وزارة الصحة تدرج الصحة العقلية ضمن أولوياتها.. ** أكد وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات مختار حسبلاوي أمس الثلاثاء بالجزائر العاصمة أن قطاعه أدرج ترقية الصحة العقلية ضمن أولوياته من خلال اتخاذ عدة اجراءات ويبدو واضحا أن زيادة عدد الجزائريين المصابين بأمراض عقلية وعصبية قد دفعت الحكومة إلى مراجعة أولوياتها الصحية والتفكير في طريقة ناجعة لكبح جماح انتشار هذا النوع من الأمراض علما أن 20 بالمائة من كبار السن يعانون من اضطراب عقلي أو عصبي. وذكر الوزير حسبلاوي في كلمة له بمناسبة إحياء اليوم العالمي للصحة العقلية أنه تم إدراج ترقية الصحة العقلية ضمن أولوياتنا الأولى من خلال الإجراءات التي تم اتخاذها والتي ستتواصل وتتعزز . وأضاف قائلا: لقد اخترنا وفق التوصيات منظمة الصحة العالمية تبني مقاربة تقوم على مبدأ أفضلية الوقاية على العلاج مع الارتكاز على الصحة الجوارية والعمل بين القطاعات والتكيف مع مختلف مراحل الحياة ضمن السياق الوطني مبرزا أن هذه المقاربة الجديدة تتجلى في المخطط الوطني لترقية الصحة العقلية 2017-2020 . وفي هذا المجال أكد السيد حسبلاوي في كلمة قرأها نيابة عنه المدير العام للمصالح الصحية بالوزارة البروفيسور محمد الحاج أن هذه الأخيرة اتخذت عدة تدابير من بينها على وجه الخصوص إجراءات الهيكلة الرئيسية لهذا المنظور الجديد على الصحة العقلية التي أفضت إلى إنشاء إدارة فرعية لترقية الصحة العقلية ضمن الهيكل التنظيمي لوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات للتعبير بشكل تنظيمي عن الاهتمام الخاص الذي يولى لهذا البعد الصحي وكذا تعزيز الأحكام المتعلقة بحماية الأشخاص الذ ين يعانون من اضطرابات عقلية وترقية الصحة العقلية ضمن قانون الصحة الجديد . كما تتضمن الاجراءات أيضا تنفيذ برنامج واسع لإنشاء مرافق استشفائية ورعاية جوارية مخصصة لترقية الصحة العقلية بما في ذلك مكافحة الإدمان الى جانب إطلاق الخطة الوطنية لترقية الصحة العقلية 2017-2020 خلال السنة الجارية . ودعا وزير الصحة بالمناسبة المجتمع والمهنيين والقطاعات الشريكة والمجتمع المدني ووسائل الإعلام والأسر الى الانضمام من أجل تكثيف جهودنا لتحقيق الأهداف التي تم وضعها مؤكدا أن كل هذه الجوانب سيتم توضيحها ضمن هذا اللقاء . من جهة أخرى أكد الوزير أن هذا اليوم العالمي للصحة العقلية يعد فرصة للتذكير بأن الجزائر وعلى غرار الدول الأخرى صادقت على البيان العالمي حول الأمراض غير المتنقلة المعتمد في سبتمبر 2011 خلال اجتماع رفيع المستوى للأمم المتحدة بنيويورك كما انضمت لخطوة العمل العالمية للصحة العقلية 2013-2020 لمنظمة الصحة العالمية . وتابع قائلا: أن زيادة عبء الاضطرابات العقلية في العالم تشكل تحديا آخر يواجه الأنظمة الصحية مشيرا إلى أن هذا التحدي ينجم عن عدد من العوامل التي لا تشمل عوامل فردية فحسب بل أيضا عوامل اجتماعية وثقافية واقتصادية وسياسية وبيئية تتسبب بشكل خاص في ارتفاع الأمراض والاضطرابات العقلية . وأكد في هذا الإطار أن معطيات منظمة الصحة العالمية تبين مدى عبء هذه الأمراض حيث أن أكثر من 20 بالمائة من البالغين فوق سن ال60 يعانون من اضطراب في الصحة العقلية أو العصبية و6.6 بالمائة من الإعاقات لدى البالغين فوق ال60 تنسب إلى اضطرابات نفسية أو عصبية . وأشار في هذا السياق إلى أن المسار الذي قطعته الجزائر منذ الاستقلال في ميدان التنمية الاجتماعية والاقتصادية والجهود التي بذلتها في مجال الصحة نتج عنه زيادة معتبرة في متوسط العمر الذي انتقل من أقل من 50 سنة عام 1962 إلى أكثر من 77 سنة عام 2016 . وأكد بأن هذه التغيرات الديموغرافية المرتبطة بعواقب الصدمة النفسية ناتجة عن الكوارث الطبيعية الكبرى وأحداث التسعينيات وأيضا عن التحول الواقع في مجتمعنا والتوسع الحضري غير المنضبط والوضع البيئي كلها عناصر تساهم في تدهور الصحة العقلية .