صفوف الحراسة بفرقة الأنياب وتكوين أعوان الأمن في تدريب الكلابي ناهيك عن تحصين أرجاء الحديقة ب 40 كاميرا عالية الجودة 32 منها موزعة على مستوى حديقة الحيوانات. وتشير آخر الإحصائيات التي أدلت بها السيدة سناء جبالي المكلفة بالإعلام على مستوى حديقة التجارب إلى تسجيل أزيد من 500 ألف زائر تردد على الحديقة طيلة موسم الاصطياف المنصرم (من شهر جوان إلى أوت 2017) وعرف شهر أوت ذروة النشاط في تلك الفترة بتسجيل أكثر من 268 ألف زائر كما أشارت المتحدثة إلى تسجيل ولادة جديدة في صنف السنوريات وهي لبؤة من النوع الإفريقي لتنضم إلى حظيرة الحيوانات التي تعرف تكاثرا ملفتا يسمح للحديقة بتدعيم حدائق الحيوانات عبر الوطن.