مليكة حراث أعرب سكان حي مزرعة مختاري الواقعة بإقليم بلدية بوسماعيل عن استيائهم الشديد نتيجة الظروف القاسية التي يتخبطون فيها، منذ أكثر من 20 سنة بدءا بالسكنات الهشة والفوضوية التي يقطنون فيها، لاسيما وأن العشرية السوداء هي التي دفعت بهم إلى الهروب من سكناتهم الراقية إلى هذه السكنات التي تفتقر لأدنى شروط العيش الكريم· وحسب بعض المواطنين القاطنين بذات الحي فإن المعاناة التي يعيشونها حولت حياتهم إلى جحيم، حيث باتت بيوتهم عبارة عن مسابح خلال فصل الشتاء بسبب الجدران المهترئة والمشيدة من الباربان والزنك التي تسمح بتسرب مياه الأمطار من جهة والحشرات من جهة أخرى، الأمر الذي أدى إلى انتشار الأمراض وفي مقدمتها مرض الحساسية الصدرية والجلدية وحتى النفسية نظرا لطبيعة المكان الذي يصلح لكل شيء إلا لإيواء بني البشر، حسب ما وقفت عليه "أخبار اليوم" أثناء تنقلها إلى عين المكان ولاحظت بأم عينها مدى الجحيم والتهميش الذي يطال هؤلاء السكان الذين أعربوا لنا عن امتعاضهم بسبب غياب الغاز الطبيعي، هذه المادة الأولية التي يحتاج إليها المواطن، حيث باتت العائلات تتجرع مرارة اقتناء قارورات غاز ''البوتان'' التي تختلف أسعارها من حي لآخر، كما يفضلون اقتناء واحدة إضافية حتى لا يبقون من دون غاز خاصة خلال فصل الشتاء، ناهيك عن طرقات الحي التي باتت تشكل العائق الرئيسي أمام السكان، خاصة بالنسبة للمتمدرسين من جهة وأصحاب السيارات من جهة أخرى بسبب التعطل الذي أصاب مختلف مركباتهم، وما زاد من استياء السكان هو أنهم يقطنون بحي لا يبعد إلا بأمتار عن مقر البلدية، إلا أنها يفتقر لأدنى الشروط الضرورية· من جهة أخرى، أعرب سكان ذات الحي عن استيائهم الشديد لانعدام النقل نحو بعض البلديات، الأمر الذي صار يؤرق السكان الذين يضطرون إلى التنقل إلى بلديات أخرى ليتمكنوا من الوصول إلى مقصدهم، بالإضافة إلى أصحاب الحافلات الذين يعانون يوميا من المواقف غير المهيأة التي يضطرون إلى التوقف فيها، لاسيما خلال فصل الشتاء أين يتحول المكان برمته إلى ركن متعفن· وكنتيجة لهذه الوضعية يناشد سكان حي مختاري السلطات المحلية من أجل التدخل السريع عساهم يجدون الحل المناسب للحد من المشاكل، مطالبين في ذات السياق بضرورة ترحيلهم من السكنات الهشة التي يقطنون بها قبل حدوث ما لا يحمد عقباه من كوارث طبيعية وغيرها· لا تزال معاناة قاطني حي مزرعة مختاري مع اهتراء شبكة طرقات الحي متواصلة حيث أن درجة الاهتراء المتقدمة التي وصلت إليها الطرقات، أصبحت تؤرق سكان الحي، الراجلين وأصحاب السيارات وتتسبب في عرقلة الحركة المرورية من جهة، وتعطل العديد من المركبات من جهة أخرى· وبهذا الصدد حمل بعض قاطني الحي في تصريحاتهم لأخبار اليوم مسؤولية الحالة الكارثية التي تشهدها شبكة طرقات الحي وأسباب تأخر عملية تزفيت الطريق المؤدي اتجاه حيّهم إلى التماطل الذي عرفته عملية ربط قنوات المياه الصالحة للشرب، وهي العملية التي تبقى ضرورية قبل القيام بأشغال تعبيد الطريق، ونظرا للوضعية الصعبة التي يعيشها سكان حي مزرعة مختاري، يناشدون بالتفاتة من السلطات المحلية لإنصافهم وإخراجهم من العزلة التي يعيشونها والتدخل العاجل بترحيلهم إلى سكنات لائقة·