لا تزال الكثير من العائلات الريفية بولاية خنشلة تحتفي بما يسمى بعيد ربيع العرب مع حلول شهر مارس من كل سنة في أجواء من العادات والتقاليد التي تختزنها الذاكرة الشعبية بهذه المنطقة من الأوراس· وتبقى كل الأيام في مارس محطة للاحتفال بهذه المناسبة الاجتماعية الموروثة عن الأسلاف منذ القدم والأفضل أن تكون في اليوم الأول من الشهر حسب السيد لعروسي الذي حضر في نفس هذا اليوم تظاهرة الاحتفاء التي نظمت بمبادرة من جمعية حماية التراث ببلدية خيران بأقصى جنوب الولاية· ويتم الاحتفاء بربيع العرب الذي يمثل سيد الفصول، كما أشار نفس المتحدث إلى إعداد أطباق من المأكولات والحلويات التقليدية المتنوعة كالشخشوخة والزريقة والدشيشة والمرشوش والرفيس واليزراوي والبراج وغيرها من الأطباق التي تحضر بالسمن والعسل والزبيب وماء الورد والقرنفل، إلى جانب عجين الخبز من القمح والشعير· ويجتمع على مائدة هذه المأكولات والحلويات التقليدية أفراد العائلة أو في شبه وليمة بين الأصدقاء والجيران والأهل والأقارب في أجواء حميمية تميزها حلقة سهر على أكواب الشاي· وتقوم ربات البيوت من جانبهن صبيحة يوم الاحتفاء قبل طهي الطعام وإعداد الحلويات إلى إخراج الأواني الجديدة من الطواجن والقدور وتنظيف الكوانين من بقايا الرماد القديم اعتقادا منهن "أنها تطرد" النحس والعين الشريرة والحسد، غير أن هذه المعتقدات قد تلاشت بفعل السنين في ظل الوعي الاجتماعي·