أخي المريض : إذا حل بك مرض في نفسك أو جسمك فقل : إنا لله وإنا إليه راجعون فإنها أول عبارات الصابرين كما قال تعالى : وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ [البقرة: 155 - 157] . أولا : تذكر أنه مجرد اختبار وسينتهي : فالمرض من مفردات البلاء في الحياة.. وهل الحياة إلا بلاء وتمحيص.. قال تعالى : تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْء قَدِيرٌ * الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ [الملك: 1 - 2] . قال عبد الملك بن إسحاق : ما من الناس إلا مبتلى بعافية لينظر كيف شكره أو بلية لينظر كيف صبره . وكان محمد بن شبرمة إذا نزل به بلاء قال : سحابة صيف ثم تنقشع . فكن شفاك الله متذكرا لهذا المعنى.. فمرضك مجرد ابتلاء.. سيزول يوما وينتهي.. ويبقى في صحيفتك ثوابه وأجره إذا صبرت.. أو سيئاته ووزره إذا جزعت ! قال بعض الحكماء : العاقل يفعل في أول يوم من المصيبة ما يفعله الجاهل بعد أيام ومن لم يصبر صبر الكرام سلا سلو البهائم . أخي المريض : ولئن استطعت التغلب على التسخط والشكوى وواجهت مرضك بالرضا والصبر على البلوى لأنت إذن من عجب رسول الله من أمره حيث قال : عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن : إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له [رواه مسلم] .